أنطاكيا- «القدس العربي»: في حادثة تعبر عن مدى الاحتقان الشعبي التركي ضد اللاجئين السوريين، تعرض شاب فلسطيني إلى الضرب المبرح في أحد شوارع اسطنبول من قبل أحد المواطنين الأتراك، بسبب تكلم الشاب باللغة العربية.
وأوضح الشاب الفلسطيني رفعت أبو لية، المقيم في اسطنبول، أنه تعرض لاعتداء من أحد الأتراك مبيناً أن سبب الاعتداء الجسدي، كان بسب الظن أنه من اللاجئين السوريين.
وسط تحذيرات من تصاعد الخطاب المعادي للنازحين السوريين
وتابع أبو لية في المقطع المصور الذي نشره على تطبيق «تيك توك» أنه قام بتقديم شكوى لدى الشرطة التركية فطلبوا منه إجراء فحص طبي لتوثيق الاعتداء، وبعد إحضاره تقرير المشفى قاموا باستدعاء المواطن التركي وبدل تقديمه للعدالة أخذوا يتجادلون معه دون أي نتيجة ثم أطلقوا سراحه، وانتقد أبو لية هشاشة تطبيق القانون في تركيا وتساهل الشرطة مع الحوادث التي تستهدف العرب مؤكدا أن الرجل التركي الذي اعتدى عليه كرر تهجمه وصراخه عليه أمام الشرطة بل كاد أن يضربه مجدداً أمام الشرطة.
وكثيراً ما وثقت حالات تغاضى فيها رجال الشرطة في تركيا عن اتخاذ إجراءات جادة إذا كان المشتكي سوريا، ووصل الأمر ببعض مخافر الشرطة لرفض استقبال شكاوى السوريين إذا كانت الدعوى موجهة ضد تركي، كما في عشرات الحالات خلال الأعوام القليلة الماضية.
وحسب أبو لية فإن المعتدي التركي عندما علم أنه ليس سورياً قام بالاعتذار منه، لكن الشاب «أبو لية» أصرّ على تقديم شكوى ضده كون الأمر يمثل عنصرية تجاه اللاجئين السوريين، وقال الشاب الفلسطيني «يشرفني أن أكون سورياً». حادثة أبو لية تأتي في الوقت الذي وصل فيه الخطاب التحريضي أوجه ضد اللاجئين السوريين في تركيا، مع اقتراب موعد الانتخابات العامة والرئاسية المقررة في العام 2023 المقبل. وحذر الناشط الحقوقي المهتم بقضايا اللاجئين السوريين في تركيا، طه الغازي من تحوّل الخطاب الشعبي التركي المناهض للوجود السوري في تركيا، إلى خطاب كراهية ضد العرب عموماً، وهو ما كان سائداً في المجتمع التركي سابقاً.
وأكد لـ«القدس العربي» أن الخطابين ينذران بواقع سيئ للجالية العربية في تركيا، داعياً إلى تدارك ذلك قبل حدوث «الانفجار»، مبيناً أن ما يجري ينذر بإحياء إرث كراهية العرب في المجتمع التركي. وحسب الغازي، إن هذا الأمر بدأ يتوضح برفض الكلمات العربية بين الأتراك، ورف شعارات «نازية» ضد اللاجئين السوريين والعرب عموماً.
وقبل أيام، انتشرت عبارات عنصرية في حي الفاتح في اسطنبول ضد العرب واللاجئين السوريين، تسببت بذعر شديد بسبب احتوائها على كتابات وتعبيرات عنصرية على جدران بعض المنازل منها رمز النازية «الصليب المعقوف»، ودعوات لطرد العرب، وقال الغازي إن الخطاب تحول من حالة العداء للاجئ إلى العداء لكل ما هو عربي. وفي السياق ذاته، اعتبر السياسي والصحافي زكي الدروبي المهتم بقضايا اللجوء السوري في تركيا، غياب المحاسبة سبباً لتصاعد الخطاب العنصري والاعتداءات على اللاجئين السوريين في تركيا.
وأضاف لـ«القدس العربي»، أن السلطات التركية لا تريد الصدام مع الشارع التركي المحتقن ضد اللاجئين، ويبدو أن اقتراب توقين الانتخابات يجعل الحكومة التركية حذرة في هذا الجانب. وأكد دروبي، أن الحكومة تكتفي باتهام المعارضة بتأجيج الشارع التركي، ولا تقوم بمحاسبة الأخطاء، علماً بأن ذلك لا يصب في صالح الدولة أو المجتمع التركي، وكذلك العيش المشترك بين السوريين والعرب من جانب وتركيا من جهة أخرى.
وقال الدروبي إن بين الأتراك والسوريين مشتركات كثيرة منها التاريخ والجغرافية، فسوريا تشكل العمق الاستراتيجي لتركيا، والأخيرة تشكل العمق الاستراتيجي لسوريا والعرب عموماً. وأضاف الصحافي، أن تصاعد الخطاب العنصري يستوجب الحساب حتى لا يتحول إلى اعتداءات، وقال: «في حادثة الاعتداء على الشاب الفلسطيني، اعتذر منه المعتدي لأنه ليس سورياً، ولو كان كذلك لما قدم أحد الاعتذار، والشرطة لم تتحرك أساساً». وأكد الدروبي أن تذرع السلطات التركية بالحرص على عدم إثارة الشارع التركي، ليس له مبرر، وخصوصاً أن جهات معارضة تركية اليوم تبني سياساتها على معاداة اللاجئين السوريين فقط، دون التطرق لأي برامج متعلقة بالاقتصاد والجوانب الأخرى.
كنت في استنبول شهر ديسمبر 2019 الى يناير 2020 مع ابنتي اساعدها في اخذ الفيزا لدولة اوروبية نركب الباص واتكلم مع ابنتي بلغتنا العرببة واء بي اتفاجىء بتركي يقارب عمره الستين يبصوت يقف في وسط الباص ونحن جالسين يتكلم بصوت عال بلغته التركية التي لا افهمها لكن من من نبرة الصوت ونظرته ومن يتكلم معهم الينا فهمت انه غاضب علينا ….هدأت(وهذا ليس طبعي) لتجنب الصدام لأن اي صدام مع جاهل.عنصري ستتضرر ابنتي في موضوع الفيزا الدراسية ….والحمدلله غادرت ابنتي لتدرس في اوروبا وغادرت انا الى بلدي ولم أفكر بالعودة الى تركيا.
هذا مثل عن المشاكل التي يجد.العربي نفسه بوسطها في تركيا بدون اي سبب