بايدن على خطا بوش… والعواصم العربية والإسلامية لا تملك من أمرها شيئا

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: في حضرة غزة تتضاءل كل المدن، وبذكر أهلها يصبح من سواهم عالة على النضال والمثابرة ومواصلة الجهاد، حتى في ظل اللحظة التي تحاربهم فيها واشنطن وذيولها في أوروبا، إذ لا يغير من قناعاتهم حتى ستة آلاف طن من المتفجرات حطت فوق رؤوسهم، ودمرت أحياء كاملة في القطاع منذ بداية الحرب، كانت كفيلة بالتأكيد لو شنت على شعب آخر أن تدفعه للرضا بما يملى عليه من شروط ورفع الراية.. يمارس العالم المتحضر جريمة الصمت على مدار الساعة، أما العالمان العربي والإسلامي فتركا أصحاب القضية يواجهون أحدث ما أنتجت ترسانة السلاح الأمريكي بمفردهم. أمس الجمعة كان الدعاء للمناضلين في عموم المساجد عقب خطبة الجمعة دون ذكر أصحاب القضية، كما لم تذكر غزة ولا القدس وآثر كثير من الخطباء بصيغة الدعاء التي تقرها الوزارة بالدعاء بصيغة العموم بنصرة الإسلام والمسلمين، غير أن ما أسفر عن مزيد من التفاؤل ذلك الحديث النبوي الصحيح الذي انتشر على نطاق واسع، وتلقاه عشرات الآلالف من أنصار القضية، وورد فيه صراحة فضل الجهاد في عسقلان من حديث عبد الله بن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أوَّلُ هذا الأمر نُبُوةٌ ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون مُلكا ورحمة، ثم يتكادمون عليه تكادُمَ الحُمُر، فعليكم بالجهاد، وإنَّ أفضل جهادكم الرباط، وإنَّ أفضل رباطكم عسقلان) أخرجه الطبراني في الكبير.
ومن أخبار ملاحقة المتعاطفين مع القضية: قررت شركة “إير كندا” فصل الطيار الكندي من أصول مصرية مصطفى عزو، وذلك بعد أن عبر عن تضامنه مع غزة، بعد عملية طوفان الأقصى، وجاء قرار الشركة بعد أن وضع الطيار المصري علم فلسطين حول رقبته، ونشر صورته على حسابه الشخصي على إنستغرام ليعلن تعاطفه مع سكان غزة الذين يتعرضون لقصف وحشي من قبل طيران الاحتلال الإسرائيلي.
ومن مساعي الحكومة للسيطرة على الغلاء أقدمت على إعفاء 12 سلعة غذائية من رسوم الجمارك وقريب من الشأن ذاته: كشف المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، عن اعتماد مبلغ 219 مليونا و600 ألف جنيه لـ305 مستفيدين من صغار المربين وشباب الخريجين، بإجمالي عدد رؤوس ماشية (4880).
أشرس من نتنياهو

يتصرف الرئيس الأمريكي جو بايدن، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي ومع بدء عملية «طوفان الأقصى»، على حد رأي الدكتور يحيى عبدالمبدي محمد في “الشروق” وكأنه رئيس دولة الاحتلال، يتحدث عن ضحاياها بمشاعر صادقة وقلب مفطور، يرسل الدعم العسكري الفوري، ويدعو حكومة الاحتلال إلى اتخاذ الرد الحاسم ضد حركة المقاومة في قطاع غزة، كما يحرض على حصار الشعب الفلسطيني، وربما التخلص من قطاع غزة نهائيا. وبالتزامن مع هذه الممارسات، أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بيانا مشتركا، تدعم فيه دولة الاحتلال وتندد بإرهاب المقاومة الفلسطينية. فضلا عن طلب الاتحاد الأوروبي من إدارة تويتر حظر المضمون الداعم للمقاومة الفلسطينية، مقابل غض الطرف عن المضمون الداعي إلى إبادة الشعب الفلسطيني والداعم للإرهاب الصهيوني. وقد تبارى المفكرون وأساتذة الجامعات والناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي في إظهار الحب والدعم لدولة الاحتلال، وكراهية الشعب الفلسطيني و«إرهابه»، أما عن التغطية المنحازة لوسائل الإعلام الغربية، فحدث ولا حرج. السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الغالبية: لماذا لا يرى الغرب الوقائع كما نراها، لماذا ينحاز الغرب انحيازا أعمى إلى دولة الاحتلال وسردياته؟ ما أسباب كيل الغرب بمكيالين أو ازدواجية معاييره؟ كيف يمكن لهؤلاء سواء كانوا سياسيين أو كتابا ومفكرين أو إعلاميين أو مواطنين عاديين، تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني اليومية الواضحة، والجرائم التي تقوم بها دولة الاحتلال على مدى 75 سنة التي يرتقى بعضها إلى جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي؟ ولا أزعم في هذا المقام أن كل الغرب منحاز، فهناك أصوات قليلة داخل المجتمعات الغربية أكثر موضوعية واحتراما لحقوق الإنسان، ودفاعا عن حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، ربما أكثر من بعض العرب والمسلمين. لا أدعي كذلك أن لديّ إجابة وحيدة مفسرة لظاهرة تحيز الغرب ضد قضايا العرب والمسلمين خاصة قضية فلسطين.

لهذا يكرهوننا

وكما أوضح الدكتور يحيى عبدالمبدي محمد، من أهم الأسباب المفسرة لظاهرة التحيز الغربي، جملة المفاهيم والقيم الكامنة في بنية المجتمعات الغربية وثقافتها في تحديد «الأنا» و«الآخر»، وفقا للتصور الاستشراقي المعروف. فمواطن دولة الاحتلال بالنسبة للغربي هو «الأنا»، جزء منه وامتداد له، والصورة الذهنية عنه أنه عادة أبيض البشرة، يحمل الملامح والصفات نفسها، يتكلم اللغة نفسها، يفكر بالمنطق نفسه، يعيش الحياة نفسها، يمارس القيم الديمقراطية ويفهمها. أما الفلسطيني، أو العربي أو المسلم فهو «الآخر»، داكن البشرة، عنيف، دموي، تقريبا حيوان (صرح بذلك وزير دفاع الكيان الصهيونى منذ أيام)، يعشق الاستبداد ويمارسه، لا يحترم حقوق الإنسان، ولا يمكن التعايش معه، وبالتالي يمثل «الآخر» الذي لا يرغبون في وجوده. ربما تكون عقد الذنب التي ترسخت في الضمير الغربي نتيجة اضطهاد الأوروبيين لليهود في بدايات القرن العشرين، وقد بلغت ذروتها مع الجرائم النازية الوحشية، والمشاهد المرعبة التي حرصت المقررات الدراسية في الغرب، وأفلام هوليوود على تسجيلها، ليصبح اليهودي في العقلية الغربية المعاصرة غير قابل للمس أو الانتقاد. ونحن نتفهم ذلك، فقد تعرض اليهود وغيرهم من الأقليات قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية إلى فظائع وجرائم يندى لها جبين الإنسانية، ولكن السؤال هنا: نحن العرب لم نقم بذلك، أنتم من قمتم بتلك الجرائم وشعوركم بتأنيب الضمير وعقدة الذنب لا تعني قبول جرائم دولة الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني فقط لأنهم يهود. ما لا يفهمه الغرب أو يتجاهلونه أن اليهود عاشوا بيننا قرونا عديدة دون اضطهاد أو تمييز، ولكن معظم العرب يعادون الاحتلال ودولة الاحتلال، وغالبا لا يفهمون معنى تعبير معاداة السامية، فهذه بضاعة الغرب وصناعته. السبب الثالث في رأيي يتمثل في وحدة وتشابه التاريخ، والتجربة الاستعمارية والإمبريالية، التي أتقنها الغرب ابتداء من إسبانيا والبرتغال، ثم هولندا وبلجيكا، ففرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا، تلك الدول التي ارتكبت أبشع الجرائم الإنسانية في دول افريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية خلال الحقبة الاستعمارية، ويضاف إليهم الولايات المتحدة بتاريخها الإمبريالي منذ الحرب العالمية. تشارك تلك الدول الغربية ودولة الاحتلال التجربة والخبرة والشعور بالتفوق والاستعلاء على الشعوب الضعيفة. دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبقية العالم الغربي، يعتبرون دولة الاحتلال امتدادا لهم ولتاريخهم الاستعماري، فضلا عن الأهمية الاستراتيجية لوجود هذا الكيان في خدمة الأجندات السياسية والاقتصادية الغربية في المنطقة.

