يتوقع انتهاء المقاطعة العربية التي قادتها السعودية على قطر، بعد أن توصلت الدول إلى اتفاق أنهى الأزمة. الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية، حسب مصدر كبير في إدارة ترامب، قد يتم التوقيع عليه في السعودية في إطار قمة تضم زعماء دول الخليج. وحسب قناة “الجزيرة” القطرية، فقد بدأت السلطات السعودية برفع الحواجز الحدودية بين الدولتين. وأعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أنه عن أمله بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين دول المنطقة من أجل مصالحها جميعها.
أُعلن عن مقاطعة دول السعودية ومصر والإمارات والبحرين لقطر في العام 2017 بذريعة أنها تؤيد الإرهاب. وضعت هذه الدول الأربع أمام قطر عدة طلبات، على رأسها الابتعاد عن إيران وتركيا، وإغلاق قناة “الجزيرة”، وقطع العلاقة مع حركة الإخوان المسلمين ومنظمات إرهابية أخرى، منها حزب الله. رفضت قطر هذه الطلبات واتهمت الدول المقاطعة بمحاولة ضعضعة سيادتها. وقد تغلبت قطر على المقاطعة بفضل العلاقة مع تركيا وإيران، وحظيت بعلاقة جيدة مع الولايات المتحدة، التي تضع في هذه الإمارة القاعدة العسكرية الأكبر لها في الخليج.
الآن، حسب أقوال المصدر الأمريكي الرفيع، وافقت الدول الأربع على رفع المقاطعة عن قطر التي تعهدت من جانبها بعدم مطالبتها بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بها. “هذه اختراقة عظيمة”، قال المصدر. وحسب قوله، هذا الاتفاق سيمكن من انتقال الأشخاص والبضائع بين الدول و”سيزيد الاستقرار في المنطقة”. وأعلن وزير خارجية الكويت -التي كانت وسيطة في السنوات الأخيرة بين الطرفين- عن إنهاء المقاطعة.
يتوقع حاكم قطر أن يشارك الآن في قمة زعماء دول الخليج للمرة الأولى منذ فرض المقاطعة على بلاده. وأعلن مصدر رفيع في الإمارات، وهي التي قاطعت قطر في السنوات الأخيرة، بأن القمة ستؤدي إلى إعادة الوحدة في المنطقة وستشكل خطوة في الاتجاه الصحيح.
حاول الرئيس المغادر ترامب في السنوات الأخيرة الدفع قدماً بمصالحة بين قطر والدول المقاطعة، التي تُعدّ جميعها حليفة لبلاده. هذا كجزء من جهوده لتشكيل جبهة ضد إيران في الشرق الأوسط، التي تضمنت أيضاً وساطة في “اتفاقات إبراهيم” لتأسيس علاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين. وقد وضع معالجة مسألة المقاطعة في أيدي مستشاره وصهره جاريد كوشنر، الذي ساعد -حسب أقوال المصدر الرفيع في الإدارة- على بلورة الاتفاق وتحدث هاتفياً مع ممثلي الطرفين حتى وقت قصير من الإعلان عنه. يتوقع كوشنر أن يشارك في احتفال التوقيع على الاتفاق إلى جانب مبعوث ترامب إلى المنطقة آفي بيركوفيتش.
صدر الإعلان عن إنهاء المقاطعة قبل أسبوعين ونصف على أداء بايدن اليمين رئيساً للولايات المتحدة. انتقد بايدن في السابق خرق حقوق الإنسان في السعودية واتهم بن سلمان بقتل الصحافي المعارض للنظام، جمال خاشقجي. وقال دبلوماسيون في الشرق الأوسط إن السعودية مصممة على إنهاء النزاع مع قطر بهدف التوضيح لبايدن بأنها معنية بالسلام ومنفتحة على الحوار. نشر مؤخراً أن بن سلمان تراجع عن نيته إقامة علاقات مع إسرائيل في أعقاب نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، حيث إنه يريد استخدام هذه الخطوة كوسيلة لتعزيز العلاقات مع الإدارة الأمريكية القادمة.
بقلم: جاكي خوري وآخرين
هآرتس 5/1/2021