ايران تستدعي القائم بالاعمال القطري عقب اعتقالات بشأن ‘شبكة تخريبية’
4 - يونيو - 2013
حجم الخط
0
عواصم ـ وكالات ـ لندن ـ ‘القدس العربي’ من احمد المصري: عقب تصريحات وزير الدولة البحريني للشؤون الخارجية غانم البوعينين ان دول الخليج العربية ستبحث اتخاذ إجراء ضد حزب الله اللبناني إذا واصل تدخله في الصراع في سورية أو التدخل في الشؤون الخليجية العربية، كشفت تقارير صحافية امس عن نية دول الخليج اخضاع عملية دخول اللبنانيين إلى دول مجلس التعاون لتدقيق كبير، وان الدول الخليجية لن تسمح بدخول ولن تجدد اقامة اي شخص يشتبه بعلاقته مع حزب الله. وكانت دول الخليج دانت الأحد الماضي تدخل حزب الله في سورية إلى جانب الحكومة السورية، وقررت النظر في اتخاذ إجراءات ضد أية مصالح للحزب في دول المجلس الست. وقالت مصادر أن دول الخليج متفقة على إدانة تدخل حزب الله بهذا الشكل في سورية حيث ‘يتعارض هذا التدخل تماماً مع سياسة النأي بالنفس والتي سبق أن تبناها لبنان’. وعن المقصود بإجراءات خليجية ضد مصالح حزب الله، قالت مصادر وصفت بالمطلعة لصحيفة ‘القبس’ الكويتية إن ‘حزب الله ليس دولة كي نتخذ إجراءات ضد مصالحها أو مؤسساتها والإجراء المزمع اتباعه هو مراقبة أمنية خليجية شديدة على اللبنانيين الموالين تحديدا لحزب الله’. وأضافت المصادر ‘في حال وجود أي ارتباطات لهؤلاء مع حزب الله، فسيتم أولا التضييق عليهم من خلال عدم تجديد الإقامات التي تمنح للوافدين في دول الخليج تمهيدا لترحيلهم’. ويرى مراقبون ان الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد عمليات مكثفة في وزارات داخلية دول مجلس التعاون الخليجي لإنهاء إقامات العديد من اللبنانيين كمرحلة اولى، فيما توقع المراقبون ان تقوم أجهزة الامن الخليجية بـ’تصفية دقيقة وشاملة’ للشيعة اللبنانيين المتعاونين مع حزب الله وحركة أمل خاصة الذين يؤمنون لهما أموالاً طائلة سنوياً عبر تحويلات الى لبنان ودول أخرى والتدقيق في حساباتهم البنكية، على حد تعبير المراقبين. وقالت وكالة أنباء ‘فارس’ الايرانية امس الثلاثاء إن طهران احتجت لدى قطر عقب ضبط ما وصفتها بانها ‘شبكة لتنفيذ اعمال تخريبية داخل البلد مرتبطة بإحدى الدول العربية بالمنطقة’. وكانت وزارة الاستخبارات الايرانية اعلنت يوم الاحد الماضي عن اعتقال 12 شخصا بعد الكشف عن ‘شبكة تخريبية.. كانت مكلفة بالقيام بأعمال تخريبية في يوم الانتخابات الرئاسية الايرانية المقررة في 14 يونيو الحالي’. وقالت الوكالة إنه في اعقاب بيان وزارة الاستخبارات عن كشف هذه الشبكة المرتبطة بدولة عربية تم استدعاء القائم بالاعمال القطري الى وزارة الخارجية الايرانية. وقالت الوكالة إن ايران طلبت من المسؤول القطري خلال الاجتماع الذي عقد الاحد الماضي ان ينقل للدوحة ‘احتجاجها الشديد’. ونقلت الوكالة عن وزارة الاستخبارات قولها إن رئيس الشبكة المزعومة ‘تم تجنيده قبل اعوام’ بمعرفة مخابرات دولة عربية الا انها لم تذكر هذه الدولة بالاسم. ويأتي هذه التصعيد فيما تشهد العلاقات الخليجية الايرانية توترا ملحوظا، خاصة عقب الكشف عن خلية تجسس ايرانية في المملكة العربية السعودية تضم لبنانيين وايرانيين وسعوديين، اضافة الى عثور مملكة البحرين على طائرة تجسس ايرانية بدون طيار في اراضيها. وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، طالب البحرين بالاعتذار عن تفتيش قوات الأمن البحرينية منزل الشيخ البحريني الشيعي المعارض آية الله عيسى قاسم وقال إنه ‘إن لم تعتذر البحرين عما حدث فعليها أن تنتظر رداً غير متوقع’. جاء ذلك فيما انتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سيد عباس عراقجي اتهام وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي للجمهورية الإسلامية بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس. ونقلت تقارير إخبارية إيرانية عنه القول ‘من المؤسف أن مجلس التعاون يجدد اتهاماته الواهية بهذا الشأن، بينما ينبغي على بعض الدول الأعضاء فيه أن ترد حول تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بما فيها سورية والبحرين ودعمها الجماعات الإرهابية بالسلاح والمال’. وفي شأن الجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات العربية، قال المتحدث ‘تكرار هذه المواقف (من قبل المجلس) لن يؤثر على الواقع الموجود قانونياً وتاريخياً وهي أن هذه الجزر جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية’. وتناصب ايران – وهي حليفة مقربة من الرئيس السوري بشار الاسد – قطر ودولا خليجية عربية اخرى العداء وهي حكومات تطالب برحيل الاسد. وتتهم طهران دولا غربية وعربية بتأجيج الارهاب في سورية من خلال تسليح مقاتلي المعارضة الذين يخوضون انتفاضة ضد الاسد منذ عامين. وتقول ايران إنه لا يمكن فرض حل للازمة السورية من الخارج وانتقدت النداءات المطالبة بتنحي الاسد. وعبرت دول خليجية عربية حليفة لواشنطن عن دواعي قلقها بشأن البرنامج النووي الايراني الذي تقول ايران إنه مخصص للاغراض السلمية فحسب الا ان الغرب يخشى ان يكون هدفه صنع اسلحة نووية.