القاهرة ـ “القدس العربي”: لم يعد بوسع عربي ولا مسلم الزعم بادعاء الشهامة أو البسالة والمشاهد تلاحقنا على مدار الساعة، من شمال غزة مسجلة عشرات المذابح التي تقام يوميا.. الشهامة لها شروط، كما أن البسالة لها سمات، إذ لا يليق ببني الإنسان ترك الغريب يتعرض للهلاك أمام أعينهم، فكيف الحال وأهل غزة يموتون أمام العالم، ولا يهب شقيق أو غريب لوضع حد لتلك المآسي، إنه العار الكوني الذي سيلاحق العالم.
استمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى صوت الفنانة آمال ماهر وهي تقدم أغنية “مصر.. شعب.. جيش”. جاء ذلك خلال حضور، الندوة التثقيفية رقم 40 للقوات المسلحة بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر/تشرين الأول المجيدة، بعنوان “نصر أكتوبر 73.. حكاية شعب”، في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية في القاهرة الجديدة، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والفريق أول عبدالمجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي وعدد من الوزراء وكبار رجال القوات المسلحة ورجال الدولة. وظهر أبطال حرب أكتوبر على منصة الحفل، وسط موجة تصفيق حارة من الحضور.
دخلت الأزمة بين قوات الدعم السريع والقاهرة حد منع وصول “البروتين” عقب تداول منشور عن قوات “حميدتي” ينص على حظر تصدير اللحوم بجميع أنواعها إلى مصر من “أغنام، وبقر، وضأن، وإبل”، ورد المتحدث الرسمي لوزارة التموين أحمد كمال، أن مصر قامت باستيراد اللحوم من عدة دول افريقية أخرى (جيبوتي ـ الصومال) بكميات أكبر من تلك المستوردة من السودان. وأوضح كمال، أن هناك أرصدة حاليا من اللحوم السودانية والجيبوتية تصل إلى 20 ألف رأس، ما يكفي احتياجات السوق المصري دون أي مشاكل. وأشار كمال إلى أنه يتم تصدير سلع للسودان، ساهمت في تحقيق الأمن الغذائي للمواطن السوداني عبر توريد كميات كبيرة من السلع الغذائية الأساسية (أرز ـ سكر ـ دقيق ـ زيوت)، رغم الأزمات الاقتصادية التي مرت بها مصر خلال الفترة الماضية.
وحول الملف الأخطر أبدى الدكتور جودة عبدالخالق وزير التضامن الأسبق اعتراضه على التحول من الدعم السلعي إلى النقدي. وشدد على أن الأول يعتبر سندا لمن يحصل عليه حتى إن كانت عليه مآخذ. وأشار إلى أن تجربة المواطن مع الأسعار وعدم القدرة على السيطرة عليها، جعلت المواطن يقلق من الدعم النقدي. وحذر الحكومة من الانحياز لمسار معين في قضية جماهيرية ترتبط بحياة المواطنين. وأجرى الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف أكبر حركة تنقلات في الوظائف القيادية في الديوان العام والمديريات الإقليمية، في إطار ضبط منظومة العمل القيادي في وزارة الأوقاف، والدفع بالعناصر الشبابية.
لم تخسر
بعد عام من طوفان الأقصى، هناك سؤال يتردد عن الخاسرين في هذه الحرب.. من الخطأ حسب فاروق جويدة في “الأهرام” أن يدعي البعض أن “حماس” غامرت وخسرت، وأن قيادات “حماس” تتحمل مسؤولية الضحايا والدمار. يكفي أن “حماس” حاربت جيش الاحتلال عاما كاملا وأوقعت خسائر ضخمة في صفوف الجيش الإسرائيلي.. ويكفي “حماس”، أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى ضمير العالم، حتى لو تجاهلت إسرائيل كل الإدانات الدولية.. لقد أثبت المقاتل الفلسطيني أنه قادر على مواجهة الطاغوت، وأن الشعب الإسرائيلي لأول مرة في تاريخه يفكر في الهروب.. لقد خسرت إسرائيل، ولكن الخاسر الأكبر هو أمريكا، التي بالغت في دعمها لإسرائيل ماليا وعسكريا وتكنولوجيا.. وكانت النتيجة أن أمريكا، بلد الحريات وحقوق الإنسان، كانت شريكا في دمار غزة وقتل أطفالها.. إن التاريخ لن يرحم دور أمريكا بكل جوانب الوحشية فيه، وحين يجيء وقت الحساب، وقد اقترب، فسوف تكتشف أمريكا أن حرب غزة شوهت تاريخها، وأنها سوف تدفع الثمن حين يثور المواطن الأمريكي دافع الضرائب على الدعم الأعمى الذي حصلت عليه إسرائيل.. ما زال المستقبل يحمل مفاجآت كثيرة، حين تتكشف الأدوار وتظهر الحقائق، وهناك أطراف أخرى سوف تجلس أمام محاكم التاريخ ليقول كلمته. لن تنجو عصابة تل أبيب من جرائمها الوحشية في حرب غزة، وسوف تدفع أمريكا ثمن تآمرها، وهناك أطراف أخرى سوف يأتي الدور عليها.. إن البعض يتصور أن الحرب قد انتهت، ونسى هؤلاء أننا أمام معركة وجود، وأن الشعوب الحية لا تفرط في أوطانها مهما كان الثمن غاليا، والشعب الفلسطيني أدرك انه لا بديل عن المقاومة، حتى لو تخلى العالم عنه.
العقاب أو الفوضى
مرة أخرى تستهدف إسرائيل عمدا بقذائفها قوات «اليونيفيل» لحفظ السلام في جنوب لبنان لتصيب عددا من جنود القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة وتهدم بعض المباني التابعة لها، ولتثير السؤال الذي سعى جلال عارف للإجابة عليه في “الأخبار”: إلى متى تبقى الدولة المارقة والخارجة على كل القوانين الدولية بعيدة عن العقاب؟ الإدانات الدولية على ما حدث تتابعت، ودول أوروبا الرئيسية «فرنسا وإيطاليا وإسبانيا»، التي يشارك جنودها في القوات الدولية شاركت في الإدانة وأبدت الغضب، والرئيس الفرنسي ماكرون أعاد طرح دعوته لإيقاف تصدير السلاح الذي تستخدمه إسرائيل في عملياتها العسكرية في فلسطين ولبنان.. أما الولايات المتحدة فلم يكن لديها إلا دعوة خجولة «ومخجلة» بألا تكرر إسرائيل هجماتها على القوة الدولية، ولو كان العدوان قد حدث من دولة أخرى غير حليفة وغير إسرائيل، لأقامت أمريكا الدنيا ولم تقعدها التعمد الإسرائيلي واضح، والهدف لا تخفيه، ومندوبها في الأمم المتحدة يقول لمجلس الأمن، إن الكيان الصهيوني يريد انسحاب القوات الدولية لمسافة خمسة كيلومترات من حدود لبنان. لا تريد الدولة المارقة شهودا على جرائمها، ولا عائقا أمام اجتياحها المتعثر للحدود اللبنانية واستهدافها. إقامة «منطقة عازلة»، كما تدعى، أو احتلال الجنوب والوصول إلى نهر الليطاني كما تخطط.. ومع ذلك يطمئننا متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن عملية الاجتياح البري لحدود لبنان ما زالت محدودة.. ومقبولة إسرائيل لا تريد فقط نسف القرار الدولي «1701» باستهداف قوة «اليونيفيل»، لكنها تريد نسف ما تبقى من دور للنظام الدولي في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. تريد إلغاء منظمة «الأونروا» لكي تلغي حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وتهين الأمم المتحدة والنظام الدولي حين تقرر أن الأمين العام غوتيريش هو شخص غير مرغوب فيه من الكيان الصهيوني « وهو وسام على صدره»، ولا تعبأ بقرارات دولية، وهى محتمية بأمريكا والسؤال الذي لم يعد ممكنا تأجيله: أين العقوبات الدولية؟ وهل تكون دعوة فرنسا «بلسان رئيسها»، لإيقاف تصدير السلاح الذي تستخدمه إسرائيل في عدوانها على فلسطين وغزة هو البداية لمعاقبة دولة الإرهاب المارقة قبل أن تنشر الفوضى في المنطقة والعالم؟ العالم كله لم يعد يقبل إرهاب الدولة ولا ما ترتكبه من جرائم. وحدها أمريكا ما زالت لا ترى فيما جرى بغزة أي إبادة جماعية، وما زالت ترى أن العدوان الهمجي على لبنان محدود ومقبول، وما زالت ترى أيضا أن النظام الدولي كله بخير.
جدول أعمال السفاح
قام نتنياهو بتوجيه كلمة استفزازٍ للإيرانيين بأنّه سيغيّر النظام في بلادهم. ما أجبر إيران على ردٍّ عسكري بقي مضبوطا، حسبما وصفه سمير العيطة في “الشروق”، ولكنّه فتح المجال لردٍّ إسرائيلي مقابل ولحربٍ أكبر. ثمّ استمرّ نتنياهو في نهجه، ووجّه كلمة أخرى استفزازيّة للبنانيين، يحرِّضهم فيها على الاقتتال الأهلي، كي يأتي «السلام الإسرائيلي» إلى لبنان من أجل أن يعيده هو أيضا جوهرة للمشرق، لم يأتِ الدور تجاه السوريين بعد، ولكنّ أجهزة إعلامه أدّت الرسالة بأنّ اغتيال نصرالله كان «انتقاما لهم». وبانتظار الرسالة للعراقيين واليمنيين بدورهم.. أعاد نتنياهو إلى الأذهان الأساطير القديمة، حيث جعل من نفسه بطلا أسطوريّا يقتل بلا رحمة البطل الأسطورى الآخر، ولكن جليات القوي هو الذي يهزم داود هذه المرّة. بتعبيرٍ آخر جعل من نفسه قيصرا يعمل كي يهيمن على بلاد الشام والرافدين وفارس، بعد أن أزال معنى فلسطين أرضا للفلسطينيين، وحيث لا أحد قادرٌ على ردعه. فهو أصلا قيصر الولايات المتحدة، التي «تلعنُ» هي أيضا من ينتقده أو يدين إبادته الجماعيّة، من جامعاتها وحتّى من المحاكم الدوليّة. ولكن ما شكل «السلام الإسرائيلي» الذي يريد أن يفرضه هذا القيصر؟ بداية وفي لبنان، يؤكّد واجب أن يتصارع السنّة والشيعة، والمسلمون والمسيحيّون، والموارنة بين بعضهم بعضا، واللبنانيّون مع اللاجئين السوريين، كي يأتى بجيوشه ليفرض، عبر الاحتلال أو الهيمنة بعد التدمير، رئيس جمهورية لم تقدِر انهيارات الدولة في ذلك البلد على تسميته. رئيس جمهوريّة يقبل بما يُمليه. وهو يريد للجيوش الأجنبيّة أن تعود للبنان كي تفرض بأوامره نزع السلاح من أبنائه، بعد أن يُفرِغ الجنوب من سكّانه ويُخضِع الجيش اللبناني بعد قتل أبنائه.
مهدي إيران
أعاد نتنياهو أكثر من 300 ألف لاجئ سوري إلى سوريا خلال بضعة أيّام، أي حوالي 20% من مجمل اللاجئين الذين بقوا يشكّلون عبئا على هذا البلد منذ عشرة أعوام، بالإضافة إلى أكثر من 100 ألف لبناني جدد. فقام بقصف المعبر الحدودي لإيقاف هذا التدفّق، رغم أنّه نحو بلدٍ منهكٍ أصلا منذ زمنٍ طويل بالعقوبات والفوضى. فقيصر، وهو الوصف الذي يخلعه سمير العيطة على نتنياهو ومن يساند مشروعه، لا يريدون أن تأتي أيّ مساعدات لسوريا الرسميّة. كما كثّف عمليّات قصفه داخل سوريا لتطال الأحياء السكنيّة والمنشآت، رغم الصمت المخزى لرأس السلطة القائمة رُعبا منه. وقصف أيضا مطار حميميم الروسي ليشير إلى أن روسيا المنشغِلة بأوكرانيا لم ولن تردَع هي أيضا قيصر العصر. ولا الصين كذلك، إذ أطلق النار في الوقت ذاته على القوّات الصينيّة التابعة للأمم المتحدة في لبنان، بين غيرها من القوّات الأممية (وبينها وحدات أوروبية كالقوة الإيرلندية). ولا ردّة فعل سوى الإدانة الخجولة. وانتشرت مشاهد لسوريين في الشمال السوري يفرحون لانتصار قيصر على خصمه. معيدا المشهد السوري إلى أتون وضغائن الحرب الأهليّة. وكأنّ هذا القيصر المتعطّش للهيمنة يأبه بهذا أو ذاك اللذين تصارعا في المنطقة. فقيصر هو قيصر. تخشاه أيضا تركيا، وتبدو وكأنّها فقط تطالب بحصّتها في «السلام الإسرائيلي»: دورٌ في غزّة… السنيّة، وهيمنة على شمال سوريا والعراق، وصولا إلى حلب والموصل. هذا في ظلّ مناخ تركي يتحدّث عن رغبة القيصر في تقسيم الأناضول، ومحاولة مصالحة «تاريخية» للحكم في تركيا مع حزب العمّال الكردستاني. وفي المقابل، ها هي مشاهد ابن شاه إيران السابق، الذي كان منسيّا في مهجره، تظهره وكأنه مهدي العصر الحديث المخلِّص الذي سيعيده نتنياهو إلى عرش أبيه. وكأن قيصر يريد لبلاد فارس شيئا آخر سوى شرذمتها هي أيضا في صراعاتٍ طائفيّة وقوميّة.
وجه الشبه
عقب منحها جائزة نوبل للسلام لهذا العام، وصفت منظمة «نيهون هيدانكيو» للناجين من القنبلة الذرية في مدينتي «هيروشيما» و«ناغازاكى» خلال الحرب العالمية الثانية الوضع في غزة بما حدث في اليابان قبل 80 عاما، ربما والكلام لأشرف عزب في “الوفد”، لاحظت تلك المنظمة ما لم تلاحظه الولايات المتحدة الأمريكية المجرم الأول في ما حدث، والشريك الحالي فيما يحدث الآن في غزة والأراضي العربية على يد نتنياهو وأتباعه، وعلينا من باب تفسير الماء بالماء، أن نوضح أوجه التشابه التي ترقى لدرجة التطابق بين الجريمتين، رغم مرور ثمانية عقود بينهما، ربما نحافظ على حياة عدد من أطفال فلسطين «الأيتام» ممن فقدوا عائلاتهم بالكامل كشهود عيان على تلك الجرائم في المستقبل البعيد. الوجه الأول الدمار والخراب وعدد القتلى، هي السمات الأبرز في الحالتين، فإذا كان عدد القتلى في «هيروشيما» و«ناجازاكى» يقترب من 100 ألف شخص، فإن هذا العدد يظل نسبيا بسبب المشاكل المتعلقة بتعداد السكان اليابانيين في زمن الحرب، ثم الرقابة الصارمة و«كتم الأصوات» والسرية التي فرضتها الولايات المتحدة على التأثير الإشعاعي، ومن قتلوا نتيجة التعرض لهذا الإشعاع الذري لاحقا، وهذا ما ينطبق على غزة ويتطابق معها، فرغم البيانات الرسمية التي تشير إلى أن عدد الضحايا تجاوز الأربعين ألف شهيد، فإن هناك مخاوف كما ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية من أن يصل عدد الضحايا إلى 186 ألف فلسطيني بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية التي سببتها الحرب.
النسخة نفسها
بعد إلقاء الولايات المتحدة القنبلة الذرية على هيروشيما، لقي أكثر من 90% من سكان وسط المدينة حتفهم، وحمل ألفا طفل لقب يتيم بعد أن قضت القنبلة على عائلاتهم بالكامل، وماتت كل أسر النازحين تقريبا، وتوضح شهادة «شوسو كاواموتو» أحد الناجين من «الهيباكوشا» وهم الأطفال الأيتام الناجين في هيروشيما، أن الطريقة الوحيدة التي تمكن بها الأطفال من البقاء على قيد الحياة هي كشط الطعام المتبقي في الأواني، ويؤكد «شوسو» أنه رأى العديد من الأطفال يموتون جوعا، وإن بعضهم مات والحجارة في أفواههم ويتساءل أشرف عزب، أليس هذا ما يحدث في غزة الآن، ثم أضف إليه وعليه، الإجرام والفجور المتزايد وغير المسبوق للكيان المحتل باستهداف موظفي ومقرات إغاثة اللاجئين «الأونروا» في فلسطين، وقصف قوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل» في جنوب لبنان. الإبادة المقصودة، صباح يوم السادس من أغسطس/آب 1945 الساعة الثامنة والربع و17 ثانية، أسقطت الولايات المتحدة القنبلة الأولى «الولد الصغير» وتزن 5 أطنان على «هيروشيما» التي يسكنها نحو نصف مليون نسمة، وفي صباح التاسع من أغسطس في الساعة الثامنة والنصف ألقت القنبلة الثانية «الرجل الثمين» على مدينة «ناغازاكي» التي يسكنها ربع مليون نسمة، المفارقة هنا الفارق الزمنى بين إلقاء القنبلتين، فلم تتراجع الولايات المتحدة عن الضربة الثانية، رغم الدمار الشامل الذي سببته الأولى وسجلته آلات التصوير التي رافقت الحدث، هذا الدمار الشامل والمتعمد هو انعكاس لما نشاهده في غزة الآن، فـ«بيبي» اليوم تلميذ لـ«بيبي» الأمس.. طريق الإجرام واحد. سلام «الراية البيضاء» قد يصلح في إنهاء حرب وليس في اغتصاب أرض وهذا الفارق الوحيد الذي وجدته بين الحالتين.
المقاومة بخير
نشرت وكالة رويترز خبرا مفاده أن المقاومة اللبنانية وافقت على فصل المسارين وأصبحت تقبل بوقف إطلاق النار في لبنان، دون ربط هذا المطلب بوقف العدوان على غزة. بعد ذلك والكلام لأسامة غريب في “المصري اليوم” تلقفت وسائل الإعلام الخبر ونشرته كالنار في الهشيم، وظلت تعيده في نشراتها بحسبانه دالا على انكسار المقاومة وتسليمها بما أرادته إسرائيل. لكن بعد خروج محمد عفيف، المتحدث الإعلامى باسم حزب الله، وبعد خطاب نعيم قاسم يتضح أن هذا الخبر كاذب تماما، وأنه من اختراع وكالة رويترز، التي تضع إمكانياتها وشرفها المهني تحت أمر بنيامين نتنياهو. ليست رويتر فقط وإنما “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” و”الغارديان” ومعظم الميديا الغربية تدير ماكينات الكذب بصورة وقحة لم تكن تفعلها أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما كان هتلر يجتاح أوروبا. وقتها كانت المهنية غالبة وكان الصحافي يشعر بأن شرفه على المحك وأن نظرة أطفاله إليه كشخص نزيه تعني الكثير. اليوم لم يعد للكود الأخلاقى وجود في الإعلام الغربى وانهار تماما على مذبح الحبيبة إسرائيل. يهلل الإعلام لأن مطار بيروت أصبح حاليا تحت سيطرة الجيش اللبناني، وبالتالى لا أسلحة ولا أموال يمكن أن تصل إلى حزب الله. بصرف النظر عن أن هذا الخبر لو صح فإنه يشين ولا يزين، فإنه ليس حقيقيا، والدليل هو الإفراج القسري الذي تم عن الجاسوس الإسرائيلي الذي سقط في أيدي أجهزة الأمن اللبنانية، وتم الإفراج عنه وترحيله. يمنعون لبنان من ترميم وتصليح طريق المصنع الواصل بين لبنان وسوريا، بعد أن دمرته إسرائيل. هذه هي السيادة التي يتحدثون عنها، والتى يريدون بسطها على كامل التراب اللبناني بعد نزع سلاح حزب الله. يتحدثون عن ضرورة انتشار الجيش اللبناني على الحدود وتوليه مهمة الدفاع عن الدولة، بدلا من حزب الله. لقد كانت إسرائيل تتندر دوما وتقول إنها في وجوده قادرة على احتلال لبنان باستخدام فرقة موسيقى الجيش. هذه الدعايات الكثيفة تخفي الحقيقة. ويجب أن لا ننسى أن إيران عرضت أن تقوم بتسليح الجيش اللبناني بالمجان، فانتفضت دول الغرب في هلع لأن تقوية الجيش اللبناني خط أحمر.
لصوص الفرح
“الشعب الفيسبوكي” كما يطلق عليه خالد ناجح في “الوطن”، لم يلتفت لهذه المشروعات العملاقة التي كلفت الدولة المصرية مليارات الجنيهات كما لم يعد يعبأ بنضال المصريين عبر التاريخ للتحرير، وأبرزها حرب العبور وسقوط الكثير من أبنائها شهداء، وكانت نتيجة استشهادهم مثل تلك اللحظات العظيمة التي تحدث ليس على أرض الفيروز وحدها، بل على كل (شبر) من أرض مصر. كان هم “شعب الفيسبوكي” كبابجي وحماته وأم محمد أخت حماته واستحوذت قصته على اهتمام هذا الشعب الذي يأكل كيلو اللحمة عنده بـ1200 جنيه. الكبابجي، المعروف مطعمه باسم “صبحي كابر” كما يقال، باع محلا بـ320 مليون جنيه، بعد أن تعرض للنصب ويمتلك فرعا في السعودية بحوالي 300 مليون جنيه ولديه مزرعة مواشي بحوالي مليار و800 مليون، وخرج يبكي أنه سيبدأ من الصفر. يقول الكاتب أمنيتي أن كل المصريين يمتلكون الصفر نفسه، الذي يملكه هذا الكبابجي الذي ضحك على “الشعب الفيسبوكي” وكثير من المواقع ووسائل الإعلام التي اهتمت بقضيته على اعتبار أن محل الكباب (أمن قومي) والتى جاءت في بعضها على حساب الاحتفال بالنصر العظيم. الكبابجي الذي «ركب التريند» على حساب الاحتفال، لا بد أن تقوم بجولة مصوَّرة على قطار سيناء وتنشرها على صفحاتك التي لم تسلمها للمالك الجديد، رغم أنك بعت المحل بالعلامة التجارية، حتى ترى العمل العظيم الذي «شوشت» عليه. على الكبابجي أن يُكفر عن خطيئته، وعن التشويش الذي أحدثه على احتفالات المصريين بانتصار أكتوبر/تشرين الأول، ويقترح عليه أن يقوم بإنتاج فيلم أو مسلسل وطني عن حرب أكتوبر من الصفر الذي يملكه إذا كان ما فعله بحسن نية.
“فويل وشوكولاته”
طلب الرئيس السيسي من كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والنقل أن يعرض بعض البيانات التي أراد أن يتحدث عنها بشأن سلع يتم استيرادها، بينما يمكن تصنيعها محليا. أظهر العرض كما أخبرنا رفعت رشاد في “الوطن” ضخامة المبالغ التي يتم إنفاقها لاستيراد سلع يمكن تصنيعها محليا بسهولة. هل من المنطقي أن نستورد “الفويل” أو ورق التغليف المعدني، هل هذه السلعة البسيطة تحتاج إلى إمكانيات أو تكنولوجيا متطورة؟ إذن لماذا نستوردها؟ لماذا نستورد الشوكولاته؟ كان لدينا شركات من قبل تصنع الشوكولاته وتغطي السوق المحلية واحتياجات المواطنين ولم يكن هناك شكوى منها، فلماذا يستولي رجال الأعمال على العملة الصعبة لاستيراد الفويل أو الشوكولاته؟ دعا الرئيس إلى تصنيع السيارات ودعوة الشركات العالمية للتصنيع محليا، ما يوفر مليارات الدولارات التي تنفق على استيراد السيارات، دون مبرر، فقد كانت لدينا شركة النصر التي كانت تغطي الاستهلاك المحلي بأسعار مناسبة، فهل من المعقول أن معظم السيارات يصل سعرها في المتوسط إلى مليون جنيه؟ وزارة الصناعة عليها دور مهم للغاية في هذا المجال، فكل ما يمكن تصنيعه، يجب أن يتم تصنيعه محليا وإلغاء استيراده من الخارج. إذا استوردنا القاطرات لأن تصنيعها محليا يتطلب تكنولوجيا متطورة، فإن تصنيع السيارات ليس بمعضلة، مصر تتمتع بإمكانات كافية لتصنيع مجموعة متنوعة من السلع التي يتم استيرادها حاليا، بدءا من المنتجات الغذائية وحتى الأجهزة الكهربائية. يعكس حديث الرئيس السيسي عن التصنيع رؤية استراتيجية تستهدف تقليل الاعتماد على الأسواق الأجنبية. فهذه السلع، التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات يمكن تصنيعها محليا باستخدام الموارد المحلية والتكنولوجيا المتاحة. هناك قطاعات كبيرة من المواطنين ينظرون إلى التصنيع المحلي بشكل إيجابي، على اعتبار أنه يعزز من مفهوم الاكتفاء الذاتي، ويقلل من الاعتماد على الاستيراد. يشعر الكثيرون بالفخر عندما يرون منتجات وطنية تحمل علامة “صنع في مصر”، حيث يرى البعض أنها تعكس قدرة البلاد على الابتكار والإنتاج. هذه المشاعر الوطنية قد تدفعهم لتجربة السلع المصنعة محليا وإعطائها فرصة، مع الأمل في تحسين جودتها على مرّ الزمن.
وهم أرض الأحلام
بعد عشرين عاما من الحلم والسعي قال صديق مصطفى عبيد في “الوفد” المهاجر إلى بلاد العم سام “عشت وهما”. لا أمريكا يوتوبيا ذهبية، ولا أوروبا أرض ميعاد، ولا مكان على الأرض يصلح حلما مثاليا للعيش. في كل مكان ثمة أوجاع. قال لي صديقي “أشعر بأنني سأموت وحيدا. لن يودعني محبون. سينظر البعض لجنازتي دون عطف، ولن يكترث أحد بأن روحا من هذا العالم فارقت نحو عالم آخر». ما سمعته، سمعته من كثيرين غيره، لكن سمعت أيضا عكسه. أنا ابن جيل كفر بالحدود، وسئم من الشعارات الرنانة، شبابا تمردنا على كل قديم، موروث، شعارات مقولبة، خاصة تلك الكلمات المغرقة في المثالية اللفظية التي وصلتنا من عهد جمال عبدالناصر. كبرنا على انطفاء حلم القومية العربية بغزو صدام حسين المفزع لديار جيرانه تحت جنح الظلام، وشببنا على صراعات الهوية العبثية في بلاد لم تقدر العلوم والفنون كما ينبغي. آمنا بأن الألق بعيد، والتحقق لن يكون سوى خارج الخريطة العربية المحفوظة. لسنوات طويلة كنت أكتب أبيات الشافعي الشهيرة على دفاتري كدليل سير «سافر تجد عوضا عمن تفارقه/ وانصب فإن جميل العيش في النصبِ: إنى رأيت وقوف الماء يفسده/ إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطبِ». كانت عيناي متعلقتين بالآخرين، كتبا، أدبا، صحافة، فكرا. ألغي الحواجز، وأعادي نظرية المؤامرة، وانفتح على الخارج بكل طاقة. كُنت هناك، وأنا هنا، لكنني لم أهاجر ولا أدري حتى الآن السبب، لكنني في النهاية سعيد وراضٍ تماما.
شاي الحنين
كان حلم الهجرة وما زال حلما شائعا لدى الشباب في جيلي والأجيال التالية، لأن اتساع القبح، كما قال مصطفى عبيد حول الجميع، يدفع المرء دوما إلى أن يظن أن ما لم يعشه بالضرورة أفضل مما عاشه، فيسعى ويخطط ويرسم تصوراته، ويحاول المرة تلو المرة، حتى يدرك مناله. صاحبت عشرات حلموا بعيش كريم في بلاد الغرب، تلك الدول المتقدمة، حيث الحياة أكثر رخاء، والدخول أعلى، والنظم أكرم، والضجيج أقل، والحقوق أقسط، لكنهم هم أيضا تألموا بعدما بلغوا مرادهم فقرروا العودة في خريف العمر، أو حلموا بها، مقررين أن شيئا ما ينقصهم. وعلى الجانب الآخر فثمة مَن خطفتهم المنافى، وتغربوا، وانعجنوا بطين الأرض الأخرى، فصارت أوطانهم، لكن الأمر نسبي. يبدو اللغز محيرا، وتختلف صيغته من إنسان لآخر، كما تختلف الأجوبة. كتب المفكر المصري المهاجر إيهاب حسن (1925-2015) في سيرته المعنونة «الخروج من مصر» أنه كان يرى كابوسا مفزعا بعد هجرته يتمثل في إجباره على العودة لمصر بالقوة. لكن المفكر الفلسطيني المهاجر إدوارد سعيد (1935-2003) كتب أيضا في سيرته، أنه كان يشعر دوما بعد وصوله إلى أمريكا أنه ليس في مكانه. ويبدو أن الشاعر العظيم أبا العتاهية وصلته بعض هذه الحيرة، فكتب يوما بيت شعر جميلا يقول «طلبت المستقر بكل أرضٍ.. فلم أجد لي بأرض مستقرا». هل تبدو الهجرة باب أمل؟ بالقطع لا. اختتم مقالى مستمعا لأغنية لأحمد الحجار تقول “يعني إيه كلمة وطن؟ يعني أرض حدود. مكان. ولا حالة م الشجن؟ ولا إيه ولا إيه ولا إيه؟ شاى الحنين على قهوة ف الظاهر هناك. نسمة عصارى السيدة ودير الملاك”. انتهى عبيد إلى أن الوطن حب الناس أولا. أينما وجدوا وعاشوا وماتوا.
هواجس حميدتي
يقال إن راكب الإبل يميل طبعه للسكون والأناة، من إيقاع مشية الجمل وصبره، وقالت العرب أن طبع الدابة ينسحب لطبع صاحبها مع الوقت. ظلت تلوح هذه الأفكار وتحوم برأس أحمد الدريني في “المصري اليوم” وهو يشاهد خطاب محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الذي خرج قبل أيام في قرابة 35 دقيقة، يتهم فيه الطيران المصري بدك قواته في “جبل موية”. فحميدتي، تاجر جمال، تطور مع مجموعة من رفاقه إلى حام للقوافل من اللصوص، ثم إلى ميليشي سمين، يسيطر على طرق التجارة بين السودان وتشاد، وأحيانا المتجهة من السودان إلى مصر. إلى أن انخرط في بنية نظام البشير قائدا لما سمى قوات الدعم السريع، التي كانت جزءا من التشكيلات المسلحة العديدة التي يتوازن نظام عمر البشير بها ويدير التنافسات بينها لمصلحته. وكان حميدتي بقواته جزءا من مآس ومجازر عدة منذ عام 2010 كأول تأريخ يمكن الاستيثاق فيه من ظهور الميليشي الشاب بقواته للعلن. يحمل «حميدتي» رتبة «فريق»، وهو بالأساس لم يتم تعليمه الأساسي، فيما يذكرك رغما عنك بشخصية «الجنرال» في رواية ماركيز الأولى «ليس لدى الكولونيل من يكاتبه»، الذي كان يعتز في رسائله العبثية الكثيرة بأن رتبته رتبة ثورية حصل عليها ضمن سياق ثورى فيما اجتاح البلاد من أحداث جسام، لا عبر مسار وظيفي بيروقراطي، ترقى خلاله داخل الجيش. لكن المسألة ليست بهذا التبسيط الذي يغري بالوقوف عنده والاكتفاء به، والذي قد ينتهي بنا لتشخيص أوجه عبثية الشخصية التي نعاينها، عبر تلسين ثقيل الوطأة، أو حتى سخرية خفيفة الظل. فخلف هذا الميليشي عقول منشقة تفكر وتدبر، في السياسة والقانون والعسكرية والإعلام، ولربما بكفاءة تفوق نظيرتها لدى الحكومة السودانية ذاتها.
ضلالات بلا أساس
فى الحديث الأخير لـ«حميدتي» اتهم القوات الجوية المصرية بدك أتباعه في «جبل موية»، تجرد الرجل وفقا لأحمد الدريني، من كل هذه العقول التي تشتري البذلات الفاخرة لتاجر الجمال وقائد العصابة الصحراوية، وتنازل عن كل اللغة الرسمية لفصيله، التي تتحدث بالقانون الدولي وبالمصطلحات السياسية البراقة، ليرتد لطبيعته وسجيته الأولى بلا ماكياج. فقد تكلم الرجل بلغته الأصلية التي هي مزيج من العظات الدينية البسيطة والحكايا المرسلة والاتهامات والتلسينات المندفعة، وبارتباك بادٍ للجميع. لم يتمترس خلف الكلمات المكتوبة بعناية، التي كان يلاقي صعوبة في نطقها وقراءتها باللغة العربية الفصحى، ليبدو كرجل دولة كما أراد داعموه، بل تخلى الرجل عن كل هذه الرطانة وتحدث كـ«حميدتي» الذي يدير ميليشيا تسيطر عليها عائلته وتشغل فيها مناصب قيادية، يتحكم من خلالها بالملف المالي والتفاوضي والتسليحي، عبر شقيقه «القوني حمدان دقلو»، وينثر بقية أفراد عائلته في بنية التنظيم. تحدث حميدتي كتاجر جمال له تأملات بدائية يعتقد أنها خلاصة الحكمة المقطرة، ممزوجة بتصورات دينية تشبه أحاديث الأرياف في الليالي المقمرة، مدفوعة بسجية بسيطة وخيالات عن الذات وعن أخلاقياتها الرفيعة مقابل تجبر الخصوم. وفق المراقبين، بدا محمد حمدان دقلو مضطربا مرتبكا في هذا الخطاب، مضطرا للاصطدام مع القوى الأكبر والأكثر قابلية للحسم «مصر»، ومعترفا ببداية انكساره. ووفقا لما يبدو لي ترابطا روائيا بين البدايات والخواتيم، فإن تاجر الجمال في داخله يستنهض خوفه القديم من انتقام «الإبل».. وهو يدرك في أعماقه أن «الجمل» يصبر ولا يترك حقه.
الفساد له ناسه
لا ينكر أحدٌ الجهود التي تقوم بها هيئة الرقابة الإدارية، وكل الجهات الرقابية والقضائية، لمواجهة الفساد، وكم رأينا على حد رأي الدكتور محمد حسن البنا في “الأخبار” من قضايا خطيرة في وزارات خدمية، يحاكم المتهمون فيها أمام منصات القضاء، لعل من أبرزها قضايا الفساد في وزارة التموين، التي حكم في بعضها بحبس كبار المسؤولين، وما زالت أمام المحاكم قضايا أخرى، ومؤخرا أعلن المستشار عبد الراضي صديق رئيس هيئة النيابة الإدارية قرار إحالة تسعة من العاملين السابقين والحاليين في وزارة التضامن الاجتماعي، ومديرية التضامن الاجتماعي في القاهرة للمحاكمة التأديبية لمستوى الإدارة العليا، قائمة الاتهام شملت خمسة من القيادات السابقة في الوزارة، وأربعة من موظفي ديوان عام محافظة القاهرة ووزارة التضامن الاجتماعي، ووجه لهم تهما تتعلق بالمخالفات الجسيمة في عملية استلام قطع الأثاث الموردة لعددٍ من الوحدات السكنية في بعض المشروعات الكبرى، التي أعدتها الدولة لسكان المناطق العشوائية والخطرة. وأعلنت النيابة العامة أن محكمة الاستئناف بدأت محاكمة المتهمين بسرقة 1179 جهاز حاسوب لوحي «تابلت» مملوكة لوزارة التربية والتعليم، من مخزن التطوير التكنولوجي في المدينة التعليمية في مدينة السادس من أكتوبر، إذن نحن أمام إجراءات جادة لمواجهة مَن تسول له نفسه الإضرار بالمسؤولية الموكلة إليه مهما كان وضعه، نحن أمام إجراءات رادعة لمن يتقاعس عن أداء مهام وظيفته. نحن أمام مَن يرتكب أي مخالفات لأحكام القانون، نحن بالمرصاد لمن يهمل في عمل الدراسات اللازمة لأي تعاقدات، ومَن يتقاعس عن إعداد دراسة تقييمية تسعيرية عادلة للمهمات المطلوبة، أو عدم تحري الدقة في فحص واستلام الأصناف الموردة، نحن إذن أمام توصية مهمة للنيابة الإدارية بأهمية خضوع التعاقدات المتعلقة بحقوق المواطنين الأكثر احتياجا لمزيد من أعمال الرقابة والمتابعة لما لها من انعكاس مباشر على الأمن الاجتماعي، وتوفير سُبل الحياة الكريمة للمواطن، وهو ما تقوم به الدولة بكامل أجهزتها كأحد الأهداف الأساسية الكبرى للاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.