“بزنس إنسايدر”: السعودية تزرع برنامج تجسس لشركة إسرائيلية في هواتف معارضيها بالخارج

حجم الخط
0

لندن – “القدس العربي” – من إبراهيم درويش:

في تقرير أعدته روزي بيربر لموقع مجلة “بيزنس إنسايدر” كشفت  أن عملاء سعوديين يقومون سرا بتركيب برامج تجسس في الهواتف الذكية لسعوديين كي تكون قادرة ملاحقة نقادها في الخارج.

وتم استهداف ناقد للمملكة من خلال برنامج طورته شركة الاستخبارات الألكترونية الإسرائيلية “أن أس أو” وزرع برنامج بيغاسوس في الهواتف الذكية الذي يسهل من عمليات الوصول إلى الرسائل والصور والإيميلات ومكبر وكاميرا الهاتف وذلك بناء على تقرير لمعهد “سيتزن لاب” وهو مخبر تكنولوجي في تورنتو للمعلومات والتكنولوجيا.  وقال مؤلفو التقرير إنهم يستطيعون التأكيد “وبثقة عالية” عن استهداف الناشط السعودي الشديد والذي له حضور على يوتيوب، عمر عبد العزيز بالتطبيق التجسسي في حزيران (يونيو).

وقد تأثر جهاز عبد العزيز عندما نقر على رابط من شركة النقل السريع “دي أتش أل”. وكان قد قام بعملية شراء من أمازون قبل ذلك ثم تلقى رسالة من دي أتش أل تشرح له ان الطرد في طريقه للشحن.  ولكن الرسالة كان مرتبطة بموقع على الإنترنت حسب “سيتزن لاب” وتم تحديده بأنه مكان تأثير فيروس بيغاسوس والنقر على الرابط يؤدي إلى تلوث التطبيق في داخل هاتفه. وتوصل “سيتزن لاب” إلى أن عبد العزيز أصبح هدفا لأن شخصا يستخدم خدمة إنترنت تزود الجامعة والمستهلك “أي أس بي” في كيوبيك كندا عثر على تلوث من رابط له علاقة بالسعودية. وقام المخبر بعد ذلك بالإتصال مع سعودي مقيم كيوبيك ووجد ان عبد العزيز الطالب في جامعة بيشوب يتناسب مع الوصف. ومن خلال التأكد من حركاته ورسالة  “دي أتش أل” على هاتفه فقد أكد المخبر “وبثقة عالية” أنه كان هدفا لهجوم خبيث.  وقال “سيتزن لاب” إنه قرر التحقيق في عبد العزيز بعد نشر تقرير عن تطبيق بيغاسوس التجسسي في إيلول (سبتمبر) الذي استخدم في 45 دولة. ووجدت المخبر أن مشغل بيغاسوس يبدو أن يعمل نيابة عن المصالح السعودية في سلسلة من العمليات المعقدة في الخارج وأنه يقوم برصد أهداف في دول مثل البحرين وكندا ومصر وفرنسا والعراق ولبنان والأردن والمغرب وقطر وتركيا وبريطانيا.

 وحسب تقرير إيلول (سبتمبر) فقد كان المعارض السعودي والباحث مع منظمة أمنستي إنترناشونال المقيم في بريطانيا يحيى العسيري من بين المستهدفين بداية هذا العام. وكان عبد العزيز قد انتقل من السعودية إلى كندا للدراسة وأصبح ناشطا ومعلقا سياسيا على الإنترنت.  وقال إنه قرر عام 2014 التقدم بطلب للجوء السياسي لأنه شعر بالخوف على حياته بسبب النقد الذي وجهه للحكومة السعودية. وبحسب الناشط البالغ من العمر 27 عاما والذي يقدم برنامجا ساخرا على الإنترنت فقد اعتقلت السلطات السعودية اثنين من إخوته وعدد من أصدقائه في آب (أغسطس) ردا على نشاطاته. وقال إنه لم يشك أن هاتفه كان مراقبا حتى اتصال “سيتزن لاب” به من أجل التأكد من فرضيتها.

وقال لبزنس إنسايدر: عندما اتصلوا بي (سيتزن لاب) علمت عندها أن جهة ما كانت تراقبني وتقرأ الحوارات بيني وبين أصدقائي وإخواني”. وأضاف: ” وقد اعتقل بعضهم وأنا متأكد من ان الهاكرز دخلوا إلى كل شيء في هاتفي”.

وعلق عبدالعزيز إنه بدأ في الشهر الماضي بتلقي رسائل من حسابات مجهولة له على الـ”تويتر” و”سنابشات” وفيها معلومات شخصية وتفصيلية عن حياته والتي لم يناقشها مع أحد من قبل. ويقول إنه لا يزال يستخدم نفس الهاتف ولكنه توقف عنم مناقشة الأمور الشخصية مع أي شخص يتصل به من السعودية. ويضيف: “الأن اشعر انني في وضع جيد ولا زلت قلقا حول سلامة وامن إخوتي وأصدقائي والذين لم أسمع عنهم منذ اختفائهم” و “لم نتلق معلومات عنهم ولا أعرف إن كانوا في وضع جيد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية