تونس – «القدس العربي»: دعت البرلمانية التونسية فاطمة المسدّي إلى “مراجعة العلاقات” مع الدول التي لم تهنئ الرئيس قيس سعيد على إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، في وقت دعا فيه عدد من السياسيين إلى الإفراج عن المرشح السابق العياشي زمال الذي يواجه أحكاماً عدة بالسجن.
ودونت المسدي على صفحتها في موقع فيسبوك: “شكراً لكل الدول التي قامت بتهنئة لرئيس الجمهورية المنتخب، وأما الدول التي لم تقم بتهنئة الشعب التونسي فيجب علينا أن نراجع علاقاتنا معها. فمن لا يحترم إرادة شعبنا لا نحترمه”.
وكتب مهدي عبد الجواد، العضو في حملة المرشح السابق العياشي زمال: “العياشي زمال كان مرشحاً جدّياً ومنح جزءاً مهماً من الناخبين التونسيين فرصة الاختيار، ومثّل نموذجاً لقصة نجاح شاب تونسي في تونس، ولم يستفد من “ماكينات” انتخابية ولم يكن له حلفاء من القوى السياسية التقليدية، وإن كل ما قيل حوله هي مجرد افتراءات داخلة في التنافس الانتخابي. وبقدر ما استفاد من إيقافه وسجنه في التعريف باسمه وجعله مشهوراً ومعلوماً، فإنه تضرّر أكثر من سجنه، فلم يتعرف الناس على الشخص ولا على كفاءته ولا على مهاراته القيادية ولا حتى على برنامجه الانتخابي، هذا فضلاً على تأثر حملته بغيابه”.
ودعا عبد الجواد، في بيان على فيسبوك، إلى “إطلاق سراح عياشي زمال فوراً، فلم يعد لحكاية التزكيات من معنى، لأنه رغم سجنه وتشويهه حصل على ثقة 200 ألف تونسي تقريباً. ولا معنى لثلاثين مواطناً تراجعوا في تزكيته يعلم الله في أي إطار كان ذلك”، معتبراً أنه “القوة المعارضة الوحيدة في تونس التي لها شرعيتان: شرعية الانتخابات؛ فهو ثاني قوة أو ثاني شخصية لها نسبة محترمة من القبول لدى التونسيين. وشرعية النضال؛ فهو لم يجبُن ولم يخف، بل كان شجاعاً وصمد ودافع عن حقه المواطني في الترشح وعن حق التونسيين في الاختيار”.
وأضاف: “إطلاق سراح عياشي زمال وباقي فريق حملته مسألة أخلاقية قبل أن تكون سياسية أو قضائية، فهو قبل بشروط اللعبة -على علاتها- ورضي بها ودافع على حقه في تونس وواجه بشرف ونزاهة في تونس، وكان مؤمناً بكون الانتخابات تظل الطريقة المثلى لإدارة الصراع حول السلطة وكون السياسة هي خدمة الصالح العام”.
وتابع بقوله: “زمال رجل صالح، وشاب خلوق وناجح، ومسيرته المهنية والسياسية نموذج يجب تشجيعه وتعميمه، لا الزج به في السجون والتنكيل به. ومازلت أعتقد أن العياشي له دور وطني كبير يمكنه القيام به، وهو بديل سياسي جديد عقلاني وعملي وغير ملوث بعلل السياسيين ولا مثقل بأوهامهم، ويمكن للعياشي أن يكون القاطرة التي تدفع كفاءات تونسية للانخراط في العمل السياسي والاهتمام المباشر بالصالح العام”.
وكتب النائب السابق لزهر الضيفي: “خلافاً لما يعتقده البعض، العياشي زمال، مهما كان حجمه السياسي والاجتماعي، سيبقى سابقة أولى في البلاد في المسار السياسي والقضائي للانتخابات الرئاسية”.
ودون المحامي والناشط السياسي عبد الواحد اليحياوي: “العياشي زمال لم يكن يوماً مناضلاً ولا بطلاً، ولكن ترشحه للرئاسة ودخوله المأساوي للسجن جعله بطلاً مؤقتاً في نظر بعض من تعاطف معه، وقد تماهى هو مع هذا الدور معتقداً أن ذلك فقط يمكن أن ينقذه من الحبس”.
وأضاف: “بعد نهاية الانتخابات وخيبة الآمال، عاد إلى الرجل وعيه بمصيره القاسي الجديد، وإن أولويته القادمة هي الخلاص الفردي والخروج من السجن. من حق الرجل أن يفعل كل ما يستطيع للخروج من القبر المسمى السجن. لا يعرف قسوة السجن إلا من جرب بطء الزمن فيه مثل الحية الجريحة. فرج الله كربته وكربة كل المساجين، على غرار غازي الشواشي وعصام الشابي وجوهر بن مبارك والعجمي الوريمي، وكل سجناء السياسة”.