نواكشوط ـ «القدس العربي»: أكد الدكتور عبد السلام ولد حرمة رئيس حزب الصواب الموريتاني المعارض «أنه لا يمكن لعدو العرب في الخليج والشام والعراق، أن يكون صديقهم في المغرب العربي».
وأوضح زعيم حزب الصواب ذي الميول البعثية الشديدة، في بيان علق فيه على زيارة أنهاها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الخميس لموريتانيا، «أنه من الغباء أن تستقبل الحكومة في موريتانيا وفداً حكومياً رفيع المستوى لنظام يقتل شعبه وينكل بشاباته وشبابه الثائرين ضد الظلامية وحكم الفرد والدكتاتورية».
وأضاف ولد حرمه «أن زيارة من سمّاه «وزير خارجية الملالي» لنواكشوط خارجة بشكل كلي عن السياق الطبيعي لما ينبغي أن تكون عليه موريتانيا من تضامن مع الإيرانيين في الداخل الإيراني المنتفضين ضد نظام الملالي ونظامه المجرم»، على حد تعبيره.
وأشار إلى «أن زيارة عبد اللهيان لموريتانيا خارجة عن سياق مبدأ تضامنها مع أشقائها العرب في العراق والشام والجزيرة العربية الذين تعبث فيهم خلايا النظام الإرهابية قتلاً وتصفية وتهديداً»، حسب وصفه.
وقال: «لا يمكن لنظام يبني سياسته على الدم والقمع أن تحسن صورته زيارة لبلاد كان عليها أن ترفض أي شكلٍ من أشكال التطبيع مع مثله من الأنظمة أو الكيانات وعلى رأسها الكيان الصهيوني».
قيل إن قدومه لنواكشوط للبحث عن موطئ قدم لطهران في ساحل افريقيا
وقد لفتت زيارة وزير الخارجية الإيراني لموريتانيا على رأس وفد إيراني كبير نظر المراقبين، وأثارت حساسية كبيرة داخل الإعلام المغربي، الذي بالغ في تحليل أبعادها، حيث أكد موقع «الصحيفة كوم» المغربي «أن إيران تحوم حول المغرب بزيارة وزير خارجيتها لدول الجوار».
ورأى موقع «هسبريس» المغربي «أنه بعد تراجع النفوذ الفرنسي في القارة السمراء، تسارع إيران إلى البحث عن موطئ قدم لها بمنطقة شمال وغرب إفريقيا التي تعرف تنافساً محموماً بين القوى الدولية والإقليمية في ظل الإمكانيات الاقتصادية والسياسية المتاحة بها».
ولفت نظر المراقبين، حرص وزير الخارجية الإيراني في تصريحه بعد مقابلة الرئيس الموريتاني على الإشادة «بموقف موريتانيا المبدئي والثابت المناهض للإرهاب بكل أشكاله وصوره».
فقد أيدت هذه الإشادة التحليلات القائلة بأن زيارة الوزير عد اللهيان لموريتانيا تدخل ضمن جهود إيرانية متواصلة للبحث عن منفذ إلى الساحل الإفريقي باستغلال الفراغ الأمني الملاحظ في المنطقة منذ الانسحاب الفرنسي الكامل من مالي، وفي ظل التنافس المحموم بين روسيا وتركيا وإيران والصين وأمريكا، على النفوذ في هذه المنطقة الاستراتيجية المثقلة بالنشاط الجهادي المسلح.
ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن الوزير أمير عبد اللهيان قوله: «أجريت محادثات بناءة للغاية مع رئيس موريتانيا، وأبلغته تحيات رئيس الجمهورية آية الله رئيسي، كما أتيحت لي الفرصة للتعرف على آراء رئيس موريتانيا حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية في عاصمة البلد الجميل والصديق والشقيق للجمهورية الإسلامية الموريتانية».
ويتضح التقرب الإيراني لموريتانيا قول الوزير عبد اللهيان في تصريحه لوكالة أنباء فارس «إن الجهود البناءة والقيمة التي بذلها رئيس موريتانيا في متابعة مبادرة مكافحة الإرهاب وتعزيز السلام والأمن المستدامين في الصحراء الغربية كانت من بين القضايا التي تحظى باهتمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وتابع قائلاً: «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الخط الأمامي لمكافحة الإرهاب، وتدعم أي إجراء يساعد على استقرار وأمن المنطقة والقارة الإفريقية والعالم، من أجل تحقيق عالم آمن وهادئ ومستقر».
وقام رئيس الدبلوماسية الإيرانية بزيارات للعديد من البلدان الإفريقية بالساحل في الأشهر المنصرمة، حيث زار كلاً من مالي وبوركينافاسو وتشاد والنيجر، ثم ختم الجولة قبل يومين بموريتانيا.