بدعوته إرسال قوات غربية لأوكرانيا.. هل كرر ماكرون الخطأ مع حماس أم كشف عن مخطط غربي ضد روسيا؟

حسين مجدوبي
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

شكل تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإرسال قوات غربية الى أوكرانيا مفاجأة للجميع، بين التساؤل هل ارتكب خطأ في التقدير كما فعل مع مقترح تشكيل ائتلاف دولي ضد حماس أم كشف عن قرار مستقبلي للحلف الأطلسي.

وجاء تصريح ماكرون الاثنين الماضي خلال احتضان قمة لدعم أوكرانيا، حيث لم يستبعد إرسال قوات عسكرية غربية الى هذا البلد الذي يتحارب مع روسيا منذ فبراير 2022. وأبرز “نحن مقتنعون بأن هزيمة روسيا ضرورية للأمن والاستقرار في أوروبا… فروسيا تبدي موقفا أكثر عدوانية ليس فقط في أوكرانيا بل بشكل عام… رغم عدم وجود “إجماع” بشأن إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا فإنه لا ينبغي استبعاد أي شيء. سنفعل كل ما يلزم لضمان عدم تمكن روسيا من الفوز في هذه الحرب”. وكشف عن نقطة رئيسية وهي أن معظم الدول الأوروبية التي شاركت في قمة الاثنين لديها توجس من هجوم روسي عليها.

وشكلت تصريحات الرئيس الفرنسي مفاجأة من العيار الثقيل لا سيما وأن باريس ومنذ اندلاع الحرب كانت ضمن الدول التي تحفظت على دعم عتاد عسكري لأوكرانيا، كما راهنت على المفاوضات السياسية لإنهاء النزاع بدل الحرب أمام قوة عسكرية ضخمة مثل روسيا. كما أن هذه التصريحات مفاجأة بحكم أنه لا يمكن إرسال قوات الحلف الأطلسي الى دولة لا تعتبر عضوا فيه. ثم إنه من شأن أي مغامرة مثل هذه، وفق المحللة الجيوسياسية الفرنسية كارولين غالكتروس في تصريحات “لراديو سود” الثلاثاء “أن تدفع موسكو الى استعمال السلاح النووي التكتيكي”، متسائلة “هل يعرف ماكرون العقيدة النووية الروسية”.

وسارعت عدد من الدول الى نفي إرسال قوات عسكرية الى أوكرانيا منها الولايات المتحدة وبولندا والمانيا، كما كان رد روسيا قاسيا على المقترح الفرنسي. ويمكن فهم تصريحات الرئيس الفرنسي استنادا الى عاملين، وهما:

في المقام الأول، قد تكون تصريحات ماكرون هي لسياسي يغيب عنه أحيانا ما هو جوهري في العلاقات الدولية، فقد سبق خلال أكتوبر الماضي بعد “طوفان الأقصى” أن طالب بائتلاف دولي ضد حركة حماس على شاكلة الائتلاف الدولي ضد داعش. وهو ما خلف استنكارا حتى من طرف كبار موظفي الخارجية الفرنسية.

في المقام الثاني، قد يكون ماكرون قد كشف بدون انتباه أي فلتة لسان عن مشروع عسكري مستقبلي، بحكم أن الغرب أصبح يدرك انهيار أوكرانيا عسكريا ومؤسساتيا كما ذهب إلى ذلك المحلل السياسي المعروف باسكال بونيفاس. ومن شأن هذا الوضع أن يسمح للجيش الروسي التقدم بسهولة نحو العاصمة كييف، علما أنه حاصر كييف خلال الشهور الأولى للحرب وانسحب اعتقادا منه بتوقيع اتفاقية سلام، وتبين أن أوكرانيا خضعت لضغط الغرب للتملص من مفاوضات تركيا. وعليه، يريد الحلف الأطلسي إرسال قوات إلى أوكرانيا لمراقبة الحدود وممارسة الردع ضد روسيا حتى لا تتقدم.

وارتباطا بهذه النقطة، لا يمكن فصل تصريحات ماكرون عن الاستعدادات والإجراءات العسكرية الكثيرة التي تشهدها القارة الأوروبية من تنسيق بين الجيوش ومناورات حربية والتحذير المستمر من حرب وشيكة مع الجيش الروسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية