بريطانيا تدعو نظام الرئيس الأسد للسماح بدخول فريق الأمم المتحدة إلى سورية للتحقيق بالهجمات الكيميائية

حجم الخط
0

لندن ـ يو بي آي: دعا وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، الخميس، نظام الرئيس بشار الأسد، للسماح بدخول فريق الأمم المتحدة إلى سورية وتمكينه من العمل من دون قيود للتحقيق في التقارير عن استخدام الأسلحة الكيميائية.
وقال هيغ إن ‘تقارير جديدة ظهرت حول استعمال المزيد من الأسلحة الكيميائية من قبل النظام في سورية، فيما يستمر نظام (الرئيس) الأسد في رفض دخول محققي الأمم المتحدة إلى البلاد ما يجعل من الصعب التأكد من صحة هذه التقارير، مما يؤكد أن هذا النظام مصمم على اخفاء حقيقة ما يحدث فيها’.
واضاف ‘ذكرنا سابقاً أن لدينا أدلة محدودة ولكنها موثوقة من مصادر مختلفة عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وقمنا بإطلاع حلفائنا وشركائنا في الأمم المتحدة على هذه الأدلة، ونعمل بنشاط للحصول على المزيد من المعلومات’.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني استخدام الأسلحة الكيميائية ‘جريمة حرب’، مشدداً على ‘أن الذين أمروا باستخدامها والذين يستخدمونها يجب أن لا يكون لديهم أدنى شك بأننا سنبذل كل ما بوسعنا لمحاسبتهم’.
وقال هيغ ‘سنقوم، كخطوة أولى، بالعمل مع شركائنا على زيادة الضغط على النظام للسماح بالدخول غير المقيد لفريق الأمم المتحدة للتحقيق على الأرض في سورية’.
وكانت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ذكرت في وقت سابق امس، أنها اطلعت على أدلة، قالت إنها تثبت صحة التقارير التي تحدثت عن وقوع هجوم بالأسلحة الكيميائية في سورية الشهر الماضي.
من جهة اخرى دعا دبلوماسي بريطاني سابق إلى اتباع نوع جديد من الدبلوماسية حيال الأزمة في سورية، بسبب ما اعتبره غياب أي خليفة واضح للرئيس بشار الأسد ومنع تعريض البلاد إلى فراغ دموي في السلطة.
وكتب جيريمي غرينستوك، سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة من 1998 إلى 2003 ومبعوثها الخاص لدى العراق من أيلول (سبتمبر) 2003 إلى آذار (مارس) 2004، في مقال بصحيفة (الغارديان) نُشر الخميس، إن ‘العالم يتساءل عن جدوى المؤتمر الدولي الذي دعت إليه الولايات المتحدة وروسيا حول سورية، وأي نشاط خارجي على هذا البلد’.
وقال إن نهج المؤتمر المقترح ‘يجب أن يستند إلى ثلاثة عوامل، أولها أن الأحداث الدائرة في سورية تهدد الإستقرار الإقليمي وتضع لبنان والأردن في المسار الفوري للمتاعب المترتبة على انهيار النظام فيها، وتجعل اسرائيل والعراق وتركيا تشعر بمضاعفات هذا الانفجار، كما أن المحللين لا يمكنهم التنبؤ بعواقب انخراط الجهاديين في القتال الدائر في هذا البلد على المصالح الدولية الأوسع نطاقاً بعد تزايد نفوذهم وتأثيرهم، ولهذا السبب كانت هناك لهجة جديدة للتعاطي الامريكي ـ الروسي مع الأزمة، وقيام اسرائيل بشن ضربات جوية في دمشق’.
وأضاف غرينستوك أن العامل الثاني ‘هو أننا لا نفعل ما يكفي لمساعدة الأعداد الضخمة من اللاجئين والنازحين السوريين الذين يعانون من أسوا صراع في القرن الحالي، والثالث هو الأكثر إلحاحاً ويتعلق بنشوب حرب أهلية في سوريا في حال سقط نظام الأسد أم لا في ظل غياب خليفة له مما يعني أن البلاد ستقع في فراغ سياسي’.
وقال إن الفراغ السياسي الذي وقع في مصر والعراق وتونس وليبيا ‘تم سده بمحاولات شبه مسؤولة لإنشاء حكومات فيه، غير أن سورية لا يمكن أن تصل حتى إلى مستويات الحد الأدنى من التقدم من دون مساعدة خارجية قوية ومنسقة، ولذلك فان هدف المؤتمر المقترح يجب أن يكون خلق اطار عمل للتوصل إلى حل داخل سوريا حتى لو تجاهلته الأطراف المعنية لفترة من الوقت، لأن استنفاد الفرص سيلهمها ايجاد البدائل وحفظ الوقت والأرواح’.
ودعا غرينستوك إلى ‘بذل جهود الآن لاعتماد حل وسط مكلف وحقيقي ومؤلم تفوح منه رائحة العرق للتعامل مع المستنقع السوري’، محذراً من أن الفشل ‘سيجعل الأزمة في سورية أكثر كلفة ودموية’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية