قلقيلية -«القدس العربي»: شيّعت جماهير حاشدة من قرية جيت شرق محافظة قلقيلية، والقرى المجاورة، جثمان الشهيد الشاب رشيد محمود عبد القادر السدة (23 عاما) الذي استشهد، مساء أول أمس، برصاص مستوطنين متطرفين هاجموا القرية على مدى ساعات، ما أثار انتقادات واسعة.
وانطلقت مراسم التشييع من مستشفى رفيديا في نابلس بموكب مركبات كبير، باتجاه منزل عائلة الشهيد في القرية، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة عليه.
وجرت صلاة الجنازة على الشهيد السدة، بعد صلاة الجمعة في المسجد القديم، قبل أن يجوب موكب التشييع شوارع القرية وسط هتافات منددة بهجوم المستوطنين على القرية، وبمواصلة الاحتلال جرائمه بحق أبناء الشعب في الضفة.
وكان الشاب السدة قد استشهد، متأثرا بإصابته الحرجة بالرصاص الحي في الصدر، إثر هجوم مجموعة من المستوطنين على القرية، حيث حاول صدهم.
وقال محمود السدة، والد الشهيد، لـ”الأناضول”: “نجلي الشهيد ذهب للدفاع عن المنازل فقتلوه”. وقال: “كان المستوطنون يرتدون زيا موحدا ومسلحين، ماذا يفعل الحجر مقابل الرصاص الحي؟”.
وأفادت مصادر محلية بأن أكثر من 100 مستوطن، من بينهم مسلحون، هاجموا القرية، وأطلقوا الرصاص صوب المواطنين، ما أدى إلى استشهاد السدة وإصابة آخرين، وحرق 4 منازل و6 مركبات.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مسؤول أمني رفيع، قوله إن “التحقيق بهجوم المستوطنين على قرية جيت أظهر أن الجنود وصلوا للموقع بعد وقت قصير لكنهم لم يعتقلوا الجناة”. وزاد: “الجنود الإسرائيليون لم يفعلوا شيئا لوقف اعتداء المستوطنين العنيف على قرية جيت”.
وأثار هجوم المستوطنين على القرية انتقادات فلسطينية وعربية وأمريكية وأوروبية، وسط دعوات لمحاسبة المرتكبين.
واستشهد 18 فلسطينيا في الضفة الغربية، وأصيب أكثر من 785 بجروح، برصاص المستوطنين الذي أشعلوا أيضا 273 حريقا استهدفت أراضي المواطنين وممتلكاتهم منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، في الضفة الغربية، حسب تقرير صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.