تونس – “القدس العربي”:
أعادت حادثة اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلى الواجهة في تونس، حيث استعاد السياسيون ذكريات لقائهم بالراحل الذي اعتبروا أنه حمى العراق والمنطقة من التدخل الإيراني، فيما انتقد نشطاء “ازدواجية” أطراف سياسية نعت حسين في وقت سابق ولجأت لاحقا إلى وصف سليماني بالشهيد”، في وقت أكدت فيه السلطات التونسية أنها توصلت إلى تسوية مع نظيرتها العراقية لإعادة طائرة صدام حسين الرابضة في أحد المطارات منذ ثلاثة عقود.
وكان مسؤولون أمريكيون أكدوا، الشهر الماضي، مسؤولية بلادهم عن شن غارات جوية في العاصمة العراقية بغداد، أسفرت عن مقتل قادة إيرانيين كبار بينهم قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي (قوات شيعية)، أبو مهدي المهندس.
حادثة اغتيال سليماني أعادت إلى الأذهان شخصية صدام حسين، الرجل القوي الذي أوقف تمدد إيران في المنطقة، حيث دون عبد القادر الونيسي، رجل الدين المقرّب من حركة النهضة على موقع فيسبوك “تفتقد أمة العرب اليوم رجلا مثل صدام كان شوكة في حلق أعدائها و خاصة إيران التي إنتصر عليها في حرب الـ8 سنوات وأجبر الخميني على الإستسلام أمام بطولة الجيش العراقي بكل طوائفه ( رغم مقتي للحروب). الفرس يحملون حقدا دفينا على بغداد فهي التي كسرت شوكتهم وأجهضت أحلامهم من المنصور إلى هارون الرشيد الذي وقف في وجه البرامكة وردهم على أعقابهم خاسئيين إلى صدام الذي إنتصر عليهم نصرا مبينا. وقف صدام وقفة الأبطال بعدها أمام الأمريكان و رفض خيانة أمته”.
وأعاد بعض السياسيين نشر صور سابقة مع الرئيس العراقي الراحل، حيث كتب عصام الشابي، أمين عام الحزب الجمهوري ” في مثل هذا اليوم (تدوينة سابقة تم تداولها مجددا) ورغم قداسته لدى الامة العربية والإسلامية، إمتدت يد الاحتلال وعملائه الى تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس صدام حسين لمحاولة كسر الروح المعنوية للأمة و إذلالها، الا أنّ صدام أبى الاّ أن يرتقي شهيدا في أبهى صورة ليبقى حيّا يرزق عند ربه و يخلد ذكره عند الناس إلى يوم الدين”.
https://www.facebook.com/issam.chabbi/posts/10217577262416329
كما أعاد نشطاء تدوينة تعود لعام 2016 للوزير السابق التيجاني حدّاد كشف فيها عن كواليس آخر لقاء جمعه بصدم حسين، حيث دوّن حداد “في الذكرى العاشرة لإعدام صدام حسين، ترجع بي الذاكرة إلى المقابلة التي جمعتني بالرئيس صدام حسين أوائل سنة 2003 بصفتي رئيس اللجنة السياسية والعلاقات الخارجية بمجلس النواب ومبعوث البرلمان العربي لمحاولة إقناعه بأن موازين القوى آنذاك ليست في صالحه أمام التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ودول أخرى”.
وأضاف “استقبلني بكل حفاوة بأحد قصوره وأنصت إلى بكل اهتمام ولسان حاله يقول أنه مستعد للمواجهة كان يتحدث بكل ثقة في النفس ويعلل ذلك بأنه على حق وأن الوطن العربي في حاجة إلى رفع التحدي ورفع الرأس. ولن يرتاح لي بال قبل أن أقوم بواجبي نحو العراق والوطن العربي ونحو فلسطين المحتلة. بعد هذه الكلمات لم أكن في حاجة بأن أقتنع أن الرجل مصمم على المعركة مهما كان الثمن. لن أنسى تلك الكلمات التي ودعني بها قائلا بالخصوص لن “نكسفكم” هذه المرة”.
فيما تحدث نشطاء عن علاقة صدام بتونس، حيث دون النقابي الأمني السابق “صدام حسين رحمه الله كان مرافق بحراسة عراقية, فنظر بورقيبة إليه قائلا أنت في تونس لا تحتاج لمن يحرسك! فالشعب التونسي كله يحرسك. رحمة الله عليك يا زعيم”، فيم تداول نشطاء فيديو لصدام وهو يشيد بتونس وشعبها.
وكتب سامي بن سلامة، العضو السابق لهيئة الانتخابات “في اواخر الثمانينات من القرن الماضي أجرى العراق بقيادة الشهيد صدام حسين التكريتي، وكان أكثر دولة العربية تطورا من الناحيتين العلمية والتكنولوجية، تجربة إطلاق صواريخ على السحب لإنزال المطر. دُمر العراق وسرقت بحوثه وقتل علماؤه واختطف بعضهم. ونحن ما زلنا نبحث عن الاستسقاء لإنزال المطر!”.
فيما انتقدت الناشطة حليمة معالج “ازدواجية” بعض الأطرف السياسية في الترحم على صدام وسليماني، حيث دوّنت “منذ سنوات كانوا ينعون صدام حسين، شهيد العروبة، واليوم يتحسرون على قاسم سليماني. إنهم قوميو تونس. سكيزوفرينيا!”.
كان سياسيون تونسيون رحّبوا بمقتل سليماني مذكرين بـ”الجرائم” التي ارتكبها في عدد من الدول العربية، فيما لجأ البعض لنعته بـ”شهيد الأمّة”، مشيرين إلى دوره في دعم حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.
من جانب آخر، توصلت تونس إلى تسوية لملف طائرتين عراقيتين -إحداهما طائرة بوينج 747 التابعة للرئاسة العراقية خلال حكم صدام حسين – رابضتين في مطار توزر جنوب البلاد منذ العام 1991.
وقال والي توزر أيمن البجاوي إنه تم الاتّفاق مع السلطات العراقية لمنح السلطات التونسية 4.8 مليون يورو لتسوية المستحقات المالية للخدمات الأرضية للطائرتين.
ومن المنتظر أن يقوم الجانب العراقي باستشارة الشركة الأصلية للطائرتين لإمكانية تفكيكهما بعد عدم استغلالهما لأكثر من 29 سنة.
والطائراتان هما من بين العشرات من الطائرات التي اضطر النظام العراقي لنقلها إلى مطارات في الخارج عام 1991 بسبب إعلان الأمم المتحدة حظرا جويا على العراق في تلك الفترة.