الدوحة – “القدس العربي”: مع بدء العد التنازلي لانطلاق بطولة العالم لألعاب القوى 2019 التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، من 27 سبتمبر/أيلول إلى 6 أكتوبر/تشرين الاول المقبلين، تتواصل آخر التحضيرات لنسخة البطولة السابعة عشرة باللجنة المحلية المنظمة للبطولة، التي تؤكد جاهزيتها التامة لاستضافة هذا الحدث العالمي الرياضي على استاد “خليفة الدولي” المونديالي الذي يتمتع بنظام التبريد المتطور والمستدام، كما تؤكد اللجنة أيضا على وجود خيارات عدة للتذاكر تسمح للمشجعين بمشاهدة منافسات البطولة بطرق جديدة ومبتكرة.
وكان موقع إقامة بطولة العالم لألعاب القوى 2019 في نسختها السابعة عشرة تقرر في العاصمة القطرية الدوحة، بعدما تم اختيارها من أصل ثلاث دول قدمت ملفات ترشيحها بداية من مدينة برشلونة في إسبانيا وصولا إلى مدينة يوجين الواقعة في ولاية أوريغون في الولايات المتحدة، بالإضافة لمدينة الدوحة التي اختيرت بتاريخ 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 في الاجتماع الذي انعقد في مدينة موناكو. وساهم الحضور الجماهيري الكبير، والأداء القوى من أبطال وبطلات العالم، بالإضافة لتحطيم العديد من الأرقام القياسية في العديد من السباقات والمسابقات، أن تخرج النسخة العاشرة من جولة الدوحة للدوري الماسي لألعاب القوى بصورة مميزة أثبتت بها العاصمة القطرية جاهزيتها التامة لاستضافة بطولة العالم 2019 نهاية سبتمبر والتي تقام في ضيافة استاد “خليفة” الدولي لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط.
أول ماراثون في منتصف الليل
ومن المقرر أن تشهد البطولة أول سباق ماراثون يقام في منتصف الليل على طول كورنيش الدوحة الخلاب، وكذلك أول سباق تتابع مختلط 4/400 متر لزيادة متعة التشجيع والوصول إلى أكبر عدد من الجمهور حول العالم. ويسعى الجميع في اللجنة المنظمة إلى بذل أقصى الجهود، والكل في الدوحة من مختلف شرائح المجتمع ومن شتى المجالات والجنسيات والخبرات، يعمل كفريق واحد لتنظيم نسخة استثنائية من بطولة العالم لألعاب القوى. وتتربع قطر على الصدارة في مجال تنظيم البطولات الرياضية الكبرى وفقا لأعلى المعايير، ومن أجل الحدث المقبل يشارك عشرات الآلاف من الأفراد من المتطوعين والشركاء والرعاة ومختلف الأفراد، كل في تخصصه، لتكون قطر على أتم الاستعداد لاستقبال عالم ألعاب القوى خلال البطولة الأكبر في العالم.
الصقر “فلاح” تميمة البطولة
لا أحد يريد تفويت الحدث، فالجميع متحمس له، والكل حريص على التقاط صور شخصية (سيلفي) مع “فلاح”، شخصية البطولة الذي اكتسب شعبية المشاهير ومحبة الصغار والكبار الذين التقطوا معه أكثر من 10,000 صورة سيلفي خلال زياراته لأبرز معالم قطر، ومقاهيها ومجمعاتها التجارية ومخيماتها الصيفية، وستحرص الجماهير القادمة من مختلف أنحاء العالم على أخذ صور السيلفي مع أبطالها من الرياضيين في استاد “خليفة” الدولي. وأشار الحساب الرسمي للبطولة عبر “تويتر”، إلى أن الصقر: “هو أفضل صديق لأنه مخلص وشجاع”. وقال رئيس الاتحاد القطري لألعاب القوى دحلان الحمد إن “الصقر بالنسبة إلينا في قطر وكل الدول العربية، يعني الكثير، فهو يمثل السرعة والرؤية، ويمثل تصيد الهدف ليكون في المقدمة”. وتسلط اللجنة المحلية المنظمة للبطولة الضوء على قصص بعض من أبرز الشخصيات التي تعمل على مدار الساعة لضمان تنظيم حدث رياضي على أعلى مستوى، بدءا من توجيهات الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة للبطولة ورئيس اللجنة الأولمبية القطرية، الذي قال في تغريدة على “تويتر”: “يعمل الجميع في قطر وبتعاون جميع قطاعات الدولة لتنظيم بطولة استثنائية، ونحن جاهزون بإذن الله لاستضافة العالم في بطولة العالم لألعاب القوى… أهلاً وسهلاً بالجميع في دوحة الجميع”. مرورا أيضا بكبير المسؤولين الطبيين الذي عمل في العديد من البطولات الكبرى حول العالم، الدكتور خوان ألونسو المتحمس جدا للبطولة، والذي قال: “مهمتي الطبية كبيرة في هده البطولة وهي الأفضل والأكبر على الإطلاق التي أشارك فيها”. وتقول المهندسة الميكانيكية وأحد أفراد فريق الاستاد ميلورين ميلانيس، التي قدمت من الفلبين إلى قطر قبل ثلاث سنوات: “تنظيم بطولة بهذا الحجم في قطر مسؤولية كبيرة، ولدينا فريق متكامل من المتخصصين في مختلف المجالات يعملون في الاستاد”.
مشاركة 2000 رياضي
وبينما يحرص المسؤولون عن إدارة العمليات والتشغيل على ضمان إجراءات سلسة للـ2000 رياضي المشاركين في البطولة، وتوفير البيئة الأمثل لأداء أفضل، يحرص قادة المجتمعات بدورهم على أن تكون نسخة هذا العام مميزة واستثنائية أمثال جون أوشي نغوروغوي من كينيا الذي يعمل مديرا للصحة والسلامة في قطر منذ عشر سنوات، حيث عبر عن حماسه لتقديم الدعم للبطولة بقوله: “أعشق الرياضة مثلي مثل باقي الكينيين. لدينا تاريخ عريق من الإنجازات في ألعاب القوى ونتوقع نتائج مبهرة من رياضيي منتخبنا في هذه البطولة، وسنكون هناك لدعمهم وتشجيعهم. أنا قائد الجالية الكينية هنا لذا أمثل صوت الجالية في دعم تنظيم البطولة وضمان حضور جميع الكينيين إليها”. ومن المتوقع أن يشهد استاد “خليفة” أجواء مفعمة بالحماس والطاقة الإيجابية بوجود الجماهير المشجعة من مختلف الجنسيات، وستحظى الجماهير بالتعرف على مختلف الثقافات قبيل دخولها الاستاد، حيث ستستقبلها قرية ألعاب القوى خارج الاستاد الذي عبر مديره علي حسن المنصوري، عن إعجابه بمدى التطور الذي وصل إليه منذ أن بدأ العمل به قبل 30 سنة بقوله: “ستكون البطولة الحدث الرياضي الأكبر الذي يستضيفه الاستاد، ونحن متحمسون جدا للبطولة وننتظرها بفارغ الصبر، سعيد جدا برؤية مدى التقدم الرياضي الذي وصلت إليه قطر”. وستنبض قرية ألعاب القوى العالمية بمختلف الأنشطة والعروض الترفيهية الحية، كما ستتضمن أكشاكا للأطعمة والمشروبات من مختلف بلدان العالم، حيث ستفتح في الفترة المسائية طوال مدة البطولة، لتقدم للجماهير والمشجعين رحلة تثقيفية ترفيهية بامتياز.
من جانب آخر، تتكاتف جهود شركاء البطولة والجهات الراعية والجهات الأخرى كالمدارس، للترويج للبطولة والتعريف بها أكثر من خلال تنظيم الأنشطة والفعاليات المختلفة كتلك التي تقوم بها شركة اتصالات “أوريدو” في محالها التجارية، والمبادرات التي تقدمها الخطوط الجوية القطرية لتشجع الحضور الجماهيري. وبالنسبة لموزة خالد المهندي، مديرة المسؤولية المجتمعية والرعاة والإعلام في “أوريدو” فإن “استضافة بطولة العالم لألعاب القوى هنا في الدوحة شرف كبير لنا، ومشاركتنا لهذا الحدث الرياضي المهم حلم تحقق على أرض الواقع، متحمسة لتنظيم بطولة تعكس قدرة قطر في تنظيم بطولات رياضية تخلد في الذاكرة، قطر بلد مضياف ومرحب بالجميع، ويسعدنا أن نري العالم ما أنجزناه في دولتنا الجميلة”. وتستفيد شريحة كبيرة من المقيمين بالمزايا والفرص التي توفرها ميزة العيش في قطر، أمثال ليز ماكولغان، الرياضية السابقة وصاحبة الميدالية الذهبية في بطولة العالم في طوكيو، حيث تتمتع بمكانة مرموقة على الصعيد الرياضي في قطر بفضل نادي الدوحة لألعاب القوى، الذي أسسته بهدف تطوير المواهب الواعدة من مختلف الأعمار، وتديره بمشاركة زوجها، وهي تعمل حاليا على تدريب ابنتها إيليش، وعن تجربتها تقول: “أحب الأطفال الذين أدربهم وقابلت العديد من الأفراد المميزين من مختلف الجنسيات في قطر منذ قدومي إليها قبل ست سنوات. تملك الدوحة مجموعة من أحدث المنشآت الرياضية على مستوى العالم، وأحب التراث والتاريخ العريقين اللذين تتمتع بهما قطر”.
منافسات في الفترة المسائية فقط
أما بالنسبة لجدول المنافسات، فسيتخذ شكلا جديدا في هذه النسخة، حيث ستقام في الفترة المسائية فقط، بدلا من الفترتين الصباحية والمسائية، ما سيتيح الفرصة للضيوف والصحفيين والمشجعين المتوقع توافدهم إلى البطولة للتعرف على تاريخ وثقافة قطر، وهما جانبان مهمان للطيار القطري خالد عيسى الحمادي الذي سيشارك في الرحلات الجوية التي ستحمل المشجعين إلى الدوحة في سبتمبر المقبل: “كطيار، أكثر ما أحبه في قطر هو أنني أستطيع مشاهدة مدى التقدم الذي وصلت إليه البلاد في فترة قصيرة جدا من أعلى وأنا أحلق في السماء، لكنها ما زالت تحافظ على أصالتها وتاريخها وتقاليدها، فهناك العديد من المباني الجديدة التي تعكس ثقافتنا وتراثنا، ولم يؤثر هذا التطور الكبير على قيمنا، فما زالت عراقة الضيافة متأصلة فينا والتي يلحظها كل من يأتي إلى قطر”. ولضمان أجواء مرحبة ومريحة للجميع من حول العالم، تتواصل اللجنة المحلية المنظمة مع أكثر من 100 ألف فرد من مختلف شرائح المجتمع، بدءا من المدارس وصولا إلى الشركاء، لتنظيم الفعاليات والأنشطة التفاعلية لدعم البطولة التي تتوافر تذاكرها حاليا بأسعار تبدأ من 60 ريالاً قطريا فقط (16.4 دولار).
وتشجع الشيخة أسماء آل ثاني، مديرة التسويق والاتصال باللجنة المحلية المنظمة، الجماهير على حضور البطولة كونها تعتبرها “أكبر حدث رياضي على الإطلاق سيقام في المنطقة”، حيث قالت: “أحث الجميع على حضور فعاليات البطولة حتى لا تفوتهم المنافسات والأجواء الرائعة. لقد شارك العديد من الأفراد من مختلف أنحاء الدولة بجهودهم للإعداد لهذه المناسبة، ويمكن مشاهدة ذلك ضمن حملة العد التنازلي على الحدث الذي سيجمع عالم ألعاب القوى في قطر. وبغض النظر عن البلد الذي تنتمي إليه، فهناك ما يربطك بثقافتك وبقطر، ويمكن لكل واحد فينا أن يساهم في تعريف العالم بما يمكن أن تقدمه قطر”. فيما يقول مسؤول منطقة التدريب ناصر إبراهيم شهبيك: “الرياضيون سيتمتعون بأفضل مرافق التدريب في البطولة، والكل مستعد لاستقبال أبطال العالم في الدوحة”، مضيفا: “أنا متحمس كثيرا وكل شيء جاهز للرياضيين والمشجعين وأنا متأكد أن الجميع سيحب المكان هنا”.