برلين ـ “القدس العربي “: قال المستشار الألماني أولاف شولتس الخميس إن العقوبات الغربية ستضمن أن تدفع روسيا “الثمن غاليا” بسبب هجومها على أوكرانيا، وتوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارتكب “خطأ فادحا”.

وأضاف شولتس في تصريحات للصحافيين في برلين “بوتين يجلب العناء والدمار لجيرانه المباشرين، إنه ينتهك سيادة وحدود أوكرانيا”. واعتبر المستشار الألماني في خطاب أن هذا اليوم هو يوم مروع لأوكرانيا، ويوم أسود لأوروبا”. مشيرا إلى أنه لا يوجد ما يبرر ” حرب بوتين”.وأشار إلى أن ألمانيا والحلفاء الدوليين سوف يتفقون على فرض المزيد  من العقوبات الصارمة على روسيا اليوم.وقال ” الهدف من العقوبات هو أن توضح للقيادة الروسية: أنهم يدفعون ثمنا مريرا مقابل هذا العدوان”. وأضاف “إنها حرب بوتين”.

وسينعقد البرلمان الألماني يوم الأحد القادم في جلسة خاصة من أجل مناقشة تطورات الوضع الحربي في أوكرانيا، وانعكاسها على ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى المجاورة. وستعزز برلين تدابيرها الدفاعية في مواجهة احتمال التعرض لهجمات إلكترونية روسية. وتعرّضت ألمانيا في السنوات الأخيرة لهجمات إلكترونية عديدة نُسبت إلى روسيا.

كما أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر الخميس أن بلادها مستعدة لتقديم “دعم كبير” لجيرانها ولاسيما بولندا، في حال حصل تدفق لاجئين فارين من الغزو الروسي لأوكرانيا. 

وقالت الوزيرة الألمانية في بيان “نتابع عن كثب احتمال حصول تحرّكات لاجئين نحو الدول المجاورة لنا”. وأضافت “ندعم الدول المعنية بشكل كبير، ولاسيما جارتنا بولندا، في حال حصلت تحركات كبيرة للاجئين”.

وأعلنت بولندا التي تشترك بحدود طويلة مع أوكرانيا ويعيش فيها نحو 1,5 مليون أوكراني، عن دعمها لجارتها الشرقية ورغبتها في المساعدة. ويتمّ درس منذ أسابيع خطط الطوارئ لمواجهة أزمة إنسانية محتملة.

وأعربت سلوفاكيا ورومانيا اللتان لديهما أيضًا حدود مشتركة مع أوكرانيا، عن استعدادهما لاستقبال لاجئين محتملين.

وأطلق بوتين الخميس هجومًا على أوكرانيا فشنّ ضربات جوية ودخلت قوات برية من كل الجوانب إلى الأراضي الأوكرانية، وتحدثت كييف بعد ساعات فقط عن حصيلة أولية بلغت نحو 50 قتيلًا، بينهم عشرة مدنيين. وأثار الهجوم غضب المجتمع الدولي مع عقد اجتماعات طارئة في دول غربية عدة وقمة لحلف شمال الأطلسي وكذلك للاتحاد الأوروبي.

مجلة دير شبيغل الألمانية رأت أن خطاب بوتين وإن حمل رائحة الحرب بيد أنه لم يستطع أن يبرر للشعب الروسي ولا للعالم سبب هذه الحرب وما هي مبرراتها. وقالت المجلة: الخميس الساعة 6 صباحًا بتوقيت موسكو ، سيتحدث فلاديمير بوتين إلى الأمة. إنه في الواقع إعلان حرب على أوكرانيا، لكنه غير منتظم ومربك، حتى بعد الدقيقة الـ 25 ، لا تفهم تمامًا السبب الحقيقي لـ “العملية العسكرية الخاصة” ، كما يسميها بوتين, فالهجوم في طبيعته المراهقة، يذكرنا الخطاب بخطاب بوتين يوم الاثنين ، والذي أعلن فيه الاعتراف بـ “جمهوريات الشعب” في دونباس الذي أعلنه الانفصاليون الموالون لموسكو . ويبدو أن بوتين يجلس مرتديًا نفس الملابس على نفس المكتب. في الواقع، تشير البيانات الوصفية للفيديو إلى أن إعلان بوتين للحرب مضى عليه 3 أيام وأنه سُجل يوم الاثنين. وتنبأت المجلة بأن صدام الدول الأوروبية والغرب مع روسيا أصبح مؤكدا وأن هذا الأمر بات قريبا ولا مفر منه، وأوضحت شبيغل: يبدوا أن الصدام المستقبلي مع روسيا  أصبح أمرا لا مفر منه. هذا هو السبب في أن روسيا تطالب بحق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.والأهداف التي يسميها بوتين واسعة بشكل مثير للدهشة. هم أيضا يذهبون أبعد من دونباس. ويتحدث بوتين عن “نزع السلاح” و “نزع السلاح” و “الملاحقة القضائية لأولئك الذين ارتكبوا جرائم عديدة ودموية ضد السكان المسالمين، بمن فيهم المواطنون الروس”. تبدو هذه خطة لا يمكن تحقيقها بدون استسلام كامل من قبل أوكرانيا، بحسب قول شبيغل. 

من ناحيتها تساءلت صحيفة بيلد الألمانية عن سبب عدم احتواء قائمة العقوبات الأوروبية على اسم الرئيس الروسي بوريس يلتسين، وقلت الصحيفة الألمانية أعلن الاتحاد الأوروبي،أنه سيتم فرض عقوبات على 27 فردًا وكيانًا يهددون وحدة أراضي أوكرانيا.هناك أيضًا خطط لوضع 351 عضوًا في البرلمان الروسي على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الذين صوتوا للاعتراف بجمهوريات لوغانسك ودونيتسك الشعبية في شرق أوكرانيا. لكن: “السيد بوتين ليس مدرجًا في قائمة الخاضعين للعقوبات” وهو ما أكده مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ، جوزيب بوريل (74). وقالت الصحيفة إن بوتين يكذب على أوروبا والعالم وهو يقتل المدنيين في أوروبا، بالرغم من أن وزارة الدفاع الروسية صرحت حرفياً أن: “القوات المسلحة الروسية لا يوجد خطر على السكان المدنيين وأن المدنيون بأمان.”