بايدن جر على بلاده عارا لن ينسى… وصرخة المنتحر أمام سفارة الكيان الصهيوني لعنة ستلاحقه وحكومته

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: دون أن تدري أزالت كرستيالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولي الغموض أمام الكثير من المراقبين الذين أعياهم فهم الدافع الرئيسي من وراء صفقة “رأس الحكمة”، التي وصفتها بأنها ‏صفقة إيجابية للغاية، مشددة على أن استقرار مصر مهم للغاية. وقبل أيام أعلن صندوق النقد أنه يعمل مع مصر بشكل وثيق لضمان عدم تعرضها لأي احتياجات مالية زائدة مرتبطة باللاجئين المحتملين من غزة.
وفي احتفالية “قادرون باختلاف” داعب الرئيس السيسي، رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي قائلا له، الفلوس وصلت ولا لسة؟ وموجها حديثه لمحافظ البنك المركزي حسن عبد الله: أول مرة أشوفك بتضحك. وطالب الرئيس السيسي بتخصيص مبلغ 10 مليارات جنيه لصندوق “قادرون باختلاف”. وروى الطفل الفلسطيني عبدالله الكحيل، المصاب في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي يتلقى العلاج في مصر، حادث إصابته، قائلا: «كنا في تل الهوا، واليهود اتصلوا علينا ونزحنا، واتجمعنا في مدرسة، وكنا مولعين النار وبعد شوية الصاروخ أصابنا، وكلهم استشهدوا ما عدا أنا، ورجلي كانت بتتقطع وأنا قاعد، وكله كان مرمي على الأرض، ومسكت رجلي علشان ماتتقطعش». وأضاف عبدالله خلال حديثه في احتفالية «قادرون باختلاف» في نسختها الخامسة بحضور الرئيس السيسي: «روحت أصحي أخويا علشان نهرب أنا وهو، لقيته استشهد وأغمي عليا، وتاني يوم صحيت لقيت بطني كلها غرز ورجلي الدكاترة بيقولو رجله هتنبتر، لكن أمي قالتلهم لأ متبتروش رجله، أديله فرصة ونحاول نروح نعالجه في مصر أو أي بلد تانية». وأكد عبدالله أنه سيتلقى العلاج وينتوي العودة إلى غزة مرة أخرى: «ناوي أرجع على غزة أرضي تاني، ولما تجونا هفتح ليكم كل أبواب غزة».
وقالت النائبة مها عمر عضو مجلس النواب عن حزب “حماة الوطن” صاحب مشروع قانون (الابن/الابنة) الواحدة، إن القانون يهدف إلى الحد من الزيادة السكانية، التي تؤثر على عوائد التنمية وجهود الدولة في هذا المجال. وأضافت خلال تصريحات متلفزة، إن القانون اختياري وليس ملزما، موضحة أن القانون ينطبق على الأسر حديثة الزواج بعد صدوره، ولا يُطبق بأثر رجعي على الأسر التي لديها طفل واحد بالفعل. وكشفت عن أن مشروع القانون يقدم 21 ميزة للأسرة التي تنجب طفلا واحدا، بالإضافة إلى 4 ميزات فقط للأسرة التي تنجب طفلين.
عصابة تل أبيب

الناس أنواع وأخلاق وضمائر، وقد تبدو الحياة في صورة غابة تسكنها الوحوش وقد تصبح وفق ما يرى فاروق جويدة في “الأهرام” حديقة غناء تسكنها الطيور والعصافير.. وفي قلب واشنطن عاصمة أمريكا وأمام السفارة الإسرائيلية شاهد العالم على الشاشات صورة الجندى الأمريكي آرون بوشنل، الذي أحرق نفسه احتجاجا على الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وكان يصرخ وهو يحترق لا للإبادة.. هذا الجندي الذي اختار أن يكون بطلا وإنسانا ضد الوحشية التي تمارسها إسرائيل بدعم أمريكي ضد الأطفال في غزة، هذا الإنسان اختار أن يكون إنسانا حقيقيا ضد همجية البشر، حتى لو كان وطنه شريكا فيها.. كان من الممكن أن يكون شريكا في القتل مع عصابة تل أبيب، وكان من الممكن أن يجمع الأموال مع جنود المارينز القتلة، ولكنه اختار أن يكون صوتا من أصوات الحق والإنسانية.. هذا الجندي، سواء كان طيارا أو جنديا عاديا، سجّل أكبر إدانة لهذا العالم الهمجي المتوحش، وسوف تبقى سيرته في سجلات شرفاء هذا العالم، لأنه رفض أن يعيش مع ذئاب هذا العصر.. وأمام سفارة إسرائيل وفي قلب عاصمة الدمار الشامل، أنهى حياته على طريقته في رسالة أدان فيها عصر القتل والجوع وامتهان آدمية البشر.. هذا الجندي الذي انتحر في ثورة غضب ورفض لجرائم إسرائيل وأمريكا سيكون أكبر وثيقة اتهام تتجاوز كل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والهيئات الدولية المتواطئة.. بعض الناس يمنح الحياة مهابة وقيمة وجلالا، والبعض الآخر يأخذ مكانه في مزبلة التاريخ.. وفي آخر كلمات الجندي الأمريكي آرون بوشنل قال، إن الإنسان قادر على أن يختار لحظة رحيله.. رغم قسوة قرار الانتحار، كان أكبر إدانة لعصر استباح إنسانية البشر وقيمة الحياة..

جريمة بايدن

يا لها من حادثة يصفها محمد سلماوي في “الأهرام” بالمرعبة، تلك التي أقدم عليها عضو السلاح الجوي الأمريكي آرون بوشنل (25 عاما) الذي قرر خلال ساعات من استخدام الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن للمرة الثالثة ضد قرار بوقف إطلاق النار في غزة، أن يقوم بعملية احتجاج شديدة القسوة، فصور نفسه في فيديو تمت إذاعته بعد ذلك، وهو يتوجه إلى مقر السفارة الإسرائيلية في واشنطن، بملابس رجال الطيران، موضحا أمام الكاميرا، أنه لا يستطيع الاستمرار في التواطؤ في الإبادة التي تجرب في غزة، قائلا إنه على وشك القيام بعملية احتجاج متطرفة، ولكن مقارنة بما يتعرض له السكان في غزة، على يد الاحتلال الصهيوني، هي ليست متطرفة على الإطلاق، وعلى سور السفارة الإسرائيلية قام آرون بسكب البنزين فوق رأسه، ثم أشعل في نفسه النار أمام الكاميرا وهو يصيح وسط ألسنة النار: فلسطين حرة ثم يصرخ من الألم ليعود فيصيح من جديد: فلسطين حرة وقد سارع رجال البوليس إلى الموقع وأخذوا يرشون آرون بغازات إطفاء الحرائق، ثم تم نقله إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، وقد نقلت قناة CNN الأمريكية الخبر، وأذاعت جزءا من الفيديو، ما دعا أحد المعلقين على موقعها الإلكتروني، ليقول ساخرا، أخيرا سمعت على موجات CNN صيحة: فلسطين حرة، وفي الوقت الذي أصاب هذا الفيديو المرعب مشاهديه بالاضطراب النفسي، فقد ركزت أجهزة الإعلام الأمريكية على الحديث عن المخالفات القانونية التي ارتكبها الشاب الأمريكى، فأوضحت أن القانون يحظر على الجنود وأعضاء مختلف أجهزة الجيش التعبير عن المواقف السياسية، كما يحظر أيضا مشاركتهم في أي عمل ذي طبيعة حزبية أو سياسية، وهم يرتدون الملابس العسكرية، والحقيقة أن هذا العمل الاحتجاجي، على شدة قسوته، ليس الأول من نوعه منذ بداية الحرب الشرسة التي تقودها إسرائيل في غزة، ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي قام شاب آخر من ولاية جورجيا بحرق نفسه أيضا احتجاجا على دعم بلاده للحرب، فكم من الشباب الأمريكي عليه أن يحرق نفسه قبل أن تدرك الإدارة الأمريكية حجم الجرم الذي ترتكبه بدعمها حرب الإبادة التي تقودها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني؟

الأمريكاني

لا حديث للعالم خلال الساعات الماضية إلا عن ذلك المشهد القاسي للطيار الأمريكي آرون بوشنل، الذي أشعل النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية واشنطن، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، احتجاجا على حرب الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة.. أراد بوشنل، حسب جمال حسين في “الوطن”، أن يُرسل رسالة إلى كل دول العالم بصفة عامة، وإلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، ساكن البيت الأبيض، وإلى الشعب الأمريكي لوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل على مدى 5 شهور ضد أطفال غزة والنساء والعجائز والمدنيين، بمباركة ودعم عسكري وسياسي واقتصادي غير مسبوق من أمريكا وحلفائها. الطيار الأمريكي المنتحر، الذي يتبع القوات الجوية الأمريكية لم يتحمل قسوة حرب الإبادة البشرية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، باعتباره رجلا عسكريا في الجيش الأمريكي يدرك، وهو قائد لطائرة عسكرية ماذا تفعله هذه المتفجرات التي تلقيها الطائرات الإسرائيلية ليل نهار على المدنيين، لذلك حرص على تصوير مشهد إشعال النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وقام بعمل بث مباشر على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، وهو يتحدث عن السبب الذي جعله يقدم على الانتحار والتضحية بروحه، حتى لا يترك فرصة لأحد لاتهامه بالجنون والمرض النفسي، للتغطية على هدفه الحقيقي بإلقاء الضوء على مأساة الشعب الفلسطيني، وهي القضية التي يموت من أجلها، ويُنهي حياته بسببها. شهد العالم كله سيناريو انتحار الطيار الأمريكي آرون بوشنل على الهواء مباشرة، حيث سار بكل هدوء إلى مقر السفارة الأمريكية في واشنطن، حاملا زجاجة مملوءة بالبنزين، للانتحار على طريقة البوعزيزي التونسي، وبث رسالته الأخيرة قبل أن يضرم النيران في نفسه بعد أن سكب البنزين على رأسه وملابسه.. قال كلمات أتمنى أن يتوقف أمامها قادة أمريكا والاتحاد الأوروبي طويلا، حيث قال: «لن أكون مشاركا بعد الآن في الإبادة الجماعية في غزة.. أنا على وشك القيام بفعل متطرّف، ولكن مقارنة مع ما يلقاه الناس في فلسطين على يد المستعمرين، فهذا ليس تطرّفا على الإطلاق.. هذا ما قرّره حكامنا بأن يكون أمرا عاديا»، ثم أشعل النار في نفسه، وظل يهتف بالحرية لفلسطين حتى سقط على الأرض جثة هامدة.

الهدف النبيل

بدا الرئيس الأمريكي بايدن متفائلا بقرب الاتفاق على هدنة مؤقتة في غزة تتضمن وقفا لإطلاق النار طوال شهر رمضان، بل حدد وفقا لجلال عارف في “الأخبار” الاثنين المقبل موعدا لسريان الاتفاق.. بينما قالت حركة «حماس» إن حديث بايدن «سابق لأوانه» وإنه لا تزال هناك فجوات كبيرة يتعين التعامل معها قبل وقف إطلاق النار. واضح أن مسودة الاتفاق التي تحدث عنها الرئيس بايدن تركز على المرحلة الأولى من اتفاقية الإطار التي كان اجتماع باريس قد توصل إليها.. أي على هدنة لأربعين يوما لتبادل الرهائن والأسرى وتكثيف دخول المساعدات، مع حديث عن إصلاح للمستشفيات والمخابز التي دمرتها إسرائيل في القطاع. والخلافات حول التفاصيل هنا تظل قابلة للحل، بينما يبقى الخلاف الحقيقي والأساسي هو حول ما إذا كان هذا الاتفاق هو اتفاق يمهد لما بعده؟ أم أنه مجرد هدنة قصيرة يعود بعدها الاحتلال الإسرائيلي ليواصل العدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة؟ في حديث الرئيس بايدن عن قرب وقف إطلاق النار لا يشير بشيء إلى المراحل التالية في اتفاق الإطار الذي تم في باريس، ولا إلى تفاوض أثناء الهدنة القصيرة من أجل تمديد وقف إطلاق النار وفتح آفاق للتهدئة. على العكس.. يبدو حديثه عن «رفح» وكأنه تسليم بأن إسرائيل ستكثف الهجوم عليها بعد الهدنة، وبعد أن تنفذ التزامها لأمريكا بتمكين الفلسطينيين من الإخلاء من رفح. الرهان من البداية كان على أن تكون هناك ضمانات متبادلة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ولأن تكون الهدنة خطوة على طريق الحل، وأن يكون إيقاف الحرب هو الهدف. الوسيطان المصري والقطري تعاملا بمسؤولية للوصول للهدف المطلوب وهو، إيقاف حرب الإبادة الإسرائيلية. أمريكا تعرف أن نتنياهو وحكومته يريدون حربا مفتوحة، لكنهم يعرفون أنهم لا يستطيعون ذلك إلا بموافقة أمريكا ودعمها. مسؤولية أمريكا هنا مضاعفة لأنها ـ باختصار ـ قادرة على إنقاذ الاتفاق، وعلى أن تجعله بداية للحل.. وليس استعدادا لجولة جديدة من حرب هي الخاسر الأكبر فيها.

قتلة هنا وهناك

ليس جديدا أن يستهدف لوبي إسرائيل في واشنطن أعضاء الكونغرس الذين يوجهون انتقادات لإسرائيل. فقد حدث ذلك مرات عدة خلال العقود الماضية، فعلى سبيل المثال، والكلام للدكتورة منار الشوربجي في “المصري اليوم” نجح اللوبي في هزيمة من «يجرؤ على الكلام» كما كتب بول فيندلي، الذي طرده اللوبي من مقعده عام 1982. وفعل الشيء نفسه مع النائبة سينثيا ماكيني في 2006، والنائب اليهودي الأمريكي أندرو ليفين في 2022. لكن الجديد هذه المرة أن عدد الأعضاء المطلوب هزيمتهم صار أكبر من ذي قبل، والنتيجة لم تعد بالضرورة محسومة لصالح لوبي إسرائيل. ففي السنوات القليلة الماضية فاز بعضوية مجلس النواب حفنة من الأعضاء التقدميين صاروا يعرفون باسم «الكتيبة» غالبيتهم من غير البيض، ومن النساء، وأغلب نواب الكتيبة يوجهون انتقادات علنية لإسرائيل ويدعون بلادهم لوقف الدعم غير المشروط لها، لكن الكتيبة ليست كلها مستهدفة، إذ أبدى بعض التقدميين حذرا شديدا في اتخاذ مواقف علنية منتقدة لإسرائيل، أو انسحبوا من الكتيبة أصلا لأنهم يخشون على مقاعدهم. أما الأعضاء المستهدفون فكلهم من غير البيض، وعلى رأسهم النائبة الأمريكية الفلسطينية رشيدة طليب. والأمريكية الصومالية إلهان عمر، والنائبات كوري بوش وإيانا بريسلي وسامر لي، وكلهن من السود، والنائب الأسود جمال باومان والنائبة ألكساندرا أوكاسيو كورتيز، التي ترجع أصولها لبورتوريكو. وقد تعرض الكثير من هؤلاء النواب في انتخابات سابقة لمحاولات أنصار إسرائيل لهزيمتهم، فباءت تلك المحاولات بالفشل. أما اليوم، وبعد المواقف القوية التي اتخذها أغلبهم انتصارا لغزة، يعمل أنصار إسرائيل بكل قوة، فقد حشدوا أكثر من 100 مليون دولار لهزيمتهم في انتخابات العام الحالي.
اللوبي الإسرائيلي

منظمات لوبي إسرائيل تستخدم، على حد رأي الدكتورة منار الشوربجي أساليب عدة لهزيمتهم، على رأسها تمويل منافسيهم في الانتخابات، وأحيانا يجند اللوبي بنفسه أولئك المنافسين ويشجعهم على الترشح ثم يمول حملاتهم. وفي أحيان أخرى، تسعى منظمات اللوبي لمنع المنتقدين لإسرائيل من الترشح أصلا، فقد بذلت مثلا، دون جدوى، جهودا مضنية في آخر انتخابات لمنع سامر لي من الفوز أصلا بمقعد في مجلس النواب. ولأن نواب الكتيبة كلهم من الديمقراطيين التقدميين، فالمفارقة الجديرة بالتأمل هي أن منظمات لوبي إسرائيل التي تمول ديمقراطيين من أجل هزيمة نواب الكتيبة الديمقراطيين، هي أصلا منظمات في أغلبيتها الساحقة يمينية ويأتي تمويلها من أصحاب الملايين الجمهوريين المؤيدين لإسرائيل. أما إذا فشلت كل تلك التكتيكات أو بدت غير واعدة في هزيمة من يريد، يلجأ لوبي إسرائيل لإطلاق الأكاذيب واختلاق الفضائح لإرباك الناخبين المناصرين لنواب الكتيبة. فعلى سبيل المثال، زعم المرشح الديمقراطي المدعوم من اللوبي لمنافسة جمال باومان، أن الأخير يتلقى تمويلا من حماس، بينما فتش اللوبي في سجلات كوري بوش لخلق فضيحة مؤداها أنها استخدمت أموال حملتها السابقة لدفع مستحقات لزوجها الحالي، الذي عمل وقتها في الطاقم المسؤول عن تأمينها. فباومان تحدث في إحدى المظاهرات الداعية لوقف إطلاق النار وقال «أشعر بالعار كل العار أنني نائب في الكونغرس، بينما لا يقدر هذا الكونغرس قيمة حياة كل البشر على قدم المساواة». أما كوري بوش، فقد وصفت حرب إسرائيل على غزة بـ«التطهير العرقي»، وطالبت الإدارة بالتوقف عن تمويل «تلك الفظائع ضد الفلسطينيين»، والحقيقة أن كوري بوش هي أكثر أعضاء «الكتيبة» انتقادا لإسرائيل بعد النائبة رشيدة طليب. لذلك يريد اللوبي هزيمتها بأي ثمن. باختصار لا يقبل لوبي إسرائيل بأقل من التأييد المطلق غير المشروط لإسرائيل.

رمضان والحرب

الأمنية الأهم بالنسبة لكرم جبر في “الأخبار” ما يلي: اللهم بلغنا رمضان، وتكون الحرب في غزة قد توقفت، لحقن دماء الأشقاء ووقف حرب الإبادة، وحماية المدنيين، خصوصا النساء والأطفال في المجازر البشرية. في شهر الصيام لن يهنأ مواطن عربي بالإفطار والسحور، بينما أهالي غزة يحملون شهداءهم وجرحاهم أثناء أذان المغرب وصلاة الفجر، وكل الأديان السماوية تحرم القتل والذبح أوقات العبادة، وتدعو إلى المحبة والسلام، إلا نتنياهو وعصابته الذين استباحوا كل شيء، في زمن هو الأسوأ في تاريخ البشرية، حيث يقف الغرب صامتا وداعما لاستمرار الحرب لأسباب وهمية، يثيرها مجرمو الحرب في تل أبيب، بزعم أن حماس ستكون المستفيد من وقف إطلاق النار. ستصب اللعنات فوق رؤوسهم في كل أذان وصلاة، وترتفع في الحناجر صيحات الغضب، فليس معقولا أن يكون إفطار وسحور أشقائنا على موائد الدم وفي جنائز الشهداء، وهم يدركون جيدا أن الغرب سيغمض عينيه وكأن ما يحدث من الأمور العادية. في رمضان بالذات يتقرب العباد إلى المولى عز وجل، بالدعاء والصلاة، ويستغفرون ربهم الكريم، ويرجونه غفرانا للذنوب، وتكتسي وجوههم بالفرحة وتعمر قلوبهم بالإيمان، إلا الأشقاء في غزة الذين لا يجدون الماء ولا الطعام، ويموت الأطفال جوعا ورعبا واختناقا. في رمضان بالذات تهل البهجة، ويحمل الأطفال في كل مكان فوانيسهم الملونة، إلا أطفال غزة، الذين يحل عليهم رمضان وهم يصرخون ويبكون حزنا على أهاليهم الشهداء، وما أفظع أن تتفتح عيونهم على الحياة على مشاهد الحرب. وما أصعب الصوم في رمضان في العراء والمخيمات في أجواء الشتاء الصعبة، ووسط الأمطار والوحل، فلا يجدون الطعام إلا في طوابير طويلة تقدم لهم الفتات، بينما يعيش المسلمون أجواء الكرم وموائد الرحمن.

بالعتاد والدعاء

في رمضان والكلام ما زال لكرم جبر يحتاج إخواننا في غزة إلى الطعام والشراب، بينما تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية، وتدهسها بالجرافات والأحذية، لتمارس حرب الإبادة بالتجويع، ويكتفي الغرب وأمريكا بالتمنيات، بأن تسمح إسرائيل بدخول المساعدات. هل تعلم أمريكا أن كل عربي سوف يرفع يديه بالدعاء على كل ظالم، وأمريكا هي الظالم الذي يمد القاتل بالعتاد والسلاح، وسوف يزداد العداء في القلوب لها وحلفائها، ولن تصبح صديقة للشعوب العربية، وتلوث البقع السوداء وجهها وصورتها أمام الجميع؟ وهل يعلم الغرب أن انحيازهم السافر لإسرائيل لن يمر بسلام، ولم يعد أحد يصدق أكاذيبهم حول الإنسانية وحقوق الإنسان، بينما يتم اغتيال أبسط حقوق الإنسانية وهم يدعمون ويؤيدون؟ أما إسرائيل فقد شيدت جسورا من الكراهية تستمر سنوات وسنوات، ولن يقبل شعب عربي تطبيعا أو علاقات، فكيف يتم التطبيع مع قاتل يريد السلام فوق الأشلاء؟ رمضان بالذات سوف يكون مفترق طرق إذا أصرت إسرائيل على استمرار الحرب، ولن يقبل شعب عربي واحد زيارتكم لبلاده، وتصبح كلمة «إسرائيلي» سبة في جبينكم لأن استمرار الحرب في الشهر الكريم فوق طاقة الاحتمال. كيف تفكر إسرائيل وهي تعيش في منطقة تزرع فيها الكراهية والغضب، وهل يتحقق أمنها وسلامها بالحروب واغتصاب الحقوق، ولا تدرك أنه سيأتي يوم تغرق فيه في دماء الشهداء، وأن الوقت ليس في صالحها، وستظل نقطة في محيط كبير؟
حماس والنصر

هل انتصرت حماس في المواجهة الدائرة مع قوات جيش الكيان الغاصب؟ يرى محمد صلاح الزهار في “فيتو”، أن إجابة هذا السؤال تختلف من فئة لفئة ومن مكان لمكان، في المنطقة العربية أو غيرها، أكثر من هذا فإن هذه الإجابة ربما ليست واحدة وسط أهالي غزة الذي يقترب عددهم من مليونين من البشر ويزيد، أضف إلى ذلك أن هناك فئات وكيانات وأناس أصحاب رؤي ووجهات نظر، تعتقد أن مجرد توجيه هذا السؤال أمر غير مرغوب فيه، ويعتبرونه أمرا مكروها على أي حال.. ونقول هل انتصرت حماس في المواجهة الأخيرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي؟ هناك من يرى وهم كثر من أبناء عروبتنا، أن المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس انتصرت جدا في مواجهتها الأخيرة مع دولة الكيان الغاصب، منذ الاختراق الذي أنجزته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. حسب اولئك، فإن أكبر إنجاز حققته المقاومة وعلى رأسها حماس هو إظهار حالة القصور والتقصير، وربما الاهتزاز التي تعانيها الأجهزة الاستخباراتية والأمنية في دولة الكيان الغاصب، ما نتج عنه إحداث حالة من الانقسام بين المجتمع الإسرائيلي وحكومته، من جهة، وإحداث حالة من الرعب والخوف بين فئات مختلفة من المستوطنين الوافدين، من كل بقاع الأرض، والذين كانت تسوق لهم دولة الكيان الغاصب على أنها واحة الأمن والأمان في منطقة الشرق الأوسط، وأنها الدولة الأكثر تقدما في العالم في مختلف النواحي أيضا، وحسب المؤيدين لفكرة الانتصار غير المسبوق للمقاومة الفلسطينية، فإن المواجهات على الأرض في قطاع غزة، بعد بدء الحرب البرية، فضحت الأسطورة التي تروج لها دولة الكيان الغاصب حول قوة جيشها وحول جنودها ومدي ما يتمتعون به من قدرات قتالية

من حقهم الحماية

استشهد المؤيدون لمبدأ انتصار حماس بالأعداد الكبيرة من القتلى والمصابين من ضباط وجنود جيش الكيان الغاصب، الذين قضوا في المواجهات المباشرة على الأرض في قطاع غزة، ناهيك حسب محمد صلاح الزهار عن مئات المركبات والآليات التي دمرتها أو أعطبتها المقاومة. المساندون لفكرة الانتصار الذي حققته المقاومة مؤخرا، أكدوا أن المقامون الفلسطينيون ما زالوا على قوتهم قبيل بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، وأن قوات الاحتلال لم تتمكن من مس القدرات المختلفة لقوى المقاومة، خاصة حماس والجهاد الإسلامي.. هناك من يرى أن قوى المقاومة الفلسطينية لم تحقق انتصارا في هذه الجولة من الصراع مع دولة الكيان الغاصب، رغم الاختراق غير المسبوق الذي قام به المقاومون للداخل الإسرائيلي يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.. وحسب أولئك الرافضين لفكرة انتصار المقاومة، أن المقاومة تجاوزت عند اختراقها نطاق غلاف غزة، باستهداف المدنيين، سواء بالقتل أو بالاحتجاز والعودة بهم إلى قطاع غزة، ما أسهم في تصعيد ردة الفعل الإسرائيلي إلى أن وصل إلى مرحلة الجنون وتصاعد الرغبة في الانتقام من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل غير مسبوق.. الأمر الذي نتج عنه بعد مرور أكثر من أربعة أشهر سقوط أكثر من 100 ألف شهيد وجريح وتدمير أكثر من ثمانين في المئة من بنايات قطاع غزة، وتشتيت أكثر من ثلثي سكان القطاع الذين يزيد عددهم على المليونين نسمة. حسب أولئك أيضا، فإن المقاومة لم تعر أي اهتمام حقيقي لحماية أهالي غزة من قوات جيش الاحتلال الغاصب، وبدلا من أن تكون المقاومة حصنا للدفاع عن أهالي غزة، تمترس المقاومون، إما داخل الأنفاق، أو بين الناس في مختلف المناطق في قطاع غزة، للتخفي بعيدا عن قوات الاحتلال، التي لم تتراجع عن ارتكاب كل أنواع الجرائم الوحشية في سعيها وراء أفراد حركة حماس المختفين وسط الناس أو في الأنفاق، ووصل بها الإجرام إلى تدمير أحياء بكاملها عند استشعارها أو تلقيها معلومة باختباء أو تمترس مقاومين في تلك الأحياء.

الحكمة لن تضل

تحول تناول مشروع رأس الحكمة الجديد عند البعض إلى كوميديا.. مضحكة أحيانا ومدهشة أحيانا، لكنها حسب أحمد رفعت في “الوطن” محزنة في كل الأحيان.. حتى لا نصدق أنها تصدر عن متعلمين، فما بالكم إن قلنا إنها تصدر من بعض المنتسبين للنخبة. في عام 1999 بدأت الصحف في متابعة المستثمرين العرب في مشروع توشكى القديم، وهناك على ضفاف ترعة الشيخ زايد في المشروع نشرت قوائم بعضهم، وكان في مقدمتهم الأمير الوليد بن طلال وحصته بلغت 120 ألف فدان (ثلاثة أضعاف مشروع رأس الحكمة كله بالتمام والكمال)، بينما حلت تاليا شركة أبوظبي القابضة ونصيبها 80 ألف فدان (ضعف مشروع رأس الحكمة بالتمام والكمال أيضا) لم يطلب وقتها أحد الاطلاع على شروط العقد، ولم يقل أحد وقتها إن الحكومة تبيع أرض البلاد، بل بيع جزء من عملها، حيث من مهامها جلب المستثمرين، ما يعني جلب أموال، وجلب عملة أجنبية، وجلب سيولة دولارية في السوق المصرية وفي البنوك المصرية، وتوفير القدرة على شراء مستلزمات الشعب من السلع الأجنبية ومستلزمات إنتاج المصانع المصرية، ويعني عدم وجود أزمة فيها، وبالتالي عدم وجود أزمة في أسعارها وقدرة المصريين على شرائها، ما يعني معيشة أفضل، خاصة للبسطاء ومحدودي الدخل، وهو ما يعني أيضا، على مسار قريب، مشروعات عديدة توفر فرص عمل وزيادة حصيلة الضرائب، وطلبا على منتجات المصانع المصرية في مجالات البناء ومستلزماته، من حديد وإسمنت ودهانات ومواسير شرب أو صرف صحي وزجاج وسيراميك ومصابيح ومسامير وأسلاك وأخشاب ومفروشات، إلخ، بما ينعش عشرات الصناعات الأخرى.

ستبقى مصرية

كل ذلك الذي أخبرنا عنه أحمد رفعت سيحدث بسبب مشروع رأس الحكمة، وحدث قبله بسبب مشاريع العلمين والعاصمة الجديدة والمنصورة وناصر وجبل الجلالة وحدائق أكتوبر، وامتداد العبور وسلام في شرق بورسعيد، وكذلك ملوي الجديدة وسفنكس وغرب قنا ورفح الجديدة والفشن الجديدة، وغيرها من عشرات المدن التي وفرت فرص عمل.. وحركة للمصانع.. ولم تسلم هذه المدن من الهجوم، رغم أنها ظلت أحلاما لملايين من المصريين سنوات عديدة، ورغم ذلك قالوا لماذا نبني هنا؟ ولماذا نبني هناك؟ وإنها أعباء على الموازنة العامة ورغم الرد على الهجوم والمزاعم، لكن ها هو البناء في «رأس الحكمة» بعيدا عن الموازنة العامة وعن الدولة، وستقوم به شركة بتمويل من الخارج، ها.. ما الحجة إذن؟ أم هو إذا بنت الدولة مدانة، وإذا بنى غيرها فالدولة مدانة في كل الأحوال؟ قولوا لنا؟ وعند تملك العرب نتوقف، فالأمر متكرر في مشروعات عديدة هنا وهناك ولم يتناوله أحد والحمد لله، لأنها فعلا ظاهرة جيدة ومطلوبة، خصوصا من الأشقاء، ممن نحزن عندما نعلم بتوجه أموالهم للاستثمار في بلاد بعيدة غير عربية.. ومع ذلك يوجد رأس مال أجنبي يضع يده على أراضٍ وممتلكات هنا وهناك، وأيضا لم ينتقده أحد لأن ذلك هو الطبيعي، بل هناك جنسيات أجنبية ليس لرجال أعمال بمفردهم أو شركاتهم، بل لمواطنين مباشرين مثل الأصدقاء الروس، وكانوا حتى 2016 يقدرون بـ30ألف روسي مقيم في الغردقة وحدها وما حولها، وبعض الإحصائيات تشير إلى ضعف هذا العدد في 2023 ولم يشكُ أحد ولم ينتقد ذلك أحد وهذا هو الموقف الطبيعي، لكننا فقط نرصد التربص بمشروع رأس الحكمة، وأي مشروع آخر يتم على أرض مصر لم يمر مشروع منها دون تشويه أو دون التربص به. يقول البعض إن العقد يعني بيع أرض مصر وكأن الأشقاء أو أصحاب الشركة الإماراتية سينقلون رأس الحكمة لتصبح بجوار رأس الخيمة مثلا، وهو كلام لم يكن ليصح أن يصدر عن متعلمين، فالأرض مصرية، والشراكة للمشروع، والأرض مكانها كما هي تخضع للنظام العام المصري وللقوانين المصرية، وستضبط الأمن فيها الشركة المصرية وتخضع للقضاء المصري.

أكاذيب دولية

تكشفت أكذوبة المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، وكل هذه المهاترات غير الطبيعية التي يحاول أن يشيعها بين الدول فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة من أجل تصفية القضية الفلسطينية. تابع الدكتور وجدي زين الدين في “الوفد”: عندما قلت إن المجتمع الدولي يعاني من «شيزوفرينيا» كنت أعني التعبير تماما، فهذا المجتمع الذي اتخذ مساندة الإرهاب طريقا له لا يمكن أن يحقق شيئا على الإطلاق أمام صلابة ووحدة وقوة الفلسطينيين ودور مصر الفاعل في وقف الحرب الإسرائيلية. وستظل إسرائيل تمارس جرائمها القذرة، طالما أن الغرب وأمريكا سيظلان يعملان لصالحها. ومن هنا جاء التربص بمصر، وبالتالى لا يمكن تجاهل مكر هؤلاء الذين لا يعرفون سوى طريق الإرهاب والقتل وخلافه. فلا يمكن أبدا أن ينخدع المصريون في مكر هؤلاء، فهم – الغرب وأمريكا لا يزالون جميعا يتجرعون صدمة ثورة المصريين في 30 يونيو/حزيران التي وجهت لطمة كبرى لهم، وهم ما بين الحين والآخر يتربصون بالبلاد، خاصة أن حلم النيل من مصر وتمزيقها لم يضع ولم يزل حتى الآن. تقسيم ليبيا أو تفتيت سوريا أو تجزئة اليمن والعراق أو الفوضى في السودان لا يرضي المخطط الغربي ـ الأمريكي، فكل هذه الدول لا تشفي غليل هؤلاء الأوباش، بل الهدف الرئيسي هو مصر التي تستعصي عليهم.. العين مفتوحة على مصر في محاولات مستميتة من أجل نشر الفوضى والاضطراب، باعتبار أن ذلك هو المفتاح لسقوط مصر. على الجميع أن يتخلى عن أي شيء يبث الخلاف بين الأمة المصرية وعلى النخبة بالبلاد أن تنتبه لهذه الكارثة قبل فوات الأوان. احذروا المتربصين بمصر قبل الوقوع في مستنقع الفوضى والتشرذم. لا تركنوا إلى الشائعات، ولا تستأنسوا آراء المغرضين الذين يتعمدون إصابة الناس باليأس والإحباط، هناك محترفون لديهم القدرة على بث الشائعات بين الناس التي تعد أفتك الأسلحة والتي يطلق عليها حروب الجيل الرابع، ولأن هناك متربصين بالدولة الجديدة، نجدهم يتفننون في بث ونشر الأكاذيب، سواء مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وسرعان ما تنتشر الشائعة بسرعة البرق، وتتناولها الميديا على الفور، ونجد بعدها حالة تذمر ويأس وإحباط، بهدف تضليل الناس وإحداث نوع من العداء للمشروع الوطني الجديد للبلاد. نشر الشائعات سلاح فتاك أقل ضرر لها هو التعطيل، فلماذا نستجيب لها ونعمل لها حسابا؟ المفروض على هذا الشعب العظيم صاحب الوعي السياسي الناضج أن يدرك أن هذه حرب شعواء، ويجب عليه التصدي لها، بدلا من الاستجابة لأي شائعة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية