انذار اوباما للاسد يتبدد

حجم الخط
7

خطان أحمران رسما في الشرق الاوسط في السنتين الاخيرتين. الاول كان لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقد رسمه في الامم المتحدة، مع الرسم اياه ذي القنبلة التي أصبحت رائجة. وجوهره تحديد حد كمي من اليورانيوم المخصب الى درجة 20 في المائة تحتفظ به ايران. والثاني كان للرئيس اوباما؛ فقد تناول بشكل صريح امكانية استخدام السلاح الكيميائي في سورية وأوضح بان المعنى سيكون ‘تغيير اللعبة’ وهي كلمات قوية، ملزمة، بالنسبة لرئيس أمريكي.
وقد طرح الخط الاحمر الامريكي مرات عديدة، ولكن الالتزام الاكبر كان في القدس في نهاية اذار الماضي، في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه اوباما بان الولايات المتحدة سترد بشكل استثنائي على استخدام السلاح الكيميائي، وشكك في امكانية أن يكون الثوار قد استخدموا، هذا اذا كان بوسعهم، السلاح الكيميائي.

الجني خرج من القمقم

وفي موعد قريب من الاعلان عن الخط الاحمر الامريكي، على ما يبدو قبل ولكن يحتمل بعد ايضا، استخدم السلاح الكيميائي في سوريا. وقد قال الرئيس الامريكي ذلك بوضوح هذا الاسبوع. وقد علق الامريكيون في حرج شديد بعد أن تحدث رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات عن استخدام السلاح الكيميائي كحقيقة؛ تصريح ايتي بارون لم ينسق مع محافل سياسية بعضها عجب هذا الاسبوع لماذا يتحدث ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي عن صمت الاسرة الدولية. ولاحظت هذه المحافل، وعن حق كثير، بان الجيش الاسرائيلي ليس منظمة حقوق الانسان، وضابط الاستخبارات ليس دبلوماسيا.
ولكن الجني خرج من القمقم. الحقيقة وضعت أمام الجميع. الخط الاحمر الامريكي لاوباما، اجتيز. والان، يقول مراقبون في واشنطن ان ادارة اوباما ‘لن تسارع للوصول الى العملية’ وهذه الطريقة للقول ان البيت الابيض سيفعل كل شيء كي يمتنع عن التدخل في النزاع الاكثر نزفا في الشرق الاوسط. كان الامريكيون يودون عمليا ان يخلقوا هنا خطا أحمر جديد؛ ان يقولوا للسوريين: قد يكون هذا حصل مرة او مرتين، ولكن ليس بعد الان. كفوا الان. لا تجبرونا على العمل.

شروط لازمة

بالمقابل، فان الخط الاحمر الاسرائيلي الذي عرض في الامم المتحدة في ايلول 2012، لم يتم اجتيازه. لا يوجد هنا الكثير من المجال للتفسير. فقد كان الانذار الاسرائيلي ناجعا بقدر ما؛ فإما ان الايرانيين توقفوا عن التخصيب بالوتيرة السريعة السابقة لانهم تخوفوا من هجوم اسرائيلي أو أنهم توقفوا بسبب الضغط الدولي. ولكن السطر الاخير هو أن هذا ينجح حاليا.
بالمقابل، فان الانذار الامريكي تبدد. ويرى الشرق الاوسط الان أمريكا تتلوى. سلسلة من الشروط الجديدة طرحت لنقل الاستخدام المواظب، او دلائل على أن الاسد نفسه هو الذي أمر باستخدام السلاح. الجمهوريون يضغطون على ادارة اوباما للعمل، وفي الحكومة نفسها يعتزمون الاستسلام للضغط وارسال السلاح الى الثوار السوريين. ورغم ان سلسلة التحقيقات أظهرت كيف أن السلاح الذي زودته الدول الاوروبية يتسرب بثبات الى منظمات الثوار الجهادية والقاعدية التي تتكاثر في سوريا نفسها.
ما هو الاستنتاج؟ ‘الاستنتاج هو أن الايرانيين ينظرون بتمعن الى ما يقوله الامريكيون وما يفعلوه بعد ذلك’، يقول مصدر اسرائيلي في جبهة الكفاح ضد النووي الايراني.
‘الايرانيون يحرصون على عدم اجتياز الخط الاحمر الاسرائيلي، ولكن نظام الاسد اجتاز بالتأكيد الخط الاحمر الامريكي. مصداقية التهديد الامريكي كفيلة بان تتآكل’. هذه كلمات موزونة.

نداف ايال
معاريف 2/5/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول omar:

    في موجز هذا المقال أن الخط الأحمر الإسرائيلي المرسوم لإيران حول التخصيب لم يُجتز، بينما الخط الأحمر الأمريكي المرسوم لسوريا قد جرى اجتيازه، فأي المصداقيتين ’ تتآكل ‘ ؟ الجواب: المصداقية الأمريكية، بكلام موزون.

  2. يقول راجح:

    كل عربي في قلبه نقمة على امريكا و اسرائيل
    و بما انهما تدخلا في الازمة السورية بشكل علني سافر لجهة اسقاط النظام فقد انقلب السحر على الساحر و استعاد النظام شعبيته على الصعيد العربي و الاسلامي و العربي
    خاصة بعد صموده الاسطوري بوجه الحملة الاعلامية و العسكرية الاستخبارية و ..من قبل الغرب كله

    1. يقول محمود الجزائري:

      لا نقمة على امريكا و لا على إسرائيل نقمتنا على قادة العرب الذين يقمعون ويقتلون الشعوب التواقة للحرية و لإسترداد الأراضي المحتلة و الحقوق المسلوبة

  3. يقول فوكاش:

    دعما للنظام السوري على أمريكا أن تضع خطا أحمر جديدا لسوريا وهو التدخل العسكري إذا سقط نظام بشار وذلك بدون الرجوع إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن

  4. يقول Abdulsalam:

    سجل انا عربي سوري فلسطيني في داخلي نقمة عالكيان
    الصهيوني،لكن في داخلي وفي عقلي وفي دمي نقمة، عالنظام
    البعثنازي
    الطايفي الحاكم في سوريا. فما يفعله هذا النظام بشعبه
    لم يفعله نظام او كيان او انسان معاق
    ذهنيا لا في العصور الوسطا ولا كل العصور.

  5. يقول سوري حر:

    الولايات المتحدة لن تتدخل في سوريا فالنظام يدمر بلده بطائراته و دباباته ليظل في الحكم. وهل يرتاح الامريكيون لوجود نظام ديمقراطي على حدود اسرائيل. بل يفضلون هذا النظام المستبد المجرم. ولكن الشعب السوري قال كلمته ولن يتوقف قبل استعادة حريته كاملة.

  6. يقول moad:

    ادا كان الحاكم ظالم فالله سلطه على الفئة الباغية وشاع بينهم الفسق والعصيان وما نعرفه على الشعب السوري غير دلك وادا فهناك تطاول على مقدرات سوريا والتحكم فيها ونقول لقطب الشرك الامريكي لا تخيفنا اسلحتك و ستصوب الى نحور ال صهيون بادن الله.

إشترك في قائمتنا البريدية