بإسناد الشرطة: “دورية برئيل”.. تنظيم يهودي مسلح لـ”حفظ أمن النقب!”

حجم الخط
0

ناشط من حزب “قوة يهودية” أقام دورية مدنية مسلحة هدفها “إنقاذ النقب من مشكلة عدم الأمن الشخصي”، حسب تعبير المنظمة، بإسناد من الشرطة وبلدية بئر السبع. وطُلب من المئات الذي انضموا إلى “دورية برئيل” التوقيع على استمارات تطوع في الشرطة في مؤتمر لإطلاق هذه المنظمة الأحد القادم. ولكن في الثلاثاء الماضي، ألغت الشرطة إسنادها لهذا الاحتفال.

  أقام هذه الدورية المو كوهين، وهو مركز حزب قوة يهودية في الجنوب. وكان أعلن بأنه ينوي تجنيد “أشخاص مسلحين لديهم رخصة” كي يحافظوا على أمن سكان النقب. المشاركون في حدث الإطلاق الذي تم التخطيط له طلب منهم التوقيع على استمارات تطوع للشرطة. ولكن كتب في موقع الدورية أن الأمر لا يتعلق بتطوع عادي للحرس المدني، بل يتعلق بـ “قوة مستقلة”: “يوجد لهذا عدد من الأفضليات. فالمقاتل سيحصل على صلاحيات حتى عندما لا يكون بجانب الشرطي. نحن غير مرتبطين بجهات سياسية، نحن أقرب إلى المواطن”.

قائد منطقة الجنوب في الشرطة، المفتش بيرتس عمار، ورئيس بلدية بئر السبع روفيك دانيلوفيتس، أكدا مشاركتهما في الاحتفال. كُتب في موقع “دورية برئيل” وفي الدعوة إلى الاحتفال، أن هذه الدورية تشكلت من خلال التعاون مع شرطة إسرائيل وبلدية بئر السبع. وأكدت البلدية أنه عقدت في الأشهر الأخيرة جلسات حول هذا الموضوع بمشاركة هذه الأجسام الثلاثة: “الاجتماع مدار الحديث تم تنسيقه مع الشرطة، والنقاشات التي جرت مع المتطوعين وموظفي البلدية شارك فيها أيضاً ممثلون عن الشرطة، المسؤولون عن مجال التطوع”.

وعقب إلغاء إسناد الشرطة للاحتفال وإلغاء حضور قائد المنطقة، قال كوهين إن الحدث سيلغى. “نجري محادثات مع مكتب الوزير بارليف. وعلينا القول لصالحهم بأنهم يريدون المساعدة”.

كوهين، الذي كان شرطياً في السابق، قال أمس إنه منذ إعلانه عن المبادرة في نهاية تشرين الأول الماضي، فقد تطوع للدورية الآخذة في التبلور تقريباً 200 شخص، و130 من بينهم أكدوا على حضورهم للاجتماع. وعندما سئل في نهاية تشرين الأول في مقابلة مع “القناة 14” إذا كان ينوي “أن يأخذ القانون بيده” أو أن يعمل بتنسيق مع سلطات القانون، أجاب: “لا ننوي انتظار أي بيروقراطية”. في بداية كانون الأول الماضي، في جلسة اللوبي من أجل النقب في الكنيست برئاسة عضو الكنيست شلومو قرعي، أبلغهم بأن الشرطة تؤيد مبادرتهم.

وكتب في الموقع أيضاً بأن “الدورية ستقسم إلى ثلاثة فصائل، فصيلة التدخل وهي “الفصيل المختار” في الوحدة (من يحملون بنادق 05 فما فوق)، التي ستمر بتدريب على محاربة الإرهاب وتدريبات متطورة. و”فصيلة الدورية”، وهي التدرب على إطلاق النار والقيادة، ومهمتها الأساسية تشكيل الحضور والأمن العام، ثم “الفصيل التقني”، وهو فصيل غير حربي وظيفته إدارة كل شيء من فوق”. حسب أقوال كوهين، فإن طبيعة النشاطات منظمة حسب إجراءات الحرس المدني، والتي تسمح بتفعيل حظائر طوارئ ومجموعات حراسة للأحياء.

       هل يوجد خطر على الحياة؟

“دورية برئيل” سميت على اسم جندي حرس الحدود برئيل حداريا شموئيلي، الذي قتل على حدود قطاع غزة في آب الماضي. في منشور نشر بعد موت شموئيلي، توجه كوهين إلى المقاتلين وكتب: “عندما يكون هناك خطر على الحياة، يكون المشهد: أنتم والمخرب. أنتم الشرطي والقاضي ومنفذ حكم الإعدام… في نهاية الأمر، أنتم جنود في لوحة شطرنج السياسيين الذين يثيرون الاشمئزاز والذين يدعون إلى الاحتواء. إذا كان هناك خطر على الحياة فيجب أن تقتل، ببساطة”.

وكتب في منشور آخر عن القناصين الذين واصلوا إطلاق النار رغم أوامر التوقف بأنهم صوبوا البنادق نحو المخربين الذين كسبوا ركبة أقل في أسوأ الحالات، أو كسبوا أنفاسهم الأخيرة في أفضل الحالات. بعد يوم على قتل شموئيلي، كتب: “شعب إسرائيل يطمح إلى ثمن دموي غير متوازن من مخربي حماس. يجب أن تمتلئ شوارع غزة بأنهار الدماء في هذه الليلة”. وبعد أسبوع كرر دعوة مشابهة. وفي محادثة مع “هآرتس”، أوضح كوهين بأنه لم يشمل في أي يوم جميع العرب أو البدو، وأنه قصد المخربين أو المجرمين.

كوهين مؤسس “لجنة إنقاذ النقب”، التي وصفها في صفحته في “فيسبوك” بأنها منظمة غير سياسية لسكان النقب، تستهدف إنقاذ النقب من مشكلة عدم الأمن الشخصي. فعلياً، المضامين التي ينشرها كوهين في الشبكات الاجتماعية بصفته مؤسس المنظمة، تناسب رسالة “قوة يهودية”. وهو يسمي أعضاء الكنيست العرب بشكل دائم “مخربين”، ويسمي الاعتراف بالقرى غير المعترف بها للبدو “بيع التصفية”.

منظمة “الكتلة الديمقراطية” التي تعمل ضد التوجهات غير الديمقراطية في إسرائيل وثقت محادثات عن دورية برئيل في مجموعة التلغرام للجنة إنقاذ النقب. في رد على موت سند الهربد من النقب على يد المستعربين التابعين للشرطة، كتب أحد المشاركين: “رائع! يوجد عشرات الآلاف الآخرين الذين يجب أن يكون مصيرهم مثل مصيره”. رسائل كثيرة في المجموعة تشبه منشورات كوهين. “يجب عدم الاستخفاف. فالهدف الحقيقي هنا إشعال الأرض وليس الدفاع عن المواطنين”، قالوا في “الكتلة الديمقراطية”.

قال كوهين إن من يعقبون في المجموعة ليسوا بالضرورة متطوعين في “دورية برئيل”، وأن الذين، من بينهم غير متماهين مثل من عقب على التطرق إلى حادثة رهط، يمكن أن يكونوا من المهتمين الذين يريدون الإساءة لسمعة المنظمة. “لن تجد عندي شعارات مثل “الموت للعرب”، أنا أحظر هذه الأقوال”، قال. “عندما خرجنا بهذه المبادرة، أكثر ما خشينا منه هو أن تذكر جهات متطرفة. فجأة، تحصل على شخص يعمل في “فيكس” وشخص آخر من الذين كانوا يعملون في دورية هيئة الأركان، وشخص آخر في دورية جفعاتي، وهناك حتى أول متطوع بدوي”.

“من المهم بالنسبة لي أن دورية برئيل ستساعد سلطات إنقاذ القانون دون فرق في الدين والعرق والجنسي، والأكثر أهمية هو أنها ستعالج الجريمة بضراوة لصالح الجميع، بما في ذلك السكان البدو”، قال كوهين. “نحن الإنسان. أنا لا أكره البدو وبحق. عملت معهم كثيراً ولي مئات الأصدقاء منهم. بعد أربعة أشهر، سترى مجموعتنا وهي تبدل إطار سيارة لشيخ بدوي علق على جانب الشارع، وهذا المفهوم سيتلاشى”.

 لم تتطرق الشرطة في ردها على سؤال “هآرتس” إلى وصف دورية برئيل بأنها جسم مستقل تحت رعايتها، وعن الخوف من استخدامها كغطاء لأعمال الثأر ضد البدو. والشرطة تنسب التنصل من الدوري لحملة التمويل الجماهيرية التي أطلقها كوهين لشراء المعدات، التي جندت حتى الآن نحو 110 آلاف شيكل في الوقت الذي طمحوا فيه للوصول إلى هدف تجنيد يبلغ 1.4 مليون شيكل.

“أعلنت الشرطة الإسرائيلية في بداية الأسبوع بأنها لن تشارك في هذه المبادرة المطروحة. وقائد المنطقة الجنوبية لن يشارك في الاجتماع الذي تقرر، هذا بعد أن تبين أنه -حسب قانون الخدمة المدنية- يحظر جمع التبرعات لهذا الهدف”، جاء من الشرطة. “نؤكد أن الشرطة الإسرائيلية ترحب بالمواطنين الذين يرغبون بالتطوع شريطة أن يكون ضمن إطار أوامر وإجراءات الشرطة”. تم تجنيد التبرعات عن طريق جمعية “موسري – منظمة يهودية لحقوق الإنسان”، ومن خلالها تم قبل بضعة أشهر أيضاً تجنيد تبرعات لتمويل محاكمة نتنياهو.

بلدية بئر السبع لم تكن تعرف عن إلغاء إسناد الشرطة. هذا التنظيم تسميه البلدية “مبادرة لسكان متطوعين للاندماج في النشاطات التطوعية لتعزيز الأمن الشخصي”. وقالوا إن “الأمر يتعلق بمبادرة لمتطوعين يعملون في ظل الشرطة الإسرائيلية وبمصادقة منها وبمرافقتها. وأوضحت البلدية أيضاً في كل مناسبة بأنها “لن تتعاون مع التنظيم إلا إذا حصل على مصادقة الشرطة، وأن تكون كل نشاطاته متساوقة مع القانون”.

بقلمناتي ييفت

هآرتس 20/3/2022

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية