بعد طلب المدعي العام سجنها وإعلان عدم أهليتها.. مارين لوبان وقيادات حزبها يستنكرون “الرغبة في استبعادها” من رئاسيات 2027

حجم الخط
0

باريس- “القدس العربي”: استنكرت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، والرئيسة الحالية للكتلة البرلمانية لحزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، مارين لوبان، ما اعتبرتها رغبة في استبعادها من الحياة السياسية”،  وذلك رداً على حكم عدم الأهلية المطلوب بحقها من قبل الادعاء الفرنسي، ما من شأنه أن يقوّض أي مطامح رئاسية لها في استحقاق 2027.

فهذا الأربعاء، طلب الادّعاء العام الفرنسي فرض غرامة قدرها 300 ألف يورو وعقوبتين: السجن خمس سنوات، منها سنتان يمكن أن تكونا عرضة للتغيير، فضلاً عن عدم أهلية مارين لوبان، زعيمة حزب “التجمع الوطني” (الجبهة الوطنية سابقاً)، وذلك في قضية المساعدين البرلمانيين لنواب الحزب في البرلمان الأوروبي.

أثار هذا الطلب غضب قيادات حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، وفي مقدمتهم مارين لوبان، التي استنكرت “رغبة النيابة في حرمانها وحرمان الفرنسيين من القدرة على التصويت لمن يريدون”، معتبرة أن “الشيء الوحيد الذي كان يثير اهتمام الادعاء العام هو شخصها لكي يتمكّن من المطالبة بإقصائها عن الحياة السياسية، وكذلك إقصاء حزبها”، في إشارة منها إلى الغرامة المالية التي فرضت عليه، والتي تصل إلى 4.3 مليون يورو، منها 2 مليون مع وقف التنفيذ، طلبتها النيابة العامة ضد الحزب اليميني المتطرف.

طلب المدعي العام أيضًا السجن لمدة ثمانية عشر شهرًا، بما في ذلك ستة أشهر نافذة، مع ثلاث سنوات من عدم الأهلية ضد الرجل الثاني في الحزب، لوي أليو، والحكم بعشرة أشهر مع وقف التنفيذ وسنة واحدة من عدم الأهلية ضد المتحدث باسم حزب “الجبهة الوطنية”، جوليان أودول، والحكم بثمانية عشر شهراً مع وقف التنفيذ وسنتين من عدم الأهلية لشقيقة مارين لوبان، يان لوبان.

وزعمت مارين لوبان أنها لم “تفاجأ”، قائلة إنها “كوّنت رأيها بعد بضعة أيام من الاستماع”، قبل أن تهاجم النيابة مرة أخرى، ووصفتها بـ”الفاحشة” و”العنيفة”.

جوردان بارديلا، الرئيس الحالي لحزب “التجمع الوطني”، ورئيس كتلته في البرلمان الأوروبي، اعتبر أن “الادعاء العام ليس في مجال العدالة.. إنها في القسوة والانتقام من مارين لوبان”.

وأضاف: “تهدف طلبات الادعاء العام الفاضحة إلى حرمان ملايين الفرنسيين من أصواتهم في عام الانتخابات الرئاسية 2027. وهذا هجوم على الديمقراطية”.

ومع وضع الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2027 في الاعتبار، استنكر إريك زمور، زعيم حزب “الاسترداد” اليميني المتطرف، ما وصفه بـ”حكومة القضاة”. وقال زمور: “مهما كانت خلافاتنا، فمن المؤكد أنه ليس من اختصاص العدالة أن تقرّر من يمكنه أن يكون مرشحًا”.

من جانبه، تحدّث النائب البرلماني إيريك سيوتي، الحليف الجديد لمارين لوبان، عن “إنكار جديد للديمقراطية”، قائلاً: “لا ينبغي مصادرة مسار الديمقراطية الفرنسية من الناخبين مرة أخرى. إن المصير الديمقراطي لأمتنا يجب أن يتقرر في صناديق الاقتراع، وليس في قاعات المحاكم”.

وفي موقف لافت، اعتبر وزير الداخلية السابق، والنائب البرلماني الحالي، جيرالد دارمانان، الخصم السياسي لحزب مارين لوبان، أنه “سيكون من الصادم للغاية أن تعتبر مارين لوبان غير مؤهلة، وبالتالي لا يمكنها خوض الانتخابات”.

وقال دارمانان، في تغريدة له: “محاربة السيدة لوبان تكون في صناديق الاقتراع، وليس في أي مكان آخر. إذا وجدت المحكمة أنه يجب إدانتها، فلا يمكن إدانتها انتخابيًا دون تصويت الشعب”.

وتابع وزير الداخلية السابق: “دعونا لا نخاف من الديمقراطية، ودعونا نتجنّب توسيع الفجوة بين «النخب» والأغلبية الساحقة من مواطنينا”.

وهو بذلك يتشارك مع خصومه السياسيين وجهة النظر نفسها.

وأمام الصحافة، اعتبرت مارين لوبان أن “رغبة الادعاء هي حرمان الفرنسيين من القدرة على التصويت لمن يريدون.. وتدمير الحزب”.

ومن المقرر أن تستأنف المحاكمة يوم الإثنين المقبل، على أن تستمر مرافعات الدفاع لمدة أسبوعين، ويصدر الحكم في وقت لاحق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية