باريس: توحّد القادة من كلّ ركن من أركان العالم لفترة وجيزة الخميس تكريماً للملكة إليزابيث الثانية، بعد وفاتها في منزلها الاسكتلندي عن عمر ناهز 96 عاماً.
تدفّق التكريم من البلدان التي حكمتها إلى تلك التي كانت في حالة حرب معها، ومن الدول الصغيرة إلى أقوى الحكومات على هذا الكوكب، ومن المؤسسات التي تمتدّ لقرون إلى الدول التي لم تكن قد ظهرت بعد عندما تولّت العرش.
وعبرت بلدان عن احترامها للملكة الراحلة، من دقيقة صمت في الأمم المتحدة إلى إطفاء أنوار برج إيفل وتنكيس العلم غلى منتصف السارية فوق البيت الأبيض وخطوات أخرى في سلطنة عمان والبرازيل حيث أعلنت أيام حداد أو الأردن وكوبا…
في ما يلي بعض الكلمات التي قيلت عن الملكة إليزابيث التي حكمت المملكة المتحدة منذ العام 1952 وكانت أيضاً رئيسة لـ15 من دول الكومنولث حول العالم.
– “واجبات غير منقوصة” –
قاد الكومنولث اتحاد الدول التي كانت في السابق جزءاً من الإمبراطورية البريطانية بالإضافة إلى أقاليم ما وراء البحار المتبقية، التكريم العالمي.
ومهّدت منطقة جنوب آسيا حيث كانت بريطانيا القوة الاستعمارية حتى ما قبل عهد إليزابيث مباشرة، الطريق إذ أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن “ألمه” لوفاتها.
في نصف الكرة الجنوبي، قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا إنّ “حياة الملكة وذكراها ستبقيان محفورتين في الذاكرة عبر العالم”، بينما أشاد الرئيس الكيني المنتخب ويليام روتو بقيادتها “الممتازة” للكومنولث.
كذلك، أشاد رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز بـ”نزاهة لا حدود لها” لدى الملكة إليزابيث، متحدّثا عن “نهاية زمن” برحيلها.
في الجهة الأخرى من العالم، أكد رئيس وزراء كندا جاستن ترودو أنّ إليزابيث الثانية التي كانت رئيسة للدولة الكندية كملكة، شكّلت “حضوراً دائماً” في حياة الكنديين و”ستبقى إلى الأبد جزءاً مهمّاً من تاريخ بلدنا”.
كذلك، كرّم أصغر أعضاء الكومنولث الملكة، حيث أشاد ديفيد بيرت رئيس وزراء إقليم برمودا البريطاني الصغير، بـ”حياتها المليئة بالواجبات غير المنقوصة”.
– “وقار وثبات لا مثيل لهما” –
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنّ إليزابيث الثانية كانت أول ملكة بريطانية تقيم علاقات شخصية مع الشعب في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي أمر فيه بتنكيس الأعلام في البيت الأبيض والمباني الحكومية.
وأشار إلى أنّ الملكة الراحلة كانت “امرأة دولة ذات وقار وثبات لا مثيل لهما”، مضيفاً أنّها “كانت أكثر من ملكة. لقد جسّدت حقبة”.
– “رمز المصالحة” –
أرسل آخرون ممّن تبنّوا موقفاً أقل ودية تجاه بريطانيا تعازيهم أيضاً.
فقد قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه إلى الملك تشارلز الثالث، متمنّياً له “الشجاعة والصمود” بعد وفاة والدته، وذلك في الوقت الذي تقود فيه بريطانيا الحملة الغربية لفرض العقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
كذلك، أعرب الرئيس الصيني شي جينبينغ عن “تعاطفه الصادق مع بريطانيا حكومة وشعباً”.
من جهتها، أشادت ألمانيا التي تحوّلت في عهد الملكة من ألد أعداء بريطانيا إلى حليف قوي، بإليزابيث الثانية باعتبارها “رمز المصالحة” بين حربين عالميتين.
(أ ف ب)