بريق الذهب

حجم الخط
0

قدم أحد المخاتير الأغنياء لمسؤول كبير ساعة من ذهب عربون صداقة .
بعد سنين قليلة.. مات المختار، فخلفه ابنه الذي قام بزيارة ذلك المسؤول حاملا له مسبحة من ذهب .
مات الابن في حادث أليم وانتقل إلى حياة الآخرة.. فأخذ أخوه الأصغر (المخترة) منه.. حيث أهدى ذلك المسؤول أيضا عشر ليرات ذهبية ليصنع طقم أسنان بدلا من أسنانه التي أصابها التسوس لكبر سنه .
صار الرجل حديث الناس أجمعين، فكانوا يقولون عنه: جاء راح ، ضحك ، تزوج .
سمع بقصته المسؤولون.. فقرروا وضع قانون، يجيز لهم تقبل الذهب من أي شخص يطلب صداقتهم .
اختفى الذهب من الخزائن والأسواق ومن أعناق النساء ومعاصمهم، وأغلق بائعو الذهب محلات الصياغة ورحلوا إلى بلاد بعيدة .
لكن .. كان يلمع بين الحين والآخر..عندما يمر مسؤول ما في شارع أو في خطبة.. أو عندما يدفن في التراب.
ولان الناس الفقراء عرفوا أن الذهب الحقيقي ممرغ في التراب.. فقد حولوه إلى بذور تؤكل.

الحمار وظله

يحكى أن حربا ضروسا، نشبت بين قبيلتين، من أجل ظل حمار .
أجل.. فالحمار في ذلك الوقت، كان كالسيارة الآن.
الحرب الطاحنة.. أتت على كل شيء… وجعلت ناسها لا يخلعون ثياب القتال حتى أن الرجال كانوا يضاجعون نساءهم وهم بكامل عتادهم الحربي.
لقد استمرت سنين طويلة، هلك الزرع والضرع وضرب الجوع والعطش كل حي.. فبدؤوا يدفنون المواليد الخدّج من البنات، تحت الرمال الحارقة.. ويربون الذكر على الفروسية وحب الثأر.
أما القصة التي جعلت الرمال تلتهب بالدماء وحوافر الخيل.. فسنرويها كما وقعت :
أتى رجل مصاب بالحمى إلى تلك القبيلة وطلب دابة لنقله إلى قبيلته التي تبعد مسير يوم. وجد ضالته وبعد أن اتفق مع صاحب الحمار على السعر.. ذهبا .
في منتصف الطريق.. أحس بان جسده يحترق وأن حرارة الشمس لا تطاق فقرر النزول للاستظلال بظل الحمار.. لكن صاحب الحمار منعه، باعتبار أنهما اتفقا فقط على ركوب الحمار وليس على الاستظلال بظله. وبدآ بالعراك الفردي الذي انتقل كما قلنا إلى العراك الجماعي.
ولم تتم المصالحة إلا بعد تدخل أشراف القبائل وحكماؤها وعم السلام الأرض المصبوغة بالدم. وتم تزويج ابنة صاحب الحمار التي نجت من الوأد من ابن المسافر الذي نجا من المعارك والجوع.
لكن الناس إلى اليوم لا يزالون يتساءلون: أيهما أحق، صاحب الحمار أم ظله؟

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية