بعد مجزرة المسجدين… التعاون الإسلامي تطالب بـ«إجراءات ملموسة» لمكافحة معاداة الإسلام في الغرب

إسماعيل جمال
حجم الخط
0

إسطنبول ـ «القدس العربي»: طالبت منظمة التعاون الإسلامي العالم بـ«إجراءات ملموسة» لمكافحة معاداة الإسلام في الغرب، والتي طالب الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، بمساواتها بـ«معاداة السامية»، وذلك في ختام اجتماع استثنائي عقد في إسطنبول لبحث تداعيات هجوم نيوزيلندا الإرهابي، بحضور ممثلي المنظمة، ووزير الخارجية النيوزيلندي، وينستون بيترز الذي افتتح كلمته بتحية الإسلام.
وبينما دعت المنظمة في بيانها الختامي الأمين العام للأمم المتحدة لعقد دورة خاصة من أجل إعلان الإسلاموفوبيا «شكلاً من أشكال العنصرية»، طالبت بإعلان الخامس عشر من مارس/آذار تاريخ المجزرة «يوماً دولياً لتتضامن ضد الإسلاموفوبيا».
فيما أعربت عن دعمها للسلطات النيوزيلندية في إجراء «تحقيق شامل وبشفافية كاملة» عن الهجمات الإرهابية التي ارتكبت بطريقة مدروسة وإجرامية.
وفي كلمته أمام الاجتماع، دعا اردوغان إلى مكافحة العداء للإسلام على مستوى العالم مثل «معاداة السامية بعد المحرقة» اليهودية، وقال: «تماما كما تصدت البشرية لمعاداة السامية بعد كارثة المحرقة، عليها أن تكافح تنامي العداء للإسلام بنفس التصميم»، كما طالب العالم الإسلامي مجدداً بالعمل بشكل جماعي لمكافحة التحديات التي تواجهه.
وشدد على وجود «تصاعد كبير في معاداة الإسلام في الغرب»، واتهم الإعلام «بتأجيج الكراهية»، مطالباً بمكافحة مجموعات النازيين الجدد التي وصفها بالإرهابية على غرار مكافحة تنظيم الدولة، لكنه أشاد بالتضامن الذي أظهرته نيوزيلندا مع المسلمين وطالب بأن يكون «مثالاً لمسؤولي العالم».
وخلال خطاب أمام أنصار حزبه «العدالة والتنمية» بولاية أماسيا. قال اردوغان أيضا، أمس الجمعة، إن «العنصرية ومعاداة الإسلام المتصاعدة في أوروبا، وأمريكا، مثلها مثