برلين ـ «القدس العربي»: بعد انتهاك قوانين التجمع في ألمانيا، منعت بلدية نويكولن في العاصمة الألمانية برلين مسجد دار السلام من رفع الأذان من السماعات الخارجية من المسجد. ووفقاً لمجلة «فوكوس» الألمانية، فقد احتشد أكثر من 300 شخص لدى رفع الأذان من مسجد دار السلام في برلين، ما استدعى تدخل الشرطة. ومنعاً لتطور الموضوع، لغت السلطات السماح برفع الأذان بعد أن سمحت به ضمن مبادرة خاصة.
وكانت السلطات قد سمحت برفع الأذان وقرع أجراس الكنيسة ضمن مبادرة من مسجد دار السلام في برلين التابع للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، وكنيسة الجليل. وفي إطار إفشاء الأمن الروحي في هذه الظرفية الحساسة التي تمر بها العاصمة الألمانية برلين التي أغلقت فيها دور العبادة بسبب انتشار وباء كورونا، رخصت السلطات المعنية ابتداء من الجمعة الثالث من أبريل/نيسان برفع الأذان عبر مكبرات الصوت بمسجد دار السلام، ودق الناقوس بكنيسة الجليل، مساء كل يوم بالإضافة إلى ظهر يوم الجمعة. يشار إلى أن رفع الأذان مسموح في ألمانيا عادة داخل المساجد فقط وليس ضمن السماعات الخارجية.
ووفقاً للمجلة الألمانية، فقد تجمع أشخاص للصلاة يوم الجمعة بعد سماع رفع الأذان، ما استدعى تدخل الشرطة، وبمساعدة من لجنة المسجد تم تفريق الناس هناك. وكان نائب عمدة منطقة نويكولن، فالكو ليكيه، قد هاجم هذه المبادرة معتبراً أن المسجد مراقب من قبل لجنة حماية الدستور (الاستخبارات الألمانية) ودعا إلى تعليقها.
المسجد نشر على صفحته على موقع «فيسبوك» أنه سيتم حتى إشعارٍ آخر تعليق رفع الأذان في مسجد دار السلام، وذلك تحمّلاً للمسؤولية الدينية والقانونية والأخلاقية والتزاماً بقانون الوباء المفروض حالياً الذي يمنع التجمع لأكثر من شخصين.
وتابع البيان أن إدارة المسجد لا يمكن أن تتحمل تبعات تجمهر الناس أمام المسجد ومخالفتهم للإجراءات والتدابير التي أقرّتها السلطات وما يمكن أن ينجرّ عنه من مخاطر صحية محدقة في ظلّ تفشي عدوى جائحة كورونا.
وحث البيان المسلمين في برلين الانضباط في تطبيق توجهات الحكومة في هذا المجال، على أمل رفع الأذان من جديد في القريب العاجل.
وتحظر سلطات المدينة كافة الدعوات لأداء صلوات عامة، وتنتهج في ذلك توجهاً حاسماً خوفاً من أن تسفر تلك التجمعات عن انتشار فيروس كورونا.
وفي السياق ذاته، رفعت الكنيسة الكاثوليكية «سانت فيليب نيري» قضية ضد الحكومة الولائية ببرلين لدى المحكمة الإدارية المحلية ضد الحظر المفروض على المؤسسات الدينية جراء الوقاية من تفشي وباء كورونا.
واعتبر القسيس كيرالد كوشي، أن قرار الحكومة الولائية غير عادل، مؤكداً أنه إذا كانت محلات بيع المواد الغذائية مسموح لها أن تفتح من أجل تأمين الغداء المادي، فإن دور العبادة هي الأخرى عليها أن تفتح لتأمين الغذاء الروحي.
وأكد القسيس كوشي أنه يتعهد بأن لا يتجاوز الحضور في طقوس كنيسته 50 مشاركاً، وأنه سيضمن أن يحافظ الحضور عن الابتعاد مسافة 1.5 متر بعضهم عن بعض داخل الكنيسة، بالإضافة إلى ضمانه جمع، وحفظ أسماء، وعناوين، وأرقام هواتف جميع الزوار.
وأكد متحدث باسم المحكمة الإدارية في برلين تسلم ملف القضية، ويحتمل أن يتم البت فيها وسط الأسبوع المقبل.