لندن – د ب أ: تواصل بريطانيا ضخ الغاز الطبيعي إلى السوق الأوروبية رغم بدء فصل الشتاء، على العكس من المألوف بأن تحتفظ بإنتاجها من الوقود لتلبية احتياجات السوق المحلية في مثل هذا الوقت من العام، وهو ما يؤكد دورها الرئيسي في استمرار إمدادات التدفئة للقارة الأوروبية خلال الشتاء الحالي.
وأشارت وكالة بلومبرغ للأنباء إلى أن بريطانيا تضخ الغاز عبر خط أنابيب إلى بلجيكا، وهو أحد أكبر خطي أنابيب يربطان بين بريطانيا وباقي أراضي أوروبا، بأعلى معدلات في مثل هذا الوقت من العام منذ 2016 على الأقل، مضيفة أن هذا الوضع غير معتاد خلال كانون الأول/ديسمبر من أي عام حيث كانت صادرات الغاز البريطاني لأوروبا تتوقف أن يتم تشغيل الخط في الاتجاه المعاكس لتوريد الغاز إلى بريطانيا لتلبية الطلب المتزايد على الوقود لاستخدامه في أغراض التدفئة.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي خفض اعتماده على إمدادات الغاز الطبيعي الروسي منذ غزو روسيا لأوكرانيا في أواخر شباط/فبراير الماضي، وهو ما جعل دول الاتحاد تتجه نحو إنتاج بريطانيا من حقول بحر الشمال وزيادة الإمدادات من النرويج وشحنات الغاز الطبيعي المُسال كبدائل جيدة للغاز الروسي.
كما انخفضت أسعار الغاز في بريطانيا عن أسعاره في أوروبا خلال الشهور القليلة الماضية، مما شجع التجار على استمرار التصدير إلى أوروبا.
وقال مارورو شافيز، مدير إدارة أبحاث الغاز الأوروبي في شركة «وود ماكينزي» لاستشارات الطاقة «على عكس السنوات السابقة، نتوقع استمرار بريطانيا كمصدر للغاز إلى القارة خلال الشتاء الحالي مستفيدة من توافر القدرة على تغويز الغاز المُسال (إعادته إلى حالته الأصلية) ووصول شحنات الغاز المُسال التي تصل لموانئها إلى مستويات قياسية».
ويضيف «إن هذا لا يعني أنه لن تأتي أيام تكون فيها إمدادات الغاز الطبيعي في بريطانيا أقل من الطلب. فبعد فترة الطقس المعتدل خلال شهور الخريف، وصل فصل الشتاء أخيرا ومن المتوقع انخفاض درجات الحرارة في لندن لأقل من الصفر اعتبارا من اليوم الأربعاء»..