من طرائف الواقع المصري وظرائف حاله هذه الأيام هو ما نسمعه من كمية الشحنات الدينية الكبيرة الواردة في خطابات الساسة والكتاب والمفكرين وحتى أرباب الفن المصريين أثناء حواراتهم على الفضائيات العربية عن الواقع المصري المعاش، فمن خلال متابعتي الأسبوع المنصرم لعدد من هذه اللقاءات مع بعض النخب المصرية كحمدين صباحي وعمرو موسى وعلاء الأسواني والممثل محمد صبحي والعالمة بالله الأخت إلهام شاهدين قدس الله سرها، لاحظتُ تطورا كبيرا وتنوعا غير مسبوق في بعض المفردات والجمل المستخدمة في الحوار، فمعظم الأجوبة اشتملت على نقلة نوعية في الأفكار وطريقة الطرح، فجاءت مشفوعة إما بآية قرآنية أو حديث نبوي شريف أو قول مأثور لصحابي أو عالم دين، وهو أمر لا يُشك في منطقيته، خصوصا وأن الإعلام المصري يدعي حاليا وقوفه إلى جانب الفريق السيسي وأعوانه المفوضين شعبيا ضد ما يوصف دجلا بالإرهاب الإسلامي الذي بات يهدد أمن مصر وشعبها. خطوة ذكية تُحسب لصالح فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ذلك الإستخباراتي المحنك، ربيب مبارك البار، الذي لن يجد شاغلا يشغل به جيشه الساخط وقطاعات دولته المتململة وشرائح شعبه المنهك كمثل إشغاله في حرب جديدة ضد هذا البعبع الجديد المسمى بالإرهاب الإسلامي المتطرف.. هذه الفقرة أعادتني لمقولة قديمة للخميني حاكم إيران، حين قال مخاطبا نفسه مطمئنا إياها: الحرب نعمة.. وفعلا هي كذلك، فتاريخيا لم يعرف الحكام وسيلة لإلهاء شعوبهم والإنقضاض على دولهم والسيطرة على مفاصلها أسهل وأجدى نفعا من إيهام شعوبهم بتربص عدو متأهب، وإقناعم بدنو خطر وهمي محدق، وإشغال أسماعهم بنقرات طبول حرب قادمة على الأبوباب، فتفكروا.. دمتم م . معاذ فراج الأردن