ايران ما بعد نهر الاردن!

حجم الخط
8

تصريحات الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني بان تحالف تل ابيب واشنطن فشل في وقف تعاظم قوة المقاومة وان سماء فلسطين المحتلة سيشهد تجربة صاروخ من الوزن الثقيل بمدى اربعمائة كلم من انتاج المقاومة في اول تحد قد تشهده المنطقة انما يشكل ايذانا ببدء مرحلة جديدة من توازن الرعب بين محور المقاومة ومحور الهيمنة الامريكي !
ثمة تحولات وتحركات عميقة ومتسارعة فرضتها تداعيات العدوان الصهيوني المتواصل على سورية بعض منها فرض نفسه على المشهد والبعض الاخر في طريقه للتظهير في الساعات او الايام القليلة القادمة هي التي ستتحكم في قمة اوباما بوتين وكذلك في اعادة رسم خريطة العالم ما بعد هزيمة الغرب الاستراتيجية امام محور المقاومة !
هكذا يقرأ المتابعون بدقة لتحركات الايرانيين الاخيرة وحلفائهم العرب من جبهة المقاومة الشعبية !
فبعد سنتين ونيف من الرهان على اسقاط الاسد وفتح دمشق ومنع تعاظم قوة حزب الله ولي ذراع ايران هاهم قادة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية مضطرون للتوافق على حل سياسي ومؤتمر دولي للمسألة السورية بحضور ايراني وممثل للرئيس الاغلى في العالم لكثرة ما صرفوا من اموال لاخراجه من اللعبة دون جدوى !
لقد حاولت طوال تلك المدة كل من واشنطن وحليفاتها الغربية وبعض ادواتها الاقليمية نقل المعركة من غرب نهر الاردن اي فلسطين الى شرقه اي الى داخل البيت العربي في محاولة واضحة وصريحة لمنع تداعيات انتصارات المقاومة على ما بات يعرف ‘ببيت العنكبوت’ الى بيوت العرب والمسلمين لاشغالهم بفتن الاقتتال الداخلي ومنعهم من عبور النهر باتجاه القدس !
لكن السيد نصر الله والرئيس بشار الاسد والقيادة الايرانية العليا ونتيجة لقراءة دقيقة وعميقة لما جرى ويجري قرروا وضع ملامح هندسة جديدة لجغرافية المقاومة في المنطقة العربية والاسلامية عنوانها العريض ‘غرب النهر در’ القدس بانتظارك !
ولاجل ترجمة هذا الشعار على ارض الواقع حسب خصوصيات جغرافية المنطقة وحراكها الشعبي اتفق ثلاثي المشهد الدمشقي ان يعملوا بتوقيتهم الجديد على انجاز مجموعة مهام استراتيجية غداة احياء اليوم المعروف بيوم النكبة يمكن تلخيص اهمها بالاتي :
(1) قرار سوري حاسم و نوعي بدعم استراتيجي لا محدود للمقاومة الاسلامية اللبنانية ووضع كافة امكانات الجيش العربي السوري في خدمة قيادة حزب الله بما فيها ذلك السلاح الموصوف بالكاسر للتوازن كما سمع زوار الاسد ذلك منه مباشرة .
(2) قرار سوري حاسم ونهائي بفتح باب الجهاد لمن يريد من العرب والمسلمين انطلاقا من الارض السورية و تحويل الجولان الى ‘ مقاومة لاند ‘ ما يمكن اعتباره الرد الاقوى والاكثر عمقا وتحولا في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وهو يمكن اعتباره خلاصة توافق استراتيجي بين مطابخ صناعة القرار في عواصم محور المقاومة الرسمية والشعبية.
(3) قرار ايراني جسور بفتح صفحة جديدة مع اردن القيادة والشعب للمساعدة في منع تحوله الى ضحية مؤامرة امريكية اسرائيلية تريد شطبه من خريطة المنطقة و الاطاحة بالعرش الملكي في ظل انباء مؤكدة بوجود مؤامرة ثلاثية داعمة لهذا المشروع الامريكي الاسرائيلي عنوانها مثلث الاطماع التركية والقطرية والاخوانية كما نقل زوار القصر الملكي !
(4) ومن اجل البدء فورا بتنفيذ هذا القرار فقد عرضت ايران عن استعدادها لتقديم كل ما يلزم لاخراج الاردن من هذا المنزلق بالتعاون مع العراق باسناد شامل من النفط الى الاستثمار المتعدد الى مساعدته في تجاوز تداعيات الحرب العالمية على سورية اذا ما قرر اعادة التموضع الاقليمي وهو ما ما رحب به العرش كما القوى الوطنية في الاردن كما ينقل زوار العاصمة الاردنية !
(5) قرار ايراني واضح وصريح بضرورة رفع البطاقة الحمراء بوجه قطر وتحذيرها بان وقت استخدام سياسة الاحقاد الشخصية و المال للعبث بامن المنطقة العربية والاسلامية قد وصل الى نهاياته !
(6) قرار ايراني مسؤول لتقديم عرض على السعودية يفيد بامكانية انجاز تفاهم ثنائي لاعادة الامن والاستقرار في المنطقة بعيدا عن محور الحرب العالمية على سورية والا تحولت الرياض الى ذيل تابع لسياسات قطر وتركيا الاطلسية الامريكية !
(7) قرار ايراني بتقديم عرض واضح على مصر للمساعدة لعودة الدور المصري القوي الى الساحتين العربية والاسلامية بعيدا عن العبث الامريكي الاسرائيلي بمصائر دولها وهو ما بدأ يأخذ حيزا لا بأس به من تفكير القيادة المصرية في ظل استيائها وتذمرها الذي تتناقله دوائرها المتعددة تجاه سياسات قطر وتركيا الطامعه باستغلال فضاءات ما بات يعرف بالربيع العربي لصالح اجندات خارجية وبالتأكيد ليس لصالح شعوب المنطقة.
(8) قرار ايراني وسوري جاد في مواجهة اي حماقة اسرائيلية او امريكية منفردة او مشتركة للتعرض لامن محور المقاومة والرد على ذلك بحزم وقوة رادعتين وان ‘ امر النار ‘ قد نقل من القيادة العليا في غرفة العمليات المشتركة الى القيادة الميدانية وهذه المرة قد يكون النزال على ارض فلسطين المحتلة نفسها !
(9) توجه ايراني وسوري يفيد بان الحركة على الارض والميدان الديبلوماسي والعسكري هو من يصنع سقف التسويات او التوافقات الدولية باعتبار ان معادلات الواقع على ارض العرب والمسلمين هي التي تفرض موازين القوى الدولية وليس العكس !
(10) توجه متناغم لكل من ايران وسورية وحزب الله على تجنيب لبنان اي تداعيات من جانب المحيط ما قد يعرض سلمه الداخلي الاهلي للخطر ومنع حدوث الفتنة السنية الشيعية التي يخطط الاعداء لتنفيذها على ارضه وتقديم كل ما يلزم للبنان الشقيق حكومة وشعبا ومقاومة ما يعزز دوره في محور المقاومة وايضا كدولة قادرة وعادلة و مستقلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد شاهين:

    الدكتور محمد قادر الحسيني مبدع ونابغة
    أحيك وأحيي قلمك الذي لا يكتب إلا الحق
    ربي يوفقك وينصر المقاوميين أمثالك

  2. يقول محمد الخالد:

    لم يتحدث المقال عن اللاعب الرئيسي في الساحة وهو الثورة السورية التي أجبرت المتواطئتين روسيا وأمريكا على الرضوخ لها بعد شعورهما بأن النظام السوري أصبح في خطر بعد دخول الميليشيا الطائفية التابعة لايران علنا لمساعدته.
    فلم تتمكن روسيا وأمريكا من تجنب تنحية الأسد.
    فحسب “ديفيد ايغناتوس من واشنطن بوست” فان اتفاقهما يتضمن تنحي الأسد فور تشكيل الحكومة الانتقالية وبتقديرنا أن هذا مقبول للنظام لكن الخاسر هي ايران والميليشيا الطائفية التابعة لايران.
    وهذا يعني أن الثورة السورية أسقطت اعلان مهدي طائب, المقرب من خامنئي, بأن سورية هي المحافظة الايرانية رقم 35 وكذلك أسقطت مشروع ولاية الفقيه وهذا نصر لكل العرب والمسلمين.

  3. يقول أحمد:

    مقال ممتاز لمؤيدي مايسمى بحلف المقاومة والممانعة ولكن هناك ثلاث نقاط إستوقفتني للتفكير بها. الأولى أن هناك مرحلة جديدة من توازن الرعب وهذا يعني بالسياسة : أيها العدو المحتل بإمكانك البقاء على إحتلال أراضينا طالما نحن وإياك في حالة رعب متوازن فإن لم ترعبنا فإننا لن نرعبك لأننا في حالة توازن من الرعب! النقطة الثانية قرار القيادة المقاومة والممانعة في سوريا بأن تفتح باب الجهاد في الجولان وتحويلها إلى أرض مقاومة بعد هدوء تام ومطبق لمدة أربعين عاما وهذا يذكرنا بمسلسل غوار الطوشة( صح النوم ) ونسي الكاتب المحترم أن معظم من قتل على يد النظام في مناطق معضمية الشام وجديدة عرطوز والحجر الأسود ومخيم السبينة هم من أهالي الجولان اللذين كانوا يحلمون أنهم في يوما ما سيعودون إلى ديارهم وقراهم في الجولان المحتل بعد تحريره. أما النقطة الثالثة والأخيرة فهي تهافت إيران وحرصها الشديد على بقاء ملك الأردن ومحاولة إنقاذه من المؤامرات التي تحاك ضده رغم معرفة إيران حق وتمام المعرفة إرتباطات النظام الملكي في الأردن وهنا أقول سبحان من غير الأحوال والآراء, إنه على كل شيء قدير.

  4. يقول كسار:

    انتابتني موجة عارمة من النشوة وانا اقرا المقال ولكن ما ان انتهيت حتى ادركت انني قد مررت بحلمين خلال القراءة -اولهما ان ايران هي القوة العظمى على وجه الكرة الارضية وهي التي تقف في وجه امتلاك امريكا للسلاح النووي والثاني انني اقف على ابواب المسجد الاقصى -ولكن الذاكرة اسعفتني – وعادت بي الى -صفقة ايران كييت – التي استلم فيها المقاوم الخميني السلاح من اسرائيل ليقتل به العراقيين – ولكن فجات اتاني هاتف من الفضاء ليقول لي الا تذكر كيف انتصر المقاومون في لبنان بعام 2006- نعم لقد انتصر المقاومون في 2006 بدليل ان مقاتليهم قبل 2006 كانوا على بعد 10امتار من الشريط الشائك الحدودي مع اسرائيل – واليوم لا يجرؤون على الاقتراب من شمال نهر الليطاني – اي ابعدو عن ذلك الشريط بمسافة 25كم – لكن بكل تاكيد المقاومون لديهم تبرير فلسفي لذلك من المؤكد انني اجهله – ولكن ما لا اجهله مطلقا بان القدس سيحررها ابناؤها العرب وليس كسرى – وان من يذبح الاطفال والنساء ويغتصب القاصرات – ليحصل على مفتاح الجنة من ذلك الصهيوني الخامينائي – لا يمكن ان يكون الا قوادا لبني صهيون – لقد هدم ابن الوليد عرش كسرى في القادسية – وان شاء المولى فان احفاده سيهدمونه قريبا على ابواب دمشق

  5. يقول سمير عزيز:

    اعتقد ان المقالة تأكيد جديد على ورطة أيران الكبيرة في تدخلها السافر بالشأن العربي. وتحاول المقالة من جهة ايهام النظم العربية والمواطنين العرب بأن لدى ايران العصا السحرية من خلال تحالفها مع الأسد ونصر الله لانقاذ الدول العربية من مشاكلها. ومن حهة ثانية هناك تكرار لتسويق شعارات ايرانية بتحرير القدس.ولكن في عصر انتشار المعلومات عبر التكنولوجيات المتاحة لم يعد خافيا على المواطن العربي وعلى المنظومة السياسية العربية مدى سياسات الانتشار والتمزيق الطائفي التي تمارسها ايران في كافة الدول العربية، وخير مثال على ذلك العراق الذي اصبحت سياسته تدار من طهران ويتم التحكم بمصير شعبه عبر حكام يستلمون توجيهاتهم من الولي الفقيه. خلاصة القول اننا امام محاولة خائبة لانقاذ ايران من هذه الورطة.

  6. يقول ناصر الماضي - فلسطيني في قبرص:

    عندما كانت الحرب مشتعلة بين ايرن وبين نظام صدام اعلنت القيادة الايرانية انه لايوجد منفذ للوصول الى حدود اسرائيل مباشرة اعلن نظام صدام عن سماحه للجيش الايراني التقدم عبر الاراضي العراقية وان الجيش العراقي سيتقدم مع الجيش الايراني ليتحدا مع الجيش السوري لفتح جبهة الجولان لكن ايران قالت تحرير العراق اولا وها نحن نسمع تصريحات الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني غرضها اخماد الثورة السورية والاكيد ان الايرانيون يتحركون بذكاء لتحقيق تمددهم على حساب الاراضي العربية وليعلم العرب ذووا الاتجاه الاسلامي والعرب ذووا الاتجاه الوطني اللبرالي ان لم تقفوامتحدين ضد التمدد الايراني والتمدد الصهيوني ستكون قصتكم كقصة الثورين الابيض والاسود وسيقول احدكما اكلنا يوم اكل اخواننا .

  7. يقول Fares:

    انا عربي وافتخر بان اكون ايرانيآ على وقوف ايران الى جانب سوريا والمقاومة اللبنانية والفلسطينية وبفضل ايران وسوريا تحررت لبنان وبفضل صواريخ سوريا وايران توقف الهجوم الاسرائيلي بطائراته يوميآ على شعب غزة .

  8. يقول دحمان:

    هناك مسلمة في الدبلوماسية الامريكية منذ ما قبل هنري كيسنجر : منع قيام علاقات تعاون و تحالف بين السعودية و ايران .
    و هناك مسلمة فرنسية في المغرب العربي : يجب منع اي اتحاد و تعاون بين الجزائر و المغرب . و هناك مسلمة في الدبلوماسية الصهيونية : يجب ابعاد اي تعاون او تحالف بين سوريا و تركيا و بين مصر و سوريا .
    تحريك الطائفية و المذهبية شيعي – سني و محاولة مد ” الثورة العربية ” الى العراق و تحريك الطائفية في لبنان و محاولة اشعال الحريق في ” الهلال الشيعي ” صناعة شيطانية يراد منها التناحر الداخلي و التمكين للمشروع الصهيوني بدون ان يخسر ولا جندي واحد اليست صناعة امريكية في العراق ” الانتصار بدون حرب . Tom Andrews, Win Without War

إشترك في قائمتنا البريدية