بعد تطبيع الإمارات مع إسرائيل.. ما هي خيارات السلطة الفلسطينية؟

حجم الخط
6

رام الله- عوض الرجوب:

بعد إعلان اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، ثارت تساؤلات عن الخيارات المتاحة أمام القيادة الفلسطينية، للرد على انضمام دولة جديدة إلى معسكر التطبيع، ومساعي السلطة للإبقاء على حيوية القضية، ووقف انفراط العقد العربي لصالح التطبيع.

ووصفت القيادة الفلسطينية، في ختام اجتماعها بمدينة رام الله، اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، بأنه “خطأ تاريخي” ودعت دولة الإمارات إلى التراجع عنه.

وطالبت في ختام الاجتماع، الذي ترأسه الرئيس محمود عباس، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بتحمل المسؤولية الكاملة بالدفاع عن قرارات القمم العربية والإسلامية.

وشدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مستهل الاجتماع على أن الفلسطينيين وحدهم فقط من يتحدثون باسم القضية الفلسطينية ويوقعون على أي حل باسمها.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، لتكون بذلك ثالث دولة عربية تطبع علاقاتها مع تل أبيب، بعد الأردن ومصر.

ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي، تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.

مشكلة حقيقية

يقول السياسي السابق والمحاضر بجامعة بيرزيت، الدكتور غسان الخطيب، إن “القيادة الفلسطينية تواجه مشكلة حقيقية ليست فقط في تراجع الموقف العربي، بل في الصعوبات على المستوى الدولي، بسبب إمعان أمريكا في الضغط على الجانب الفلسطيني”.

ويستبعد الخطيب، لجوء الفلسطينيين إلى خيار مواجهة الاحتلال على الأرض “لأنها تحتاج إلى جمهور، ونحن أمام ثقة مهزوزة بين القيادة والقاعدة”.

ويرى الخطيب، أن “الأولوية الفلسطينية يجب أن تكون ترميم الوضع الداخلي، وإنجاح المصالحة، لأنه لا حلول سياسية قريبا”.

الاتجاه الآخر، الذي ينصح الخطيب بالتركيز عليه، هو “العلاقات الدبلوماسية، للحفاظ على ما تبقى من مواقف دولية داعمة للقضية الفلسطينية والحد من التراجع الحاصل”.

دبلوماسيا، يشدد الخطيب، على أهمية “تركيز الجهود نحو الدول العربية، التي لا يزال موقفها إيجابيا وثابتا، وحتى تلك المترددة، وأيضا دول العالم ذات المواقف الإيجابية وخاصة أوروبا الغربية”.

الخيارات الممكنة
يتفق معه، أستاذ الإعلام بجامعة القدس والباحث الفلسطيني محمود فطافطة، فيقول، إن السلطة الفلسطينية أمام ثلاثة خيارات ممكنة.

وأوضح أن الخيارات هي “التعاطي مع مبادرات دولية والعودة للمفاوضات، وتقوية العلاقة مع دول أوروبية وغربية تحتفظ معها بعلاقات جيدة لتخفيف حدة الضغوط الممارسة عليها، وأخيرا تقوية اللحمة الداخلية وإنهاء الانقسام السياسي بين غزة والضفة”.

وفي ظل غياب الخطة الإستراتيجية لدى القيادة، حسب فطافطة، فإنه يرجح “تكثيف الجهود الدبلوماسية لتعزيز الموقف الفلسطيني ووقف مسلسل التطبيع”.

من جهته، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخليل الدكتور بلال الشوبكي، إن “دولة الإمارات ليست الوحيدة في مسلسل التطبيع، لكن الذي أثار الفلسطينيين هو عدم التنسيق مع القيادة الفلسطينية”.

وحول خيارات القيادة المستقبلية، يقول: “إنها (القيادة) شبه معزولة دوليا وإقليميا، وتتعرض لضغوط كبيرة على وقع صفقة القرن وخطة الضم”.

ويرى أنه “على القيادة الفلسطينية ألا تنظر لاتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي على أنه خطوة معزولة عن سياقها الدولي والإقليمي”.

وشدد الشوبكي، على أنه “ليس باستطاعة القيادة الفلسطينية مقابلة التطبيع الإماراتي بخطوات عملية تتجاوز الرفض والاستنكار، وهذه لا تشكل أي ضغط”.

الرؤية الإستراتيجية
وتابع الشوبكي، أن “المطلوب في هذه المرحلة تقديم أطروحات بديلة على مستوى الرؤية الإستراتيجية لما يريده الفلسطينيون، ووسائل تطبيق هذه الرؤية، سواء النكوص عن حل الدولتين، أو التمسك به، أو الإتيان بحل جديد، ودون ذلك استنزاف للطاقة والوقت”.

واعتبر الأكاديمي الفلسطيني، أي توجه دبلوماسي لمناهضة التطبيع الإماراتي على أمل تغيّر الظروف وخاصة الانتخابات الأميركية “مراهنة خاسرة، لأنه لا يمكن لأي إدارة أمريكية قادمة أن تغير خطوات الاحتلال أو الإمارات”.

وتساءل: “هل تريد القيادة التفاوض على أساس حل الدولتين؟ أم تريد أن تناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي باعتباره مشروعا استعماريا استيطانيا وجوده مرفوض؟ وهل تريد أن تناضل من أجل حقوق متساوية وليس لديها مشكلة مع إسرائيل بل مع سياستها؟”.

وتابع: “هذه الأسئلة يجب أن توضع على الطاولة بجرأة دون أن يستثنى أي طرف من النقاش”.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Dr.med.Ali Alassad:

    صفر امكانيه لأنهم طوال السنين الماضيه لم يتحضرو لما هو قادم وهم يعلمون أن الصهاينه لايريدون قيام دولة فلسطينية ومع ذلك لم يتجاوزو خلافاتهم ولم يتجاوزو الماضي والنظر إلى المستقبل كل همهم كان الحفاظ على مواقعهم بدون الحفاظ على شعبهم

  2. يقول ابن الاردن:

    لقد تغيرت الظروف ومواقف الدول ، ولا تزال القيادة الفلسطينية على نهجها القديم واسطوانتها المشروخة ، فهم لا يزالون يتكلمون عن الحقوق المشروعة والمواقف الدولية والتي لا ترتكز على عوامل ضغط على اسرائيل ،، ماذا قدم المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية ؟. هل اوقف هدم منزل او بناء مستوطنه
    فك قيود اسير ، او منع اعتقال فلسطيني واحد ،
    في اطلالاتهم وخطاباتهم الاعلامية تفوقوا على بديع الزمان الهمذاني ولم يفلحوا بانهاء الانقسام ،
    يخشى ان يأتي مستقبل تجد فيه القيادة الفلسطينية نفسها وحيده انهم يحلقون في الاوهام ويعولون على المجتمع الدولي الذي فشل عمليا تماما في نصرة الحقوق الوطنية

  3. يقول أ.د/ غضبان مبروك:

    لبفرق بين الصهاينة والقيادة الفلسطينية كالفرق بين الليل والنهار. كثرة الكلام والتحليلات والتكهنات من الجانب الفلسطيني مقابل كثرة الأفعال مع الأقوال لشن حرب نفسية ضد الفلسطينيين والعرب والرأي العام الدولي من الجانب الاسرائيلي.
    لا خيار أمام الفلسطينيين سوى خيار “المقاومة المسلحة” لأنها ثبت تاريخيا وعالميا على أنها الأنجع. مقاومة تصيب الاقتصاد الاسرائيلي بالشلل والانهيار مما يجعلها تسرع الى أمريكا لجلب الموال من دافع الضرائيب الأمريكي وهنا سيكون الأثير مزدوج مما يجعل الفرد المريكي يرفض مساعدة الكيان الصهيوني الذي نعلم أنه لا يستطيع البقاء بدون العم سام.لينس الفلسطينيون للوهلة ما يسمى العالم العربي ويعتمد على نفسه بعد التوكل على الله فان النصر سيكون حليفه. لتنسى القيادة الفلسطينية فكرة المفاوظات لأن كبير المفاوظين(عريقات) فشل فشلا ذريعا.
    البندقية هي شرف فلسطين وليس الصالونات والمؤتمرات. البدقية هيعنوان فلسطين وليس واشنطون أوباريس أو القاهرة.

  4. يقول أحمد - لندن:

    بالنتيجة فان الخطوة الاولى هي تغير القيادة الفلسطينية المفصولة عن الواقع. نريد قيادات لديها فكر مختلف عايشت الاحتلال و تعرف كيف يفكر الاسرائيلين و العالم. و تستطيع ابتكار حلوا خلاقة و كسب التأييد و الاهتمام. على الشعب الفلسطيني الانتفاض في وجه قيادته لانها فشلت في منع التطبيع و أوصلت اهم قضية عادلة في العالم الى ادنى المراتب و الاهتمامات الإقليمية و الدولية. بذلك تجرأت الامارات و البحرين و السعودية بالبوح بالتطبيع و الحبل على الجرار!

  5. يقول محمد الجزائر ي:

    السلام عليكم
    لا يوجد خيارات اخرى كل حكام العرب في المزبله من المحيط للخليج
    عليكم بالسلاح والثوره
    لايوجد حل اخر حكامنا نسوة للغرب
    جمعة مباركة عليكم
    وكل سنه وانتم بخير

  6. يقول نجمة:

    بالله عليكم هذا منظر اجتماع حكومة محتلة الزرابي و الكروش و لا شاب وسط الجماعة رءوس بيضاء مع احترامي للراس الابيض فلسطين محتاجة لدماء جديدة لشباب يقارع العدو من كل جهة حرام عليكم ارحلوا

إشترك في قائمتنا البريدية