بايدن يضعضع الشرق الأوسط وإنجازات نتنياهو وترامب

حجم الخط
0

جزء من المنظومة السياسية – العسكرية التي بناها نتنياهو وترامب في السنوات الأخيرة يكمن تحت الهجوم. صحيح أن الضاغط على الزناد حوثي من اليمن (مثلما حدث في رشقة الصواريخ التي أطلقت على شرف الرئيس هرتسوغ في بداية زيارة الإمارات) أو إيراني، أو لبناني، أو متطوع داعشي، لكن الخصم الأساس الذي يقوض المنظومة هو إدارة بايدن التي تبنت سياسة مصالحة في كل الجبهات. لم يعد هذا يذكر بالحرب الباردة الأولى التي انتهت قبل أكثر من 30 سنة؛ إنما بدأ يذكر بنهاية الثلاثينيات مع تشمبرلين.

في جبهتنا، “البايدنيون” – برئاسة وزير الخارجية بلينكن – حرروا الحوثيين من قائمة منظمات الإرهاب؛ والسعودية هو الرجل الشرير في المنطقة؛ أما إيران – قاتلة الشعوب – فهدف لمغازلة يائسة. إسرائيل-نتنياهو كانت المعزز للوجود الأمريكي في المنطقة، والآن تحاول صيانة المنظومة التي تقوضها إدارة بايدن.    

خير أن انتُخب إسحق هرتسوغ رئيساً. فمسبقاً، كان واضحاً أنه ينبغي أن يكون شخصية رائدة في السياسة الخارجية لإسرائيل. عندما يدخل رئيس الوزراء بينيت في دوامة، وينثر يئير لبيد الوعود، فخير أن يعتلي بوجي الفتى – مع العم المحبوب والأب، وميخال مع طلته الكاملة – المنصة الصحيحة ليأخذ الكرة.

زيارة رئاسية تبث للإمارات أن إسرائيل مصممة على حلف على شواطئ الخليج الفارسي. بات من الصعب أن نتذكر أنه بعد أسبوع من تشكيل الحكومة الحالية، لا توجد زيارة رسمية لمحفل إسرائيلي للإمارات. فنزعة المصالحة الأمريكية، التي فتحت الطريق لحصار عدواني روسي على أوكرانيا، تخلق أيضاً توتراً في الشرق الأوسط. ومثل قصور في موقف إزاء الحوثيين، رفع الأمريكيون معارضتهم لقرض من صندوق النقد الدولي بمبلغ خمسة مليارات دولار لإيران. هكذا أيضاً في السنة الماضية، رفع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن العقوبات التي فرضتها الإدارات السابقة، أوباما وترامب، على أنبوب الغاز “نورد – ستريم 2″، وعن مديره الألماني ماتياس فيرنيك. تعد هذه الخطوات لدى زعماء مثل بوتين أو خامينئي ورئيسي، كدعوة لمطالبات أخرى، مرفقة بمظاهر العدوان.

الفترة التي تفتقد فيها الولايات المتحدة التركيز على مركزي توتر في وقت واحد، ترفع احتمال الاشتعال في الشرق الأوسط. مع ذلك، ينبغي الانتباه بأنه رغم أحاديث عن تحسين العلاقات مع مصر، فالزيارات الرئاسية أو الدبلوماسية النشطة للقاهرة بعيدة عن التحقق. كما يعد هرتسوغ عنوان مغازلات الرئيس التركي أردوغان. وهو لقاء مرغوب فيه، ولكن لا حاجة للركض إليه؛ ولعله من المجدي إعطاء اليونانيين والقبارصة قبل ذلك التعزيز إياه الذي تمنحه إسرائيل للإمارات.

بقلمأمنون لورد

 إسرائيل اليوم 1/2/2022

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية