«برلين.. نهاية العشرينيات السوداء»: ديستوبيا عربية عن أوروبا

حجم الخط
0

صدرت عن دار التنوير في بيروت رواية «برلين.. نهاية العشرينيات السوداء» للكاتب محمد سامي الكيال، وهي أولى روايات الكاتب السوري العامل في مجال الصحافة الثقافية والسياسية، وصاحب المقال الأسبوعي في جريدة «القدس العربي».
يبني الكيال صورة متخيلة لمدينة برلين في نهاية عقدنا الحالي، الذي يسميه «العشرينيات السوداء» متخذاً مما يُعرف في الإعلام الألماني بـ»العشائر العربية» أي الجماعات من أصول عربية، المتهمة بالسيطرة على عالم الجريمة المنظمة، مدخلاً لمعالجة قضايا متعددة: الهجرة والتعددية الثقافية والقانون والصراعات الدائرة للسيطرة على المجال الحضري في المدن العالمية.
يتنقّل الكاتب بين أساليب سردية متعددة ومتنوّعة، مستلهماً صنعة الحكواتي، لغة التقارير الصحافية، حبكات القصص البوليسية، والإحالات إلى الكتاب المقدس، ليرسم صورة ديستوبية عن أوروبا، التي تسعى لأن تصبح «عالمية» دون أن تقبل التخلي عن عقلانيتها الصارمة، وأنظمتها القانونية والبيروقراطية الجامدة، التي صيغت في عصر آخر.
تبحث الشخصيات الكثيرة في الرواية عن معنى ما لمفهوم «الحقيقة» وسط تعدد المنظورات، والصراع العرقي والطائفي والسياسي الطاحن، الذي أثاره غياب البطل الأساسي للرواية، محمود الأسود، أو Mamo Der Schwarze، كما سُمي في الصحافة الألمانية، والذي سيطر على العالم السفلي للمدينة، وسعى إلى مد نفوذه إلى عدة ميادين، سياسياً عبر حزب اسمه «حزب الشعب الجديد»؛ وثقافياً، من خلال شراكته مع الكاتبة والأديبة الألمانية هانا كروناور.
«يخرج الجميع دون نصر أو هزيمة، وتبقى برلين شاهداً على كل ما حدث» كما تؤكد كلمة الغلاف الأخير للرواية، التي يبدو أنها تحاول أن تقدم سرداً عربياً عن أوروبا، بعد قرون من تراكم السرد الأوروبي عن «الشرق» والعالم العربي.
وبعيداً عن الإحالات السياسية والفلسفية للرواية، تسعى لتقديم حكاية ملحمية متماسكة، ودراسة لصيقة للشخصيات، في سعيها ومعاناتها ضمن مدينة لا ترحم، تزداد الحياة فيها صعوبة.
تقع الرواية في حوالي 280 صفحة، وستصير متوافرة بالتدريج في الدول العربية، والمكتبات العربية في أوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية