سليم البيك٭
إلى جانب مهرجانات السينما في العالم، تلك المهرجانات غير المختصة بنوع محدد من السينما أو بموضوعات محددة، وهي عموم المهرجانات وكبرياتها، من كان إلى برلين إلى فينيسيا، مروراً بالأصغر كسندانس وروتردام ولندن وغيرها، هنالك مهرجانات أصغر، كماً ونوعاً، وهي أكثر تخصيصاً لأنواع محددة كمهرجانات أفلام بوليسية وأخرى معنية بقضايا حقوق الإنسان أو المثلية، وأخرى – طبعاً- معنية بأفلام الرعب.
لهذه الأخيرة عُرضت مؤخراً (6 – 10 فبراير/شباط) أفلام من عدة دول ضمن مهرجان صغير في السينماتيك الفرنسية هو «جيراردمير في باريس»، إنّما بدورته الـ26، هو مهرجان قديم وتقليد أساسي في السينماتيك العريقة، إنّما صغير ومدته لا تكاد تتجاوز الأسبوع.
في مهرجانات كهذه، تكون الاختيارات محدودة جداً، فاختيار أفلام تعتمد على موضوعها يحدّ – جداً – من معايير أخرى كجودة الفيلم. لكن الجيّد في مهرجانات كهذه يكون فرصة مشاهدة أفلام هي أولاً تتناول موضوعاً بعينه، قد يكون فائق الأهمية لأحدنا، وهي ثانياً إنتاجات العام، حديثة وبعضها لم ينزل إلى السينمات بعروض تجارية بعد، وثالثاً هي ليست من تلك الأفلام الهوليوودية التي تملأ السينمات التجارية خلال السنة، بين رعب وضجيج وصراخ طوال الوقت.
أحد هذه الأفلام كان «انتظروا المزيد من التعليمات» (Await Further Instructions) للبريطاني جوني كيفوركيان، والفيلم ليس استثناء مما ذكرنا أعلاه، فهو أولاً فيلم رديء بالمعنى السينمائي، لكنّه – وهذا فقط ما يميزه- أتى كفيلم رعب خارج الماينستريم الهوليوودي في أفلام كهذه. لذلك، لن نتكلم عن رداءته، وقد تُقدّم قصته المختصَرة، فكرة عن طبيعة تلك الرداءة.
شاب بريطاني يزور عائلته لتمضية إجازة الكريسماس مع أفرادها، معه صديقته، يعرفهم على بعضهم، العائلة بريطانية بيضاء والصديقة من أصول هندية، تسمع الأخيرة كلاماً عنصرياً تجاهها، تختار وصديقها المغادرة صباحاً قبل أن يصحو الجميع، يكتشفان عند فتح الباب أن المكان مغلق تماماً بجدران فولاذية تُطبع على جميع المخارج، أبواب ونوافذ، يعلق الجميع في البيت وتبدأ تعليمات من التلفزيون تصل إليهم تخبرهم بما عليهم فعله، هنا تنشب الخلافات ثم الشجارات يتحول الأمر إلى تعذيب وقتل بين أفراد العائلة الواحدة.
كالعديد من أفلام الرعب، ترتكز القصة على انغلاق، على مجموعة من النّاس يختلفون في ما بينهم يعلقون في مكان واحد ويحاصرهم شرير واحد، يحاصرهم جميعاً بدون تفرقة.
كالعديد من أفلام الرعب، ترتكز القصة على انغلاق، على مجموعة من النّاس يختلفون في ما بينهم يعلقون في مكان واحد ويحاصرهم شرير واحد، يحاصرهم جميعاً بدون تفرقة. ليكون الفيلم عبارة عن المحاولات للخروج من هذا الإغلاق/السجن/القبر.
ليس في الفيلم، تصوير خارج عن المألوف أو لافت، ولا القصة تتطور بشكل يستدعي الإعجاب، إنّما ما تخلل تلك القصة من خلال فكرتها الرئيسية أولاً ومن خلال الحوارات ثانياً هو ما يمكن أن يكون عنصراً جيداً في الفيلم.
الفيلم إدانة واضحة لتحكّم الإعلام – يمثله هنا التلفزيون- بالنّاس، ليست ذكية إنما واضحة وترتكز عليها القصة بأكملها. فالتعليمات كانت تأتي لأفراد العائلة من خلال التلفزيون، أحدهم يقول إنها تعليمات من الحكومة، وهي للحماية، وبالتالي لا بد من اتباعها، آخر يحاول خلع فيشة التلفزيون، الكيفية التي تتطور فيها أحداث الفيلم تجعل من التلفزيون عنصراً أساسياً، أو شخصية أساسية، تكون التعليمات التي تظهر على شاشته هي المحرك للأحداث، هي المشكّلة للانعطافات في الفيلم. نعرف لاحقاً أن الجدران الفولاذية هي كابلات التلفزيون الذي حاصر الجميع وتحكّم بعقولهم وتصرفاتهم.
طبعاً الإشارة إلى عملية تفجير كخبر عاجل على إحدى القنوات، في الليلة السابقة وتعليقات البعض، كانت مقدمة واضحة إلى الكيفية التي يتحكم فيها الإعلام، من خلال التلفزيون بتفسيراتنا لما يحدث. وهذا ما يجرنا إلى النقطة الثانية، وهي ما تخلل الحوارات والقصة من إشارات للعنصرية داخل المجتمع البريطاني – والعالمي- الأبيض.
صديقة ابن العائلة البريطانية من أصول هندية، يرفضها الجميع، يحاولون إسماعها تعليقات عنصرية، تجابههم وتُظهر من خلال ردودها كم هم تافهون، تعلّمهم كلمات إنكليزية لا يعرفونها، تعالج أحدهم، تحاول إنقاذ حياتهم بعدم اتباع هذه التعليمات، أو تلك من التلفزيون، وتحاورهم دائماً بتعقّل وروية بخلاف الأسلوب الذي هم يحاورونها ويعاملونها به.
الفيلم جيّد أخلاقياً، لكن هذا لا يكفي لصناعة سينما، للفيلم طرح سياسي واجتماعي جيّد، لكنّه يبقى، كفيلم سينمائي، متواضعاً فنياً وحكائياً وسينماتوغرافياً، وهو الأهم إذا ما كان حديثنا عن السينما كفن. الطرح السياسي إن كان إنسانياً وحقوقياً يأتي ثانياً، أما إن كان ذلك الطرح لاإنسانياً، عنصرياً بشكل أو بآخر، فهذا موضوع آخر، مقاربة الفيلم حينها تختلف.
٭ كاتب فلسطيني ـ سوريا
حروف جد خفيفة في وجه هد ا التقرير الفني السينمائي صحيح هناك صور سينمائية نالت اكبر قدر من العيون واكثر من جائزة وصور حرمت لكونها ناقصة من الناحية الفنية فقط زرعت الخوف ولاهدف عندها اي لاتعالج قضية وقلنا غير مامرة ان السينما ماوجدت لكي تزرع الرعب في النفوس بين قوسين نحن في سن الطفولة كنا نشاهد افلام دراكولا لم نكن نعرف ان السينما تعالج وتنظر بعين التقدم والمستقبل نخرج من القاعة السينمائية وصور الخوف الثي شاهدناها امامنا لسنا من عشاق هد ا النوع من الصور بل نكرهها اكتفي فالمساحة محدودة والا دكرت عناوين لبعض الصور السينمائية قديمة الرعب في اكثر من صورة شكرا للمنبر