انتقادات لوجود المعابر داخل مناطق المعارضة السورية.. وسيلة للابتزاز ونقاط لتهريب مقاتلي “الدولة”!

حجم الخط
0

أنطاكيا – ادلب – “القدس العربي”:

انعكس وجود معبري “دير بلوط والغزاوية”، وسط آخر معاقل المعارضة السورية في الشمال السوري، سلبا على حياة المدنيين في المنطقة، ما بين شمال وشرق حلب الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني من جهة، وإدلب وغرب حلب وشمال وغرب حماة الخاضعة لسيطرة الجبهة الوطنية للتحرير وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى.
حيث يقع المعبر الأول بين منطقتي أطمة شمال إدلب ودير بلوط بريف عفرين الجنوبي، أما المعبر الثاني فيقع بين منطقتي الغزاوية بريف عفرين وسمعان بريف حلب الغربي، وكانت هيئة تحرير الشام التي تدير المعبرين، قد قامت مؤخرا بإغلاق كافة الطرقات المؤدية من مناطق سيطرتها غرب حلب وشمال إدلب، إلى منطقة عفرين، إلا أنها عادت وافتتحت معبر “الغزاوية” أما الحركة التجارية والمدنيين.
وأفاد الناشط الإعلامي في منطقة دارة عزة غرب حلب “أحمد رشيد”، لـ”لقدس العربي”، أن «تاريخ إقامة المعابر من قبل تحرير مدينة عفرين إبان سيطرة حزب pkk على المنطقة”، وأضاف: “عندما سيطر الزنكي على المنطقة (دارة عزة) تسلم إدارة المعبر (الغزاوية) ثم تسلمته هيئة تحرير الشام عند سيطرتها على المنطقة”.
وأشار الناشط إلى أنه، “لا يوجد أي دور إيجابي لوجود المعبر في المنطقة، وهو عبارة عن وسيلة لقطع إيصالات بمبالغ مالية، على المواد التجارية والبضائع، وهو يؤثر سلبا على الحركة التجارية، وبما أنها منطقة واحدة محررة لا يجب أن يكون هناك معبر يفصلها”، على حد وصفه.

تأثير المعابر اقتصاديا وإنسانيا:

من جانبه، أوضح المهندس محمد حلاق مدير فريق منسقي الاستجابة في الشمال السوري الإنساني، في تصريح لـ”القدس العربي”، أن هذه المعابر موجودة بالأصل ولكن وجودها أخذ زخم إعلامي بشكل كبير في الوقت الحالي، ووجودها سبب اقتصادي لا أكثر ولا أقل فرض رسوم وضرائب وتحصيل مالي جديد يضاف على المواد التي تتحرك بين المنطقتين درع الفرات وغصن الزيتون من جهة وإدلب وغرب حلب.
ونفى الناشط الإنساني، وجود أي فائدة من المعابر، قائلا: “لا أعتقد وجود أي أثر إيجابي لوجود خط فصل بين منطقتين خارجتين عن سيطرة النظام ومحررتين، لا يوجد أي مبرر، وأي إنسان يقوم بالتبرير فإن تبريره خاطئ”.
وأشار إلى آثارها السلبية، موضحا أن “الكثير من الأشخاص، تجار وعمال وغيرهم إضافة لمنظمات، متضررة من المعابر كذلك الأمر هناك جهات كالدفاع المدني ومنظومات الإسعاف، وهذه الجهات مقيمة في إدلب ولكن لها مشاريع في الريف الشمالي فعندما تريد التحرك من غير المعقول إغلاق الطريق أمامها”.
وتابع: “هناك فرض رسوم على كل المواد التي تتحرك ضمن المنطقتين الداخل أو الخارج، خاصة الشاحنات التي تحمل المازوت والبنزين، وهذه الرسوم تؤثر على الحركة التجارية وحالة السوق الاقتصادية، فالمواطن اليوم تكلفنه المادة عندما تصل له ليرة سورية، ومع فرض الرسوم فالتاجر يضطر لرفع الأسعار مثلاً لليرة ونصف، فأصبح لدينا زيادة 50%، فهذا سينعكس سلبا في منطقة نسبة البطالة فيها مرتفعة”.
واستدرك قائلأ: “حسب الإحصائيات التي نقوم بها فإن نسبة البطالة في المنطقة بشكل وسطي 75%، فلك أن تتخيل رفع الأسعار انخفاض المساعدات الرسوم التي تفرض الأسعار التي ترتفع من قبل التجار ستؤثر على المنطقة»”.

تحرير الشام تعلل السبب

هيئة تحرير الشام، كانت قد أعلنت قبل أيام، عن إعادة افتتاح معبر الغزاوية أمام حركة الأهالي والتجار وذلك الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الخامسة مساء، أما معبر دير بلوط فأكدت أنه سيبقى مغلقا حتى إشعار آخر، بسبب إجراءات تنظيمية لضبط حركة العبور وتأمين الطريق الواصل بين ريفي حلب الشمالي والغربي.
وذكرت وكالة إباء الناطقة باسم الهيئة أن الجهاز الأمني التابع للأخيرة، علَّل سبب إغلاق المعابر مع عفرين “لورود معلومات مؤكدة لهم تفيد بتدفق عناصر يتبعون لتنظيم “الدولة” قادمة إلى مناطق غصن الزيتون (عفرين) عبر مناطق ميليشيا قسد”.
وفي هذا السياق، أكد ناشطون ميدانيون لـ”لقدس العربي”، أن تحرير الشام قامت بتشديد الإجراءات الأمنية خوفا من تسلل عناصر لتنظيم “الدولة ” وذلك بعد اعتقالهم خلية للتنظيم في إدلب، وهذه الخلية زودتهم بأسماء كثيرة لعناصر من التنظيم قادمة من دير الزور إثر اتفاق مع قسد لنقلهم للمنطقة.
وكانت وسائل إعلام تركية رسمية، قد أكدت أن وحدات حماية الشعب YPG عرضت نقل عناصر لتنظيم “الدولة” أجانب مع أسرهم من محافظة دير الزور شرقي سوريا، إلى محافظة إدلب شمالاً، شريطة تسليم أنفسهم وإطلاق سراح أسرى الوحدات.
ويشار إلى أن فصائل المعارضة السورية كانت قد سيطرة على كامل منطقة عفرين شمال حلب بالتعاون مع الجيش التركي ضمن عملية أطلق عليها اسم “غصن الزيتون”، وتمكنت من طرد وحدات الحماية من المنطقة، التي بدورها انسحبت إلى منطقة تل رفعت ومنغ شمال حلب.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية