بالعمل السري وغطاء كورونا.. هل تصل إيران إلى القنبلة النووية في نهاية 2021؟

حجم الخط
0

يسود في إسرائيل قلق من أن تستغل إيران اهتمام العالم كله بوباء كورونا، فتتقدم سراً في مشروعها النووي. إيران هي إحدى الدول الأكثر تضرراً من كورونا، فيوم أمس أعلنت الأنباء بشكل رسمي عن 3.036 حالة وفاة ونحو 49 ألف مصاب، ولكن تقديرات الغرب تتحدث عن معطيات حقيقية أعلى بكثير. وتعتقد محافل استخبارية في إسرائيل بأن الأعداد أعلى بـ4 أو 5 أضعاف مما بلغ عنه، ولكن ليس واضحاً إذا ما كان الفرق نابعاً من محاولة إخفاء مقصودة من جانب السلطات، أم من الفوضى السائدة في الدولة، أم أن من بين المرضى والموتى أشخاصاً في الحكم وموظفين عموميين كثيرين أيضاً.

مجموعة عمل سرية

يفاقم وباء كورونا الأزمة التي يعيشها الحكم في طهران أكثر فأكثر. فبكل الأحوال، الوضع في الدولة صعب جداً جراء العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والثمن الاقتصادي الجسيم الذي تجبيه هذه العقوبات من المواطنين الإيرانيين. وعلى هذه الخلفية، تعد الأزمة الحالية دليلاً آخر على إهمال السلطات التي تأخرت في الاستجابة للوباء ويصعب عليها الآن السيطرة عليه.

وأعربت محافل استخبارية عن تخوفها من أن الضائقة التي يعيشها الحكم في طهران، التي قد تكون الأشد منذ ثورة الخميني في 1979، كفيلة بأن تؤدي به إلى البحث عن سبيل لتثبيت مكانته داخل الجمهورية وتجاه العالم. وأحد المسارات التي يمكن أن يختارها هو المشروع النووي في ظل استغلال حقيقة أن العالم منشغل الآن بأزمة كورونا. لقد أعلنت إيران مؤخراً بأنها لم تعد ترى نفسها ملزمة بالاتفاق النووي، بعد أن انسحبت منه الولايات المتحدة وفرضت عليها عقوبات اقتصادية واسعة. وكجزء من ذلك، عادت إيران إلى تخصيب اليورانيوم بل وجمعت مئات الكيلوغرامات من المواد المخصبة على مستوى منخفض وإن كانت تحرص على التقدم ببطء كي لا تعتبر محطمة للقواعد.

في بداية السنة، قدرت شعبة الاستخبارات بأنه إذا ما استمرت هذه الوتيرة، فستجمع طهران في غضون بضعة أشهر ما يكفي من اليورانيوم المخصب كي تنتج قنبلة نووية أولى، وإذا لم يوقفها أحد فستكون في أيديها القدرة على استكمال عملية إنتاج القنبلة في أواخر 2021. والخوف الآن هو أن تسرع إيران هذه السياقات. وعلى خلفية أزمة كورونا، يمتنع أعضاء اللجنة الدولة للطاقة الذرية تقريباً عن أي عمال رقابة على منشآت النووي في إيران، بل وربما سيقررون مغادرة الدولة قريباً. سيبقي هذا الأمر المنشآت النووية دون رقابة ناجعة، وسينفتح أمام إيران مسار ممكن للتقدم نحو القنبلة.

خطوة أخرى كفيلة أن تتخذها إيران، وهي تشكيل مجموعة عمل سرية، تدفع إلى الأمام بمشروعها النووي بعيداً عن العيون المفتوحة للمراقبين وللاستخبارات العامة.

لقد سبق لإيران أن فعلت مجموعات عمل كهذه (حتى 2003) والآن ثمة خشية من أن تعود إلى العمل بسرية استغلالاً للفوضى العالمية والوقوف في النهاية وهي قريبة أكثر بكثير من القدرة النووية.

إن إمكانية اندفاع إيران الآن نحو القنبلة أدت بإسرائيل إلى تشديد الملاحقة الاستخبارية للنشاط النووي في إيران.

يمكن التقدير بأن إسرائيل تتعاون في هذا العمل مع محافل استخبارية في الغرب للإبقاء على التنسيق العالمي في هذه المسألة.

بقلم: يوآف ليمور

 إسرائيل اليوم 2/4/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية