بعد عقد من الزمن.. تنظيم “الدولة” يغيب عن المشهد السوري

أسامة الخلف
حجم الخط
0

الرقة (سوريا)- “القدس العربي”: أصدر تنظيم “الدولة”، اليوم الجمعة، سجل عملياته الأسبوعية في المناطق التي قسمها جغرافيا إلى “ولايات ” عبر صحيفته الرسمية المعروفة باسم “النبأ” في لفتة غاب عنها المشهد السوري بشكل مطلق لأكثر من عقد منذ إعلان تشكيل التنظيم في العراق والشام في مدينة الرقة، صيف عام 2013.

ولم تتطرق الصحيفة الرسمية الناطقة باسم التنظيم للمعارك الدائرة في ريف دير الزور بين قوات سوريا الديمقراطية والعشائر في المنطقة، وهو ما لم يعتد إعلام تنظيم “الدولة” ومعرفاته على وسائل التواصل الاجتماعي بل وصفحات مناصريه على فعله تجاه أي أزمة حاصلة.

بالمقابل ظهر تسجيل فيديو مصور، الأسبوع الفائت، على تلغرام يظهر فيه مسلحون يعلنون فيه دخول معركة دير الزور، ناسبين أنفسهم لخلايا “الدولة” وخلفهم “راية العقاب” التي اتخذها التنظيم رمزية خاصة وراية رسمية، وقد سبقهم إليها تنظيم قاعدة الجهاد في أفغانستان مطلع الثمانينيات إبان الحرب السوفييتية.

فيما كذب ناشطون ومناصرون للتنظيم المقطع الرائج كونه لم يصدر عن معرفات التنظيم ولا مواقعه “أعماق، الرعود، العقاب، ناشر نيوز”، كما أن لباس المتحدثين فيه ليست كاللباس المعتاد عليه من عناصر التنظيم.

وتبادلت جهات متعددة من أطراف الصراع “قسد والعشائر” صناعة البروبغاندا التمثيلية من خلال ترويج هكذا مقاطع، كون الظهور بأي شكل من أشكال تواجد عناصر التنظيم بالمنطقة هو بيضة القبان وكفة الرابح في سد الذرائع للحرب على الإرهاب وجعل المعارك الدائرة ذات طابع دولي لمحاربة خلايا التنظيم.

من ناحية أخرى، رصد متابعون توقف الحملات الإعلامية والعسكرية التي أعلنها النظام السوري ولواء القدس والميليشيات الإيرانية في بادية الشام التي تتاخم ريف الرقة الجنوبي الشرقي وريف دير الزور الجنوبي، والتي أعلنها الإعلام الرسمي للنظام بعد منتصف آب الماضي، بعد سلسلة عمليات تبناها التنظيم في منطقة “معدان والتبني ” والميادين والمحطة الثانية في بادية دير الزور وأودت بحياة “العشرات من مقاتليه”.

فيما لم تسجل الطائرات الحربية الروسية أي طلعات جوية في مناطق وجيوب خلايا التنظيم في بادية الشام خلال فترة المعارك الدائرة في ريف دير الزور مؤخراً.

في سياق متصل، شهد منتصف ليل الإثنين، وصول 360 من نساء وأطفال عناصر تنظيم “الدولة” إلى مدينة الرقة برفقة قوى الأمن الداخلي ووجهاء وشيوخ عشائر الرقة. وبحسب مصدر من مجلس الأعيان بالرقة وهي “جهة عشائرية تعمل كمحاكم نزاع وصلح بالرقة” تحدثت عن خروج 94 عائلة من المخيم انطلقت قوافلهم، مساء الأحد، ووصلوا في ساعة متأخرة من منتصف ليلة الإثنين. وتابع المصدر أن أعضاء مجلس أعيان الرقة الشيخ سعيد البورسان ورفقة شيوخ عشائر من الرقة قد استلموا العوائل وتم أخذ البيانات من قبل اللجان المختصة في مجلس الرقة المدني ومن ثم تم إيصالهم إلى ذويهم وأهاليهم في مناطق الريف والمدينة.

بدوره، قال الشيخ محمد علي سليمان المبروك، أحد وجهاء قبيلة الناصر في الرقة، رئيس لجنة حل النزاع سابقا (جهة مسؤولة عن أوضاع نساء وأطفال مخيم الهول) إن العوائل الآتية من مخيم الهول من نساء وأطفال خالية تماماً سجلاتهم الأمنية من أي انتهاك أو جرم، وهم كانوا بالمخيم لصلات قرابة مع عناصر التنظيم سواء زوجات أو أخوات أو أمهات وبنات، ولم يشاركن بأي عملية عسكرية مع التنظيم. وتابع “تعتبر الدفعة الرابعة منذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حيث شهدت أعوام 2019-2020-2021‬ خروج 3254 طفلاً وامرأة من المخيم عبر كفالات عشائرية”.‬‬

بالمقابل، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان في 29 من آب الفائت، تسليم دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، 64 طفلاً و30 امرأة ممن يحملون جنسية دولة قرغيزستان من عوائل تنظيم “الدولة” من مخيمي روج و الهول بريف الحسكة. وأشار الناشط الإعلامي أسامة أبوعدي إلى أن “العوائل الخارجة سابقا من مخيم الهول من نساء وأطفال مازالت مؤرقاً شاقاً بين مطرقة الواقع المعيشي الصعب وغياب المعيل وعدم تقبل بعض حالات من النسيج المجتمعي، وبين سندان قيود مكتومة للأطفال من مواليد مخيم الهول، الذي أدى للتسرب المدرسي وعدم وجود عقود زواج رسمية وتسجيل للمواليد وهي بحد ذاتها أزمة تلوح بالأفق مستقبلاً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية