لندن – “القدس العربي”: قال الممثل الأمريكي الخاص لإيران بريان هوك إن روسيا وسوريا ستنتفعان من انسحاب إيراني من الأراضي السورية. وفي مقابلة مع مجلة “فورين بوليسي” قال هوك إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ترى أن هناك محفزات لخروج إيران من الحملة العسكرية التي تكلفها مليارات الدولارات في سوريا في وقت باتت فيه تعاني من آثار فيروس كورونا.
وقال إن إدارة ترامب شاهدت “نزوحا تكتيكيا” للقوات الإيرانية من سوريا التي قدمت فيها الجماعات التي تدعمها إيران الدعم لهجوم بشار الأسد على محافظة إدلب التي تعتبر المعقل الأخير بيد المعارضة السورية.
وتأتي تعليقات هوك في المقابلة التي أجراها معه جاك ديتش وروبي غريمر في وقت بات فيه حماس إيران للحملات العسكرية الخارجية يخفت في ضوء الأزمة التي تسبب بها فيروس كورونا وقتل أكثر من 7.000 شخص. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي الذي أنهى عمله إنه شاهد قوات إيرانية غادرت سوريا ولكنه لم يقدم أدلة على هذا. كما طالب نائب برلماني إيراني سوريا بدفع 30 مليار دولار أنفقتها طهران في سوريا لدعم نظام الأسد. وقلل هوك في معرض سؤاله عن فيروس كورونا الذي ضرب القيادة الإيرانية والاقتصاد، من صحة الأرقام الرسمية حول ضحايا الفيروس وقال إنها قد تكون خمسة أضعاف الرقم المعلن و”شاهدنا شكلا من تغير السلوك في إيران والصين، حيث تم سجن بعض الأشخاص لأنهم كشفوا عن الأرقام الحقيقية، فيما عزل أطباء وهدد آخرين لأنهم قالوا الحقيقة”. وأضاف أن النظام الإيراني لم يساعد نفسه عندما لم يكشف عن حجم المشكلة واتهمه بالغموض حتى مع المواطنين الإيرانيين. وتابع هوك قائلا: “لقد شاهدنا نزوحا تكتيكيا للقوات الإيرانية، ونرى أن السوريين والروس يرون “حوافز” لخروج القوات الإيرانية تحت قيادة إيرانية من سوريا”، مضيفا أن “هذا هو الشرط الأمريكي والدولي للمساعدة في عمليات الإعمار”. واتهم إيران باستخدام سوريا كمنصة لتهديد إسرائيل وكممر للحفاظ على علاقاتها مع حزب الله اللبناني. واعتبر إيران عقبة للتحرك إلى مرحلة ما بعد النزاع بسوريا. وعن نجاعة إستراتيجية الضغط الأقصى التي استهدفت فيها إدارة ترامب كل ملمح في الاقتصاد أجاب هوك: “قبل عام سألني الصحافيون ماذا بقي لاستهدافه في إيران، وبعد عام نواصل العثور على أهداف تمثل فرصة للضغط ماليا”.
وأكد أن الإستراتيجية التي أعلن عنها وزير الخارجية مايك بومبيو قبل عامين عنت أن الولايات المتحدة ستقف مع الشعب الإيراني ضد نظامه. وأضاف أن إدارة ترامب شجبت النظام لقتله في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 1.500 محتج وجرحت ما بين 8.000 – 10.000 شخص، مشيرا إلى قرار الإدارة فرض عقوبات على 12 مسؤولا اتهموا بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان و”عاقبنا قضاة والقطاع القضائي ووزارة الداخلية”. وعن المحادثات في الشهر المقبل مع رئيس الوزراء العراقي الجديد والأولويات التي ستطرح فيها قال هوك إن السياسة الأمريكية في المنطقة هي مساعدة دول مثل العراق ولبنان في التخلص من “التدخل الإيراني”، معلقا أن المشكلة الإيرانية نابعة منذ آية الله الخميني والرغبة الإيرانية بالسيادة على حكومات الشرق الأوسط.
ويعتقد هوك أن هناك دعما شعبيا في العراق للتخلص من هيمنة إيران. وتكهن أن المهمة الأولى التي سيركز عليها رئيس الوزراء الجديد هي “استعادة السيادة العراقية من التأثير الإيراني”. وقال إن “موت قاسم سليماني يقدم مناخا مناسبا لكي يحصل العراقيون على حكومة تمثل مصالحهم لا مصالح النظام الإيراني”. وفي سؤال عن تصرف النظام الإيراني كدولة طبيعية وهو ما تريده أمريكا وكنظام ثوري في نفس الوقت، أجاب هوك أن الحكومة الإيرانية لا تمثل تطلعات الشعب الإيراني الذي يتعرض للسرقة من 41 عاما. وقال إن إيران ليست بلدا فقيرا بل وغنيا وأن هناك رغبة حقيقية لدى الشعب الإيراني، كما كشفت تظاهرات نهاية العام الماضي، للتخلص من نظام منبوذ عالمي. ويعرف قادة النظام كما يقول إنهم يواجهون أزمة شرعية. ويزعم هوك أن “حملة الضغط الاقتصادي والعزلة الدبلوماسية التي نقوم بها وسعت المجال أمام الإيرانيين لكي يكون لهم حكومة ممثلة”. وقال إن التظاهرات التي اندلعت في تشرين الثاني/نوفمبر في 31 محافظة لم تهتف ضد أمريكا ولا رئيسها أو شعبها “لأنهم يعرفون من يتحمل مسؤولية المشاكل الاقتصادية، النظام لا الولايات المتحدة”.
ويرى أن إدارة ترامب تريد من إيران العودة لطاولة المفاوضات والتفاوض حول عدد من التهديدات للاستقرار والأمن. ويقول إن أمريكا لديها الأوراق لتحقيق الصفقة التي تريدها. فالضغوط التي وضعت تقزم ما فرض على إيران قبل الاتفاقية النووية، و”نحن سعداء بالنجاح الذي حققته سياستنا الخارجية، إعادة الردع والوقوف مع الشعب الإيراني وعزل إيران دبلوماسيا”. وعن تطلعات الإدارة منذ خروجها من الاتفاقية النووية قبل عامين وهي التوصل لاتفاقية جديدة تغطي البرنامج النووي والبرامج الباليستية وغير ذلك من ملامح القوة الإيرانية، أجاب هوك: “هذا السؤال يوجه للنظام الإيراني، وكان الرئيس ترامب منفتحا حول فكرة الجلوس مع النظام طوال فترة رئاسته. ولهذا فهذا سؤال للنظام وأن عليهم مواجهة دبلوماسيتنا بدبلوماسية وليس بتهديدات وابتزازات نووية”. وأكد هوك أن إيران لن تعود إلى طاولة المفاوضات بدون الضغط الاقتصادي والعزلة الدبلوماسية والتهديد الحقيقي بعمل عسكري و”لهذا وضعنا هذه الأمور الثلاثة في مكانها لزيادة فرص حصولنا على ما نريد”. وأضاف أن إدارة ترامب حرمت النظام من موارده بطريقة لم يشهدها في الماضي، مشيرا لما قاله حسن روحاني من أن العقوبات كلفت إيران 200 مليار دولار.
وفي النهاية يعترف كوك أن النظام الإيراني لم يتم التخلص من قدراته المتكافئة والحروب غير التقليدية رغم تحطمه. وهو ضعيف اليوم وأضعف مما كان عليه قبل ثلاثة أعوام. وهدد كوك قائلا: “النظام يملك خيارا: فيمكنهم مراقبة اقتصادهم ينهار والجماعات الوكيلة تعاني من أزمات مالية، وسنواصل هذه السياسة لأنها ناجعة ونحن لسنا على عجلة من أمرنا، فلدينا سياسة جاهزة ويجب على النظام أن يقرر متى يريد العودة إلى طاولة المفاوضات”.