لندن ـ “القدس العربي”:
وعدت شركة الغاز الروسية المملوكة للدولة “غازبروم” بزيادة إمدادات الغاز اليومية لإيطاليا، في تهدئة للمخاوف إزاء أزمة طاقة تلوح في الأفق حتى وسط سعي روما للحصول على الغاز من مصادر أخرى.
وقالت شركة إيني الإيطالية للطاقة المملوكة جزئيا للدولة إن مجموعة الطاقة الروسية تعتزم تسليم نحو 36 مليون متر مكعب من الغاز اليوم الخميس.
وبحسب وكالة (د ب أ) ففي الأيام الماضية، سلمت غازبروم نحو 21 مليون متر مكعب من الغاز لإيطاليا، وفقا لشركة إيني التي تتخذ من ميلانو مقرا لها.
وقالت إيني إنها سوف تقدم المزيد من المعلومات في حالة وجود “تغييرات جوهرية”.
في الآونة الأخيرة، وافقت الجزائر على توريد المزيد من الغاز. وتقول الحكومة الإيطالية إن هذا سوف يجعلها الشريك الأكثر أهمية لروما فيما يتعلق بالغاز
كانت إيطاليا تعتمد بشكل كبير على إمدادات الغاز من موسكو قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا في أواخر شباط/فبراير. وكانت تحصل على ما يقرب من 40% من وارداتها من روسيا.
وبسبب الحرب، قررت حكومة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي السعي للاستغناء عن الغاز الروسي، ووقعت عقود توريد جديدة مع دول أخرى.
وفي الآونة الأخيرة، وافقت الجزائر على توريد المزيد من الغاز. وتقول الحكومة الإيطالية إن هذا سوف يجعل الدولة الواقعة في شمال أفريقيا الشريك الأكثر أهمية لإيطاليا فيما يتعلق بالغاز.
وكشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الإثنين الماضي، خلال زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي للجزائر، عن توقيع اتفاق بقيمة 4 مليارات دولار، لتزويد إيطاليا بكميات كبيرة من الغاز الجزائري.
وأصبحت الجزائر التي تجمعها علاقات مميّزة بايطاليا “مزوّدها الأساسي بالغاز في الأشهر الأخيرة”، بعد أن تفوقت عليها روسيا لفترة طويلة إذ كانت 45% من واردات الغاز الايطالية من روسيا، وفق ما أكد دراغي في حديث لوسائل الإعلام، إلى جانب تبون.
وأعلنت وكالة الأنباء الجزائرية أن الجزائر ستسلم نحو 4 مليارات متر مكعب الإضافية من الغاز الجزائري إلى إيطاليا ابتداءً من هذا الأسبوع.
ومنذ مطلع العام، أرسلت الجزائر لايطاليا 13,9 مليار متر مكعب من الغاز، أي أكثر بـ113% من الكميات المتوقّعة. وتتوقع أن تزودها بستة مليارات مكعّبة إضافية بحلول نهاية العام، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.
إيني، موجودة في الجزائر منذ 1981، وتدير مع الشركة الجزائرية العملاقة “سوناطراك” خط أنابيب “ترانسميد” الذي يربط الجزائر بايطاليا، عبر تونس. وتبلغ طاقته الاستيعابية 32 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الطبيعي. وأكد الخبير عبد المجيد عطار وزير البيئة الجزائري السابق لوكالة فرانس برس في نيسان/أبريل ان “الجزائر تصدر 22 مليار متر مكعب عبر خط انابيب ترانسميد”، ما يبقي إمكانية لتصدير 10 مليارات متر مكعب اضافية.
كان دراغي قد زار الجزائر في شهر نيسان /أبريل الماضي وأعلن عن توقيع اتفاق بين بلاده والجزائر لتكثيف التعاون في قطاع الطاقة، الذي شهد أزمة جراء الغزو الروسي لأوكرانيا ، وقيام موسكو بخفض امدادات الغاز إلى إيطاليا ودول أوروبية أخرى .
وكانت مجموعة “إيني” قد لفتت في نيسان/أبريل إلى أن هذا الاتفاق سيستخدم “قدرات النقل في خط أنابيب (ترانسميد) لتأمين مرونة أكبر في إمدادات الطاقة والتزويد التدريجي بأحجام متزايدة من الغاز اعتبارًا من العام 2022، (من أجل الوصول) إلى 9 مليارات متر مكعب (إضافية) من الغاز سنويًا في 2023-2024”.
وتم تجديد عقد الغاز بين البلدين في أيار/مايو 2019 لثماني سنوات حتى عام 2027، بالإضافة إلى عامين اختياريين إضافيين.
وتطلعت عدة دول إلى الجزائر لتقليل اعتمادها على روسيا منذ بداية غزوها أوكرانيا في أواخر شباط/فبراير.
واللافت أنه فيما تتزايد إمدادات الغاز الجزائرية لإيطاليا، تتراجع بشكل كبير في المقابل نحو إسبانيا فيما تزيد صادرات روسيا إلى مدريد في ما بدت مفارقة غريبة.
وقد أثار حلول روسيا محل الجزائر لتصبح ثاني أكبر مورّد للغاز الطبيعي لإسبانيا في شهر حزيران/يونيو الماضي، وذلك بعد تراجع التدفقات القادمة من الجزائر وسط توتر دبلوماسي، جدلا وتساؤلات، عن هذه المفارقة بالنظر إلى أن حكومة مدريد كانت تتهم الجزائر عمليا بأنها تحركها موسكو ضدها وليس تغير موقف حكومة بيدرو سانشيز من قضية الصحراء الغربية، الذي أثار غضب الجزائر، ووصفته بـ”الخيانة” والانقلاب بدعم الطرح المغربي للحكم الذاتي للصحراء الغربية، عكس الطرح التاريخي لإسبانيا، المستعمر السابق للصحراء الغربية.
ففي شهر حزيران/يونيو الماضي وصلت الواردات من روسيا لإسبانيا إلى 8752 جيغاوات/ساعة، أي أكثر من الضعف بالمقارنة بشهر أيار/مايو، وبما يعادل 24% من إجمالي طلب إسبانيا، وفقا لشركة “إينا غاز” المشغلة للشبكة.
وتراجعت التدفقات من الجزائر إلى 7763 جيغاوات/ساعة مقابل 9094 جيغاوات/ساعة في أيار/مايو، وهو نحو نصف الكميات المسجلة في حزيران/يونيو 2021، وبما يمثل 22% من الطلب. فيما تظل الولايات المتحدة أكبر مورّد بحصة 30%.
ويأتي تراجع تدفقات الغاز من الجزائر، التي كانت تاريخيا أكبر مورّد لإسبانيا، في أعقاب مواجهة دبلوماسية بين البلدين بعد قرار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز دعم المغرب في النزاع حول الصحراء الغربية.
وما يزيد الأمر حساسية بالنسبة للجزائر أن الغاز بدأ التدفق الشهر الماضي من إسبانيا باتجاه المغرب عبر خط أنابيب المغرب-أوروبا، وهو الخط الذي كان عادة ما ينقل الوقود في الاتجاه العكسي بعدما أوقفت الجزائر الضخ من خلاله العام الماضي.
وتؤكد الجزائر أن الغاز الذي ترسله إلى إسبانيا عبر خط أنابيب آخر لا يمكن إعادة تصديره إلى المغرب.
وتواصل إسبانيا الاعتماد بشكل أكبر على الغاز الطبيعي المسال، الذي مثّل في حزيران/يونيو نحو 77% من وارداتها من الغاز، بارتفاع بـ 29% عن الشهر نفسه من 2021.
واللافت أن وزيرة الطاقة الإسبانية تيريزا ريبيرا قالت إنه يجب على الشركات في إسبانيا تقليص واردات الغاز الروسي وتنويع جهات التوريد.
هذه ليست شراكة إنما إستحواذ أم تلاحظوا أن روسيا تستولي على أسواق الجزائر؟ بعد إسبانيا ستأتي إيطاليا.
روسيا دولة براغماتية تمارس سياسة المصالح النفعية بامتياز. لا تهمها الإيديولوجيات فهذه ماتت منذ موت الشيوعية والحرب الباردة…الإلاه الجديد عند الرو س هو المصالح ولا شئ غير المصالح وهناك أدلة لا حصر لها آخرها تحريض الجزائر على إسبانيا ثم الاستحواذ بطريقة ماكرة على نصيب من صادرتها الغازية للدولة الإيبيرية والنتيجة : ” روسيا تتجاوز الجزائر لتصبح ثاني أكبر مورّد لإسبانيا ” والآن عادت لتضايقها في السوق الإيطالية كما ورد في المقال : ” بعد تزايد الإمدادات الجزائرية ..”غازبروم” تتعهد بزيادة تدفقات الغاز الروسي إلى إيطاليا “. المثال الثاني استمرارها في تزويد أوروبا بالغاز رغم وقوف هذه الأخيرة بكل ثقلها إلى جانب أوكرانيا في حربها ضد الروس. المثال الثالث توقيع روسيا لاتفاقية الصيد البحري مع المغرب يشمل بصريح العبارة مياه الصحراء المغربية رغم تأرجح موقفها في هذه القضية حتى لا تخسر الجزائر كسوق لفائض الأسلحة الروسية. المثال الرابع روسيا تحمي نظام بشار من السقوط وفي نفس الوقت تسمح لإسرائيل بتأديبه بشكل شبه يومي كما تغض الطرف عن قصف إسرائيل لميليشيات “حليفتها” إيران…خلاصة القول أن بوصلة روسيا هي مصالحها فحيث ما دارت المصالح دارت السياسة…مع التحية.
ماريو دراغى لم يستقيل حتى أدى الأمانة ودفع باتفاقيات ضخمة وحفظ كرامة إيطاليا من الضياع فبعدما وقع إتفاقيات مع الجزائر واستقال في بيته روسيا عليها أن تنقذ نفسها من ورطة أوكرانيا ….كذلك هى لم ترحم الجزائر واستحوذت على اسواقها سنوات الأرهاب والدمار ولم تترك لها سوى الفتات …
من منكم يشرح لي كيف يقول النظام الجزاءري انه ليس طرفا في النزاع ويقوم بقطع علاقته مع اسبانيا لاتخادها قرارا سياديا
روسيا حلت محل الجزائر في إسبانيا و الجزائر حلت محل روسيا في ايطاليا ، هذه هي لعبة المصالح لدولتين صديقتين ،