دمشق ـ «القدس العربي» : بعد تهديد ترامب المفاجئ بتدمير الاقتصاد التركي إذا استغل الجيش التركي انسحاب قواته من شمال سوريا وشن هجوما ضد الوحدات الكردية، حيث كتب ترامب على تويتر «سنُدمّر تركيا اقتصاديا إذا هاجمت الأكراد. سنُقيم منطقةً آمنة بعرض 20 ميلاً»، مضيفًا «وبالمثل، لا نُريد أن يقوم الأكراد باستفزاز تركيا».
وسعياً لتبريد الموقف الصادم لترامب أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب اردوغان ونظيره الأمريكي ناقشا خلال محادثة هاتفية مساء الإثنين اقامة «منطقة أمنية» في سوريا. وبحث الزعيمان «فكرة إنشاء منطقة أمنية يتم تطهيرها من الإرهاب في شمالي البلاد»، حسب بيان الرئاسة التركية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان «أعرب الرئيس عن رغبته في العمل معا لمعالجة المخاوف الأمنية التركية في شمال شرق سوريا، وأكد في الوقت ذاته أنه من المهم بالنسبة للولايات المتحدة أن لا تسيء تركيا إلى الأكراد وغيرهم في قوات سوريا الديموقراطية الذين قاتلنا معهم لهزيمة داعش».
طالبه بـ«عدم الاساءة للاكراد» ووعده بمعالجة مخاوف أنقرة الأمنية
وجاءت تصريحات الخارجية التركية على لسان وزيرها مولود تشاووش أوغلو بأن الحوار مع واشنطن جار على مستوى الزعماء والوزراء ومجموعات العمل المشتركة، مضيفاً أن وفدا تركيا برئاسة مساعد وزير الخارجية سادات أونال سيزور العاصمة واشنطن في 5 شباط/ فبراير المقبل، لمناقشة مواضيع عدة أهمها ملف شراء أنقرة منظومة باتريوت الأمريكية وكذلك مناقشة إجراءات بحق منظمة غولن ومكافحة الإرهاب والملف السوري.
ويبدو أن تركيا دخلت في مرحلة مفاوضات ساخنة مع واشنطن حول آلية العمل في المنطقة العازلة مع الأكراد، حيث تريد انقرة السيطرة بالفعل على كامل الشريط الحدودي الذي يربطها مع سوريا من أجل إبعاد الخطر المتمثل بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني المحظور كلياً في تركيا.
ويمكن القول إن هدف تركيا هو السيطرة على الشريط الحدودي بعمق يتراوح ما بين 20 الى 30 كلم، فيما يرجح أن تكون آلية التعامل مع الأحزاب الكردية محط الخلاف والنقاش الرئيسي مع واشنطن، حيث ترى تركيا، حسب تصريح للباحث سعد الشارع لـ«القدس العربي» أن هذه التشكيلات تنظيمات معادية تهدد الأمن القومي، في المقابل ترى أمريكا أنها شريكة لها وساعدتها في إنهاء تنظيم «الدولة» في العديد من المناطق منها الرقة والضفة الشرقية من نهر الفرات لمحافظة دير الزور وأجزاء من الحسكة، لذلك لا تريد الولايات المتحدة الامريكية بطشا تركيا في تعاملها مع هذه التشكيلات العسكرية.
وأوضح الشارع أن قرار الانسحاب الامريكي وإن كان هناك خلاف في توقيته وآليته، لكنه قد يكون فعلياً وإن طالت به المدة، لأن سياسة ترامب لا تريد وجودا قويا في منطقة شرقي الفرات، فيما ستجد المباحثات المقبلة بديلاً قد يحل مكان الأمريكيين أو يكون شريكا فعليا لهم على الأرض بضمانة عدم عودة التنظيمات الإرهابية، وتحديدا تنظيم «الدولة»، فضلاً عن ضمان عدم انتقال ميليشيات إيران من الضفة الغربية لنهر الفرات إلى الضفة الشرقية كون ميليشيات ايران تتواجد في المدن الرئيسية في محافظة دير الزور وهي مدينة دير الزور والميادين والبوكمال، كما هي على أهبة الاستعداد للانتقال إلى الضفة الشرقية، خاصة عندما حشدت خلال الفترة الماضية قوات للنظام السوري مثل الفرقة الثانية وبعض ألوية الفرقة الرابعة التي وصلت من وسط سوريا إلى محافظة دير الزور، فهي ربما تتأهب مع النظام السوري للعبور الى الضفة الشرقية وهذا ما لا تريده ابداً الولايات المتحدة.
ورجح المتحدث ان يحسم الآن الموقف الأمريكي في إجراء تفاهم وشراكة مع تركيا حول منطقة شرق الفرات، مقابل أن تكون هناك ضمانات بعدم بطش الجانب التركي بالأحزاب الكردية المدعومة من واشنطن، مع الإشارة إلى إمكانية اتفاق أمريكي روسي يسمح لموسكو والنظام بدخول المنطقة، مقابل ضمانات كبيرة بعدم عبور الميليشيات الإيرانية، وهو أحد محددات الانسحاب الأمريكي.
ومستغلة التطورات في شرق الفرات دخلت هيئة تحرير الشام على الخط حيث سارع زعيمها أبو محمد الجولاني الخطى من أجل استرضاء الجانب التركي، بعد انتهاء الحملة التي شنها ضد تشكيلات المعارضة في الشمال السوري، انتهت بإنهاء وجود عدد من الفصائل الحليفة لتركيا كـ»الزنكي»، فأعلن الجولاني، أمس، دعمه لتوجه تركيا للسيطرة على مناطق شرق الفرات. وقال «الجولاني» عبر «وكالة أمجاد للإنتاج المرئي» التابعة له «نحن مع التوجه التركي لتحرير منطقة شرق الفرات»، معتبراً أن «حزب العُمال الكردستاني (ب ك ك) و(ب ي د) أعداء للثورة السورية، ويستوليان على مناطق فيها عدد كبير من العرب السُّنة، لذلك فنحن مع التوجه لتحرير منطقة شرق الفرات». (تفاصيل ص 4)
بأمر من سيده اللوبي الأمريكي خفض ترامب النبرة التي أُمر بتوجيهها نحو تركيا لأن الأمر بات يتعلق بدعم المنظمات المقاطعة للمنتوجات الإسرائيلية ومع ذلك الحذر واجب من قبل إردوغان.
تركيا يمكنها وبسهولة شق طريق بري وجوي للوصول إلى القدس بل وإلى غزة وإلى النقب ثم خليج العقبة. وبذلك السيطرة على البحر الأحمر من باب المندب حتى مضيق البوسفور عبر السُّويس.
القانون الدولي لا يسمح باحتلال ارض الغير،لاجل مزاعم ارهابية. السيادة السورية يكفلها ميثاق الامم المتحدة، لقد جربت اسرائيل هذا الحل في جنوب لبنان، للتصدي للمقاومة اللبنانية، لاكنها خابت وخرجت مهزومة.
الا يتوقع اردوغان ان يقاومه الاكراد، بهذه الخطوة علئ الحدود السورية والعراقية، ومن داخله، فالتركيبة البشرية في تركيا لا يستهان بها 16مليون كردي، هل اردوغان، تاخذه جرئته الئ حد ان يشهد حربا اهلية في تركيا؟
الاكيد ان العدوان لا يدوم والئ زوال، ومهما فعلت تركيا للحصول على رضا امريكا، فان هذه الاخيرة لا اصدقائ لها، الا ما يحقق مصالحها، ومصالح امريكا هي ان تبقئ المنطقة غير مستقرة، ولهذا فتركيا حتئ وان توافقت مع امريكا فانها لا تستطيع اقتصاديا وسياسيا وامنيا الدخول في منازلت متشعبة، راسها في تركيا اكراد تركيا وباقيها في الجوار وافكارها في واشنطن واسرائيل…