خطر على الجميع

السياسة الأمريكية والغربية عمياء، لا ترى في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفق ما أخبرنا محمود الحصري في “المشهد” سوى الصهيونية التي تريد حمايتها، فعلى مدى عشرات السنوات، لم تر سياسة واشنطن (العمياء) ومعها الغرب، حجم الانتهاكات الإسرائيلية ضد أهل فلسطين، ولم يتحرك لها ساكن بشأن حجم الدمار، والثكلى واليتامى الذي سقطوا بصواريخها وقنابلها ومدافعها وطائراتها التي مدت إسرائيل بها. وعلى مدى سنوات قليلة مضت وقعت مئات الانتهاكات من قوات الاحتلال والمستوطنين تحت حماية رسمية للأراضي المقدسة، ولم نسمع موقفا من الغرب والأمريكيين يحذر من التمادي في هذه السياسة التي ستدفع يوما إلى الانفجار، والدخول في دائرة مليئة بالكرات الملتهبة، التي ستأكل الأخضر واليابس. إسرائيل ومن ورائها أمريكا ومن خلفها البعض من ذيول الغرب، يسعون من خلال محاولة تصدير القضية الفلسطينية إلى مصر والعرب إشعال عداء لا ينتهي مع الشعب المصري، وبعض من الشعوب العربية، فإسرائيل لا تدرك مدى أي خطوة في اتجاه تهجير إجباري جديد للشعب الفلسطيني، التي تدفع بالمنطقة لخطر لا يمكن التنبؤ بنهايته. ولا شك في أن السياسات الصهيونية المستمرة واستفزازات تل أبيب ضد الفلسطينيين وانتهاكات المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال للأراضي والأماكن المقدسة، تؤكد يوما بعد يوم أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بلا نهاية، فقد قدم شعب فلسطين كل جدية للسلام منذ اتفاقية أوسلو 1993، بينما إسرائيل تريد الأرض فقط وتطرد من عليها. ولا يمكن أن نستبعد أن استمرار السياسات الصهيونية هي النتيجة الطبيعية لما حدث يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتما ستكون إسرائيل واهمة أن خريطتها بضم القطاع والضفة وكل الأراضي الفلسطينية هي دولتها، فستبقى فلسطين لأهلها مهما كان الثمن. من الطبيعي أن تواجه قوى الاحتلال بالمقاومة، وهذه ظاهرة تاريخية، ومن حق الفلسطينيين أن يقاوموا، وحتما يأتي يوم ستجبر فيه المقاومة وقوى الاحتلال الإسرائيلي على الرضوخ للحقوق التاريخية في أرضهم، وهي امتداد لنضال فلسطيني طويل.

دون مقابل

وفق ما أوضح محمود الحصري، لم تدرك الولايات المتحدة حجم الخطر، في وقت تواصلت فيه الضغوط على دول عربية، منها السعودية بشكل خاص، من أجل تطبيع مع إسرائيل بلا ثمن، ولم يراع الرئيس بايدن كل ملفات القضية الفلسطينية، ويعلن أن دعم بلاده لإسرائيل “صلب كالصخر” و”راسخ” بعد الهجوم الذي شنّته حركة حماس. ومن بين غرائب وعجائب دول العالم التي تكشف الوجه القبيح للعالم، رئيس الوزراء البريطاني، أين كان هذا “الهندي البريطاني الخليط” المدعو ريشي سوناك، من العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين أرضا وبشرا، ليخرج الآن قائلا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن بلاده تقف إلى جانب إسرائيل على نحو لا لبس فيه، وإنّ لندن تعمل على ضمان أن يتحدث العالم بصوت واحد. أليست بلاده هي من زرعت الشيطان الصهيوني بوعد بلفور 1917، فليس ما يقوله اليوم غريبا عليه. في ظل القلق العربي الذي أخذ في الاتساع مع تدهور الأوضاع في غزة، خرج قادة الولايات المتّحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا في بيان مشترك معلنين دعم جهود إسرائيل للدفاع عن نفسها، مع استحياء للإشارة إلى “التطلّعات المشروعة للشعب الفلسطيني”، دون تفصيل لهذه التطلعات. ومن غرائب مشاهد (طوفان الأقصى)، موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وإعلان تضامنه مع إسرائيل، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط تساؤلات حول مدى تأثير حرب غزة على مسار معارك أوكرانيا وروسيا. وبدا أن هذا الموقف يعكس رئيسا مأزوما، وفي موقع المهزوم، خصوصا إذا ما تمعنا في موقف الرئيس الروسي بوتين، الذي أعلن وقوفه إلى جانب الحقوق الفلسطينية. حتما نحن في مرحلة مفصلية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، التي تتطلب لملمة الفصائل الفلسطينية، والوصول إلى تفاهمات لمواجهة متغيرات متنوعة، وبعضها فيها حالة من الخطر.

ما لم يقله بايدن

ما قاله بايدن في خطابه الأخير مهم، لكن الدكتورعمادعبد اللطيف في “الشروق”، يرى أن ما لم يقله هو الأكثر أهمية، بشأن جرائم الاحتلال في فلسطين. فهو لم يشر نهائيا إلى سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها إسرائيل في قصف غزة. ولم يندد باستهداف الطيران الإسرائيلي للمدارس، والمستشفيات، وعربات الإسعاف، والمساجد، ومنازل المدنيين. وفي حين استفاض بايدن في ذكر عدد القتلى الإسرائيليين، ووصف مشاعر عائلاتهم، وتقديم التعازى الحارة لهم، لم يذكر حرفا عن الضحايا المدنيين الفلسطينيين ممن قتلهم الاحتلال الإسرائيلي بالقصف دون سابق إنذار، حتى لحظة إلقاء خطابه، ولا مشاعر أسرهم وعائلاتهم. ما يقوله غياب الضحايا الفلسطينيين عن الخطاب كثير. نستبعد أولا أن بايدن لم يكن يعلم أن إسرائيل قتلت أكثر من 700 مدني فلسطيني، وجَرَحت أكثر من أربعة آلاف، منهم 140 طفلا قتلهم الاحتلال طوال الأيام الأربعة السابقة على خطابه. فمن غير المعقول أن يجهل الرئيس الأمريكي هذه المعلومات أو ينساها، إلا إذا كان هناك خلل خطير في ما يصله من معلومات، أو في ذاكرته. المنطقي، إذن، أن بايدن تعمد عدم الإشارة إلى الضحايا الفلسطينيين. وهو تعمُّد يُمكن تفسيره بأن بايدن تبنى الأفكار العنصرية الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، التي لا ترى الفلسطينيين «بشرا»، لهم حقوق البشر وإنسانيتهم. وهي أفكار أصبحت تشكل جزءا من الخطاب الرسمي لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، خلال السنوات الأخيرة. ولعل أصدق تعبير عنها هو تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، عن الحصار المتوقع على غزة، الذي قال فيه: «لن يكون هناك كهرباء ولا طعام ولا وقود، كل شيء سيكون مغلقا. نحن نحارب حيوانات بشرية». إن تجاهل بايدن لذكر الضحايا الفلسطينيين هو تصريح واضح عن أنه لا يتعامل مع الفلسطينيين على أنهم بشر متساوون مع غيرهم من البشر، وهذا هو المبدأ البسيط الذي تقوم عليه جميع حقوق الإنسان.
أساء لنفسه

النظرة العنصرية التي يدعمها خطاب بايدن تُوقع ضررا كبيرا بصورة أمريكا عامة وبصورة بايدن نفسه خصوصا، وفق ما يراه عماد عبد اللطيف فقد اعتادت الولايات المتحدة الترويج لسياساتها تحت ستار حقوق الإنسان والديمقراطية، وغيرها من الشعارات. ويمزق خطاب بايدن هذا الستار عن طريق تبنيه لتوجهات عنصرية في حق الفلسطينيين، بما يقوض أي مصداقية للخطاب السياسي بشأن القضية الفلسطينية. من ناحية أخرى فإن صورة بايدن العامة ستتضرر كثيرا في المستقبل بسبب هذا الخطاب، ويتوقع الكاتب أن يكون هذا الخطاب مادة ثرية للدارسين في تحليلهم للخطاب العنصري مستقبلا. الأمر الثاني الذي لم يذكره بايدن أن المعارك التي خاضتها المقاومة الفلسطينية وقعت في الأراضي المحتلة بعد 1967، وأن المستوطنات التي هاجمتها المقاومة هي مستوطنات غير شرعية، بنتها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة وفرضتها، رغم أنف المجتمع الدولي، ورغم أنف أمريكا نفسها التي نددت ــ على استحياء ــ أحيانا بتوسيع هذه المستوطنات. لم يشر بايدن إلى الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين على مدار سنوات قبل هذه الأحداث. لم يشر إلى الانتهاكات المستمرة للمسجد الأقصى وقتل المصلين فيه، أو الاعتقالات المستمرة للشباب الفلسطيني، الذين يبلغ عددهم أكثر من 5 آلاف معتقل. لم ينتقد بايدن ممارسات اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي ينادي قادته بـ«الموت للعرب»، ويصفون شعبا كاملا بأنهم «حيوانات بشرية»، ويتركون القرى العربية العزلاء مسرحا لجرائم المستوطنين، الذين يقتلون الفلسطينيين دون عقاب. ولم يذكر حرفا واحدا عن الحصار اللإنساني المفروض على غزة منذ عام 2007. يبدو خطاب بايدن مزيجا من خطاب رئيسين أمريكيين سابقين هما ريتشارد نيكسون وجورج دبليو بوش. فقد اعتاد نيكسون وصف الفلاحين الفيتناميين المقاومين للاحتلال الأمريكي لبلادهم بأنهم «إرهابيون»، «أشرار»، «أعداء الديمقراطية والعالم الحر». في حين كان يصف الجنود الأمريكيين الذين قصفوا القرى الفيتنامية العزلاء بالنابالم، وأبادوا قرى بأكملها بأنهم الأبطال المحررون المدافعون عن الإنسانية والحرية والديمقراطية وقيم العالم الحر. وبالمثل فإن بايدن لا يصف إسرائيل بأنها دولة احتلال تمارس فصلا عنصريا، بل بأنها واحة الديمقراطية. أما المقاومة الفلسطينية التي تستمد شرعيتها من القانون الدولي نفسه فيصفها بأنها «إرهاب شرير».

شكرا للقاتل

“استغرقتني سيرته ساعات طويلة، متأملا في تفاصيل تنتقل بي من حياة البشر إلى حياة أدنى من حياة الحيوانات، فالرجل يدعو إلى قتل الفلسطينيين كما لو كان يدعو أتباعه إلى تناول فطيرة تفاح صباحية طازجة في وجبة إفطار شهية، ودون وغز لضمير، يعتبر القتل والتدمير والحرق بطولات مجيدة سيؤجر الله فاعلها بالجنات”. تابع عصام كامل في “فيتو”: إيتمار بن جفير أو بن غفير كما يكتبها الشوام، واحد من غلاة التطرف ومارد الكراهية بلا منازع، يقتات أو يعيش حياته على الدعوة للقتل والتدمير والغصب، ولا يتوانى في الدعوة إلى طرد أصحاب الأرض والسيطرة على أراضيهم، وقد انتقل في تاريخه من معارض قميء إلى منصب وزير الأمن القومي الصهيوني. وكان انتقاله من خانة خطباء الكراهية إلى موقع تنفيذي مهم في حكومة لا تقل تطرفا عنه، يقودها واحد نظنه سيكون السبب الحقيقي وراء زوال الكيان الصهيوني وهو بنيامين نتنياهو.. كان لانتقال بن غفير إلى الموقع التنفيذي تداعيات تصورها البعض قاسية على شعبنا في فلسطين، وهو تصور خاطئ للغاية. قدم بن غفير أكبر خدمة لأبطال كتائب القسام في حربهم المجيدة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول العظيم، حيث كانت للرجل أياد بيضاء لصالح المقاومة التي نجحت في ما فشل فيه كل غلاة التطرف الصهيوني على مدار خمسة وسبعين عاما، هي عمر الاحتلال على أرضنا.

غارقون في الوهم

تساءل عصام كامل: كيف خدم بن غفير أولادنا في غزة؟ سنوات طويلة وبن غفير يقود أتباعه من حراس العنصرية المقيتة لمطاردة المصلين في الأقصى، ومحاولات اقتحامه في حراسة الجيش والشرطة الصهيونية، وقد غذى بما يفعله قطاعا غير قليل من الصهاينة الذين راقت لهم مطاردة النساء والأطفال والشيوخ والاعتداء عليهم. بعد سنوات من تلك الممارسات تحول نصف جيش الاحتلال، إلى حارس لبن غفير واتباعه في مطاردتهم للمصلين رجالا ونساء، وانشغل الجيش بالضفة الغربية، وانغمس فيها لمطاردة العزل والمصلين، وحماية الحركات المتطرفة بقيادة بن غفير، فكانت الفرصة السانحة والعظيمة لأبطال حماس وشبابها. المفاجأة التي أفقدت الكيان المحتل فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول العظيم بالإنزال جوا وبرا وبحرا، وصناعة واحدة من أعظم انتصاراتنا منذ بدء الاحتلال الصهيوني وإلى سنوات مقبلة، تمكن أبناؤنا من رجال المقاومة البواسل أن يسيطروا على الأرض والبشر ويحرروا غلاف غزة مما علق فيه من بقايا تطرف وكراهية وصنعوا معجزة ستظل ماردا مرعبا للكيان ومتطرفيه لعقود مقبلة. خدم بن غفير أبطال المقاومة بأن شغل جيش الاحتلال وشرطتها بمطاردة المصلين العزل والهجوم بين يوم وآخر على الضفة الغربية، فكانت الفرصة المواتية التي أقامت دولة العدل البطولية لساعات لن تنتهي صورتها الذهنية من قادة الكيان المحتل بمن فيهم بن غفير.. شكرا لكل متطرف صهيوني غارق في وهم السيطرة حتى لا يفيق إلا على طوفان الأمل.
نمر من ورق

نجحت ماكينة الدعاية الصهيونية في خداع الوعي الجمعى للعالم، سواء الرسمي أو الشعبي من خلال وسائل إعلامية واسعة الانتشار لا تكل ولا تمل من تكرار الأباطيل ونشر الأكاذيب عن واحة الديمقراطية في صحراء الاستبداد والتطرف، ولكن حقيقة الأمر، كما أشار محمد علي الهواري في “الوفد” هي محط كيان عنصري غاصب يبطش بشعب أعزل تحت مرأى ومسمع ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي يداهن وينافق الدولة العبرية المارقة التي تعتقد أنها أسقطت القضية الفلسطينية العادلة في غياهب النسيان، ولكن زلزال 7 أكتوبر/تشرين الأول أعادها إلى واجهة الاهتمام بعد عملية استثنائية بكل المقاييس العسكرية، حيث بدأ الطوفان الجارف بإطلاق ما يقارب 5000 صاروخ وقذيفة داخل العمق الإسرائيلي مع توغل تكتيكي واسع وجريء في وضح النهار جوا وبرا وبحرا في توقيت متزامن أسفر عن خسائر فادحة، فعدد القتلى والجرحى الهائل، وصل خلال يومين فقط إلى أكثر من 1200 قتيل و2600 جريح، وهذه الحصيلة مرشحة للزيادة بعد أن تهدأ العاصفة لكن تظل هي الأكبر منذ عقود. بالإضافة إلى عدد الأسرى غير المسبوق؛ 130 أسيرا، ما بين عسكري ومدني لا يعلم أحد أين يقبعون الآن وسوف يكونون عرضة للمساومة والتفاوض في صفقة كبرى مؤلمة لتل أبيب والمدهش عودة الغزاويين ببعض الغنائم من الآليات العسكرية وسيطرتهم على مستوطنات ومواقع عسكرية حيوية طيلة يومين في غيبوبة الجيش الذي لا يقهر، ما تسبب في صدمة نفسية للمجتمع والقيادة العسكرية التي قررت لأول مرة إعلان الحرب الشاملة على القطاع وقام الطيران الغاشم بشن غارات انتقامية حصدت المئات من الأبرياء المدنيين في القطاع البائس ودخلت إدارة بايدن برعونة على خط النار وتخلت عن حيادها المصطنع، وقررت إرسال قطع بحرية أمام سواحل غزة لدعم حليفتها المنهارة من هول الصدمة القاسية، ووضعت واشنطن إمكانياتها المادية والعسكرية والاستخباراتية تحت رهن إشارة حكومة نتنياهو الفاشية، التي تسيطر عليها ثلة من الحمقى يدفعهم غباء الانتقام الأعمى، الذي يسول لهم الوقوع في مستنقع الاجتياح البري الشامل لإعادة احتلال غزة، وهي خطوة غير مدروسة سوف تكون عواقبها كارثية على الجانبين، وبالتأكيد لن تحل الأزمة وستجر المنطقة المضطربة أصلا إلى أتون حرب إقليمية ستأكل الأخضر واليابس. هذه العملية المباغتة التي أذهلت كل الخبراء أظهرت هشاشة قدرات جيش الاحتلال، فهو نمر من ورق.

رابض على الحدود

سفيرة إسرائيل في مصر أميرة أورون خرجت لترد على ترهات توطين الفلسطينيين في سيناء: «ليس لدى إسرائيل أي نوايا في ما يتعلق بسيناء، ولم تطلب من الفلسطينيين الانتقال إلى هناك»، (حسبما نشرته السفارة الإسرائيلية على منصة «إكس»). تقول الحكمة التي استشهد بها حمدي رزق في “المصري اليوم”: سوء الظن من حسن الفِطَن، ولا نحسن الظن أبدا بالإسرائيليين، ومصر لا ترهن أمنها القومي بالنوايا الحسنة، ولا تتعاطى حسن النوايا، وعبدالودود رابض على الحدود، (أي متربص بأي حركة غدر على الحدود). مصر تقوم بالواجب وزيادة، والقيادة المصرية تبذل قصارى جهدها في محاولة حثيثة لتفكيك القبضة الإسرائيلية عن غزة، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الغذائية والطبية، وقوافل المساعدات المصرية على الحدود، تنتظر وقف إطلاق النار لساعات تكفل مرور المساعدات، ونقل الجرحى والمصابين. جهد إنساني طوعي، واجب عن طيب خاطر، مصر تبذل قصارى جهدها، وقيادتها وأجهزتها السيادية تصل الليل بالنهار لإيقاف آلة الحرب الجهنمية التي تصْلَي غزة نارا، وإنقاذ أطفال غزة من كابوس فظيع، تستنقذ الأرواح البريئة التي يضحى بها مَن لا يقدر الأثمان الباهظة لفتح أبواب الجحيم دون حساب المآلات. مصر تقف في وجه مخطط الإبادة الجماعية لشعب غزة، في ظهر الشعب الفلسطيني، المخطط كما هو معلوم محو شعب غزة من الوجود، وتسوية غزة بالأرض، مخطط الأرض المحروقة يهدد الوجود الفلسطيني، وهذا ما تخشاه مصر، وتقف صامدة كالطود الشامخ في عين العاصفة. شعب غزة في قلوبنا المفطورة على ضحاياه، وقبل التعزية نقدم الدعم، وقبل الدعم إنقاذ الأرواح، كل ذلك لا يروق لجماعة المرتزقة الإخوان، والمؤلفة قلوبهم من الممسوسين، ويتصايحون في منافيهم البعيدة على فتح الحدود.

عليها حارس

تابع حمدي رزق توقعاته: وكأن الهدف من إشعال الحرب في الأرض المحتلة فتح الحدود المصرية، وتفريغ شعب غزة في سيناء، وتدور أسطوانة التوطين المؤقت، والاستيعاب الاضطراري، وهكذا يفصحون عن نواياهم الخبيثة. علا اللي اختشوا ماتوا عرايا، بدلا من النصح بالصمود والرباط، والتشبث بالأرض، ينادون على المرابطين بالنزوح لإخلاء الأرض للمحتل يمارس فيها تهويدا، وبدلا من دعم المرابطين على الصمود ينصحونهم بالنزوح. أين ذهبت صيحات على القدس رايحين شهداء بالملايين؟ كفاكم مزايدة على قيادة مصر وشعبها، كفاكم متاجرة بالقضية على حساب المصلحة الوطنية، حدود مصر خارج المزاد المنصوب في الفسطاط الكبير. سيناء مصرية، ليست وطنا بديلا، سيناء أرض مصرية مقدسة يحميها خير أجناد الأرض، سيناء حُررت بالدماء، مزروعة بأرواح الشهداء، تحت كل شجرة روح شهيد كالديدبان تحمي الحياض. سيناء عليها حارس، محفوظة في عين السماء، وبواباتها محروسة بالسمر الشداد، اللي يقرّب يجرّب، والخطوط الحمر مرسومة، وخطوط الأمن القومي محفوظة، ومعلومة للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، والرئيس السيسي قالها بوضوح قطعي: «لن تقبل مصر تصفية القضية على حساب آخرين.. ولا تهاون ولا تفريط في الأمن القومي المصري»، والرسالة بعلم الوصول. سيناء عليها العين، والعين عليها حارس، وحارسها جيش عظيم، الجيش المصري، وفي رواية الحديث الشريف الجيش الغربي، ووصفا من حديث مَن لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وسلم، هم «خير أجناد الأرض لأنهم في رباط إلى يوم القيامة».

حرب موازية

من يرصد الحرب بين فلسطين وإسرائيل لا يمكنه تجاهل حرب من نوع آخر هي الحرب الإعلامية التي لها دور كبير مؤثر في الرأي العام المناصر أو المعارض للحرب، يتابع رفعت رشاد في “الوطن”، بعدما اشتعلت الحرب إنحاز الغرب إلى إسرائيل، فجيش إعلامه ضد الفلسطينيين وضد المقاومة في غزة، وصوّر للعالم ما أراد أن يصوره. هذا ليس جديدا فعندما حاربت روسيا أوكرانيا شحذ الغرب آلته الإعلامية ضد روسيا، لكن روسيا كدولة عظمى لم تتأثر كثيرا، بل ردت من خلال إعلامها وإعلام حلفائها على ما أردا الغرب تصويره ضد روسيا وتسويقه. منذ عقود طويلة كان الإعلام في الزمن الحديث والمعاصر جزءاً حيويا من الحروب وسلاحا ماضيا لا تغفله الجيوش، خاصة في الدول الكبيرة، ولنا عبرة في ما قاله نابليون: الجريدة أقوى من جيوش ومن أسلحة، ولذلك كان أول ما فعله خلال الحملة الفرنسية على مصر أن أصدر جريدتين باللغة الفرنسية كانتا أول صحيفتين في المنطقة العربية. صار الإعلام سلطة، صار قوة، صار مكونا للقناعات ومشكلا للذهنيات، يعيد تشكيل وصناعة الرأي العام ويدفع في اتجاه تبرير الحروب، ورسم خرائط جديدة وإجراء تحولات جذرية وفرض معطيات تغير الواقع. صارت الحروب على الشاشات لحظة بلحظة لكنها لحظات مرسومة ومعدة مسبقا للتلاعب بعقول البشر وأذهان الناس، تتلحف بتقنيات الإبهار والإقناع، وكان الغرب سباقا في ذلك فأقام إمبراطوريات إعلامية لغرض خدمة أهدافه الإمبريالية، ولتكريس مفاهيم يريد تمريرها، وينساق إليها المحليون ويرددونها فتصير أقرب إلى الواقع.

أشد فتكا

يحدث ذلك الذي تابعه رفعت رشاد في حرب الفلسطينيين وإسرائيل وتعمل الآلة العسكرية الإسرائيلية على تنفيذ ما تم تسويقه إعلاميا من قبل بخلق وفرض شرق أوسط جديد، بينما الإعلام العربي متلقٍ وليس خالقا أو فاعلا وهو ما ثبت في الحرب الدائرة حاليا. وقع الرأي العام الغربي ضحية ما سوقه وروجه إعلامهم عن وحشية الفلسطينيين وقتلهم الأطفال وقطع رؤوس الأسرى المدنيين. وهي الرسائل التي شاركت فيها قيادات الولايات المتحدة الأمريكية بقصد لتصوير الفلسطينيين، كما أرادوا سفاحين، وتلك طريقتهم دائما فقد صوروا زعماء في دول عديدة خاصة في عالمنا العربي على أنهم هتلر جديد، وهم يعلمون مدى كره شعوبهم لهتلر الذي حاربهم وهو مؤمن بقضايا ومصالح بلاده. كما وقع الرأي العام العربي بوسائله الإعلامية في فخ العبارات التي يكرسها الإعلام الغربي عن بلادنا ويرددها دون تمحيص. فنجد عبارات مثل ناشطون فلسطينيون.. عناصر جهادية، وكلمة جهاد هنا لها معان انتحارية في الذهن الغربي، وليس فدائيا أو مقاوما، ويطلقون أيضا.. حزب الله الشيعي.. قاصدين الذهن الجمعي للسنة وكأنه ليس عربيا.. حركة طالبان السنية.. أو الإرهابية.. إلى آخر ذلك مما ينساق وراؤه إعلامنا. من يراقب ويتابع نهج الإعلام الغربي بالنسبة لحرب غزة، يلاحظ أن هناك تعمدا لإرباك الرأي العام العربي والغربي بأحداث قد لا تكون وقعت وتوقع نتائجها التي ترغب إسرائيل في تكريسها وكيف أن هذا الإعلام يمهد لنتائج وقد أعلن نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل عن بعضها بقصد أو دونه، وكذلك ترويج صور قد لا تكون حقيقية، إنما قصد بها التأثير في اتجاه معين، واستخدام مهارات الإقناع للتأثير في المتلقين واستفزاز الرأي العام الغربي بمسائل حقوق الإنسان، ووحشية الفلسطينيين. وإيهام الغرب بأن القضاء على غزة وإبادة الفلسطينيين يعني تخليص الغرب والعالم من إرهابيين طالما هددوا المواطنين المسالمين في إسرائيل وفي بلادهم الغربية. إن السلاح الخشن لم يعد السلاح الوحيد في الحروب وإنما يبزه السلاح الناعم الذي يتسلل مؤثرا في العقول والقلوب والمشاعر لاكتساب تعاطف وتأييد شعوب متقدمة قادرة على تغيير سير المعارك ونتائج الحرب.

ليه يا صلاح؟

هناك هستيريا ووسواس قهري يومي من أهم أعراضه أو بالأصح عرضه الوحيد الملح، كما أطلعنا الدكتور خالد منتصر في “الوطن” أن يكتب محمد صلاح تويتة سياسية، أو بوست سياسي نستيقظ كل يوم على مندبة وعويل ولطم وصراخ، شتائم ولعنات لأنه لم يكتب سياسة، ويحتفل بالكريسماس ويتنزه مع أسرته ويداعب بناته، كيف يفعل هذا والاحتقان موجود يا صلاح؟ استنكارات يومية، ومطالبات بسحب لقب فخر العرب منه، وهتافات ضده ما هذه الهستيريا يا سادة؟ ولماذا اكتشفتم فجأة أن صلاح مطلوب منه أن يكون جيفارا، أظنكم قد خلطتم بينه وبين صلاح الدين الأيوبي يا جماعة صلاح لاعب كرة قدم مركز جدا في شغله، وهذا يكفيه ويكفينا لجعله نموذجا لشبابنا في مجتمع مثلنا، يسعى لتغيير مزاج الكسل وترسيخ ثقافة العمل، محمد صلاح قدوة في الإخلاص لمهمته التي خلق من أجلها، والسياسة ليست ملعبه ولا ساحته التي يجيد فيها، وهذا الخلط لن يفيده أو يفيدنا أو يفيد القضية، من يهاجمونه كارهون له منذ أول لحظة، لأنه جذب الشباب بعيدا عن نموذج اللاعب الإخواني أو المتعاطف، الكاره لنموذج الحداثة الغربي، وهذا قد سبب لهم جنونا وهستيريا، المهم أن صلاح لا يهتم بمثل هذا الهجوم وهذا أفضل ما يفعله نجم ذكي مثل صلاح.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية