ايهود باراك: الهزة الأرضية الجيو- سياسية التي ضربت المنطقة خلفت أنظمة غير مستقرة ودولا مفككة وآلاف الصواريخ والتحدي الأكبر يبقى إيران والحل يجب أنْ يكون عسكريًا

حجم الخط
0

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: قال وزير الأمن الإسرائيلي المنصرف، إيهود باراك، بعد يوم واحد من مغادرته مكتبه واعتزاله الحياة السياسية، قال إن زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما إلى إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية جاءت في توقيت دراماتيكي، ولكن بالمقابل شدد على أن هذه الزيارة تحمل في طياتها الاحتمالات الكبيرة لإحداث تغيير الواقع في منطقة الشرق الأوسط.وقالت صحيفة ‘هآرتس’ العبرية على موقعها الالكتروني، صباح أمس الخميس إن باراك كتب مقالاً خاصًا للصحيفة الأمريكية (وول ستريت جورنال).وأضاف باراك في مقاله قائلاً إن الأعوام الأخيرة شهدت ما أسماها بالهزة الأرضية من الناحيتين الجيو سياسية، وأدت إلى الإطاحة بالنظام الإقليمي الذي تم بناؤه خلال أجيال في المنطقة، وحملت بدلاً منه أنظمة غير مستقرة ودولاً مفككة ومتفككة، على حد تعبيره.وبرأي وزير الأمن الإسرائيلي السابق فإن التحدي الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط هو الدول المتفككة المسلحة بآلاف الصواريخ، وتواجد ما نتعها بالتنظيمات الإرهابية على أراضي هذه الدول، ولكنه بالمقابل شدد في مقاله على أن التحدي الأكبر بالنسبة للدولة العبرية كان وما زال وسيبقى الملف النووي الإيراني وسبُل إحباطه وإفشاله.أما في ما يتعلق بالشأن الفلسطيني فقد رأى باراك أن استمرار الجمود السياسي سوف يؤدي إلى دولة ثنائية القومية، وبالتالي اقترح وزير الأمن السابق أنْ تقوم الدولة العبرية وبغطاءٍ من الولايات المتحدة الأمريكية وما أسماها بالدول المعتدلة في منطقة الشرق بطرح مبادرة سياسية شجاعة تجاه الفلسطينيين، لافتًا إلى أن حل الدولتين هو الحل الممكن الوحيد، وأن من شأن إنجاز هذا الحل أن يساعد دولة الاحتلال في ضمان أمنها ومستقبلها كدولة يهودية وديمقراطية، مشددا على أن الوضع القائم هو بمثابة منزلق خطر قد يقود إلى قيام دولة ثنائية القومية، الأمر الذي سيُعرض مستقبل الدولة العبرية للخطر، على حد وصفه.ولكن على الرغم من ذلك، فإن باراك يُقدر بأن حل الدولتين ليس في متناول اليد في هذه المرحلة، وبالتالي يتحتم على إسرائيل والفلسطينيين التوصل إلى حلول مرحلية، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه في حال تبين أن الحل المرحلي غير ممكن التحقيق، أيضاً، فإن على الدولة في تلك الحالة اللجوء إلى اتخاذ خطوات أحادية الجانب مثل اقتصار البناء على الكتل الاستيطانية، المسماة إسرائيليًا بغوش عتصيون، والتي تعهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش في رسالته المشهورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، ارييل شارون، في نيسان (أبريل) من العام 2004، بأنْ تبقى هذه الكتل في أي حلٍ بين الإسرائيليين والفلسطينيين تحت السيادة والسيطرة الإسرائيليتين، كما أشار وزير الأمن المنصرف إلى أنه يجب اتخاذ تدابير تساعد على تخفيف ارتباط الاقتصاد الفلسطيني بإسرائيل وهي برأيه خطوات تؤدي إلى تقريب الحل النهائي للنزاع التاريخي بين الشعبين، على حد قوله.وتطرق باراك في مقاله إلى الملف النووي الإيراني وكتب في الصحيفة الأمريكية إن التحدي الأكبر الذي يواجه الدولة العبرية والمنطقة والعالم برمته، على حد قوله، هو التحدي الإيراني، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن السماح للجمهورية الإسلامية الإيرانية بامتلاك السلاح النووي سيعني كسر الحظر المفروض على انتشار هذا السلاح، وحذو دول مثل تركيا والسعودية وحتى مصر حذوها وخطر انتقال هذا السلاح إلى تنظيمات وصفها بالإرهابية، على حد تعبيره.وخلص وزير الأمن الإسرائيلي السابق إلى أن الدبلوماسية والعقوبات لن تؤديا بمفردهما إلى وقف البرنامج النووي الإيراني داعيًا إلى إبقاء جميع الخيارات، بما فيها الخيار العسكري جاهزة للتعامل معه، على حد تعبيره، وعندما نقول الخيار العسكري، علينا أنْ نكون على قدر كبير من الجهوزية للتعامل معه.وأضاف باراك إن منع تطوير إيران لبرنامجها النووي هو أمر صعب للغاية ومحفوف بالكثير من المخاطر والصعوبات، ولكن بالمقابل، أضاف باراك، فإن مواجهة إيران نوويو بعد عدة سنوات ستكون مهمة معقدة ومركبة ومكلفة أكثر، ومن شأنها أنْ تكون لها تداعيات مرعبة للغاية، على حد قوله، وخلص إلى القول إن زيارة أوباما في هذا التوقيت بالذات من شأنها أن تُعطي الحلول للنووي الإيراني، ذلك أنه يُحضر معه مبادرة من أجل منع إيران من مواصلة تطوير برنامجها النووي، عن طريق أعمال الاحتيال التي تنتهجها في المفاوضات مع مجموعة الدول العظمى، أوْ دول (5+1)، على حد قوله.qarqpt

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية