اوباما وايران: هرب خطير من المسؤولية

حجم الخط
0

‘تكرر منذ فجر التاريخ الى هذه الايام نظام معروف هو ارتفاع امبراطوريات وقوى كبيرة وسقوطها بابل واليونان وروما في العصر القديم أو فرنسا وبريطانيا والاتحاد السوفييتي في أيامنا. فهل نشهد السقوط السريع للقوة العظمى الامريكية؟ يقول الجواب المعتاد ‘ستُخبرنا الايام’، بيد أن هذا السقوط يُدوِّم في الفضاء منذ انتُخب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة قبل خمس سنوات تقريبا. إن الاتفاق الذي أخذ يُحاك بين القوى الكبرى وايران في الشأن الذري هو ورقة الامتحان السافرة لتهاوي الولايات المتحدة.
‘قال اوباما في ثقة بالنفس عالية قبل انتخابات الرئاسة التي انتُخب فيها أول مرة بخمسة ايام: ‘بعد خمسة ايام سنغير امريكا من الأساس’. وبعد ذلك بوقت قصير جاءت خطبة القاهرة المشهورة، ولم تكن البقية سوى خلاصة تهاوي الولايات المتحدة السريع. وقد تبين فورا أن تصور الرئيس الأساسي للشؤون الداخلية هو جعل الولايات المتحدة نسخة دقيقة عن دول اوروبا الاشتراكية الديمقراطية بقدر ما تُمكّنه الطريقة السياسية الامريكية من ذلك. ويسلك اوباما في الشؤون الخارجية سلوك يساري متطرف. واليكم ما كتبه نورمان فهوراتس في مقالته في 8/9/2013 في صحيفة ‘وول ستريت جورنال’: ‘يؤمن اوباما بأن الولايات المتحدة كانت دائما قوة مُدهورة ومُدمرة في العالم. وعلى حسب ذلك فان التغيير المتطرف الذي أراد إحداثه هو مضاءلة قوتها وتأثيرها، وكما وجب عليه أن يرد تصنيفه السلبي بأنه ‘اشتراكي’ في السياسة الداخلية، كان يجب عليه ايضا أن يحذر التصنيف المسموم بأنه ‘تمايزي’ في السياسة الخارجية’.
ونقول بعبارة اخرى إن اخراج الولايات المتحدة من دوائر التأثير ولا سيما في الشرق الاوسط، ليس سوى تحقيق للسياسة التي التزم بها اوباما قبل أن يتم انتخابه رئيسا. وقد غضّن كثيرون وجوههم بل تحدثوا همسا عن استكانته في القضية الأكثر جدية وهي الحرب الاهلية في سوريا والانقلابيون في مصر قبل ذلك بيد أن الحق ليس معهم اذا فحصنا عن أهداف اوباما وانجازاته. أدارت الولايات المتحدة ظهرها لمصر وملأت روسيا هذا الفراغ. وستضطر السعودية وسائر دول الخليج التي كانت القوة العظمى الامريكية سندا لها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، الى البحث عن سند آخر الآن.
‘وكأن ذلك غير كاف، فقد كانت الكتابة المتعلقة بالقنبلة الذرية الايرانية على الجدار عدة سنوات واتضحت في سنوات ولاية اوباما. ولم يفكر اوباما في أي مرحلة وفي أي مفترق قرارات في هذا الشأن، لحظة واحدة في أنه ينبغي منع ايران من قدرة على التسلح الذري. إن سياسته المسؤولة والناجحة بحسب أهدافه هو، خطيرة على الاستقرار العالمي. وستكون نتيجتها المباشرة قنبلة ذرية في ايران وطلب كل دول المنطقة سلاحا كهذا.
واذا كان اوباما يبتعد عن الحروب فليست سياسته سوى ملء براميل الحرب بمادة متفجرة. إن دفع اسرائيل الى أن تنفذ هجوما عسكريا على ايران هو النتيجة الاولى المباشرة لسياسة باراك اوباما ‘المسؤولة’.

اسرائيل اليوم 11/11/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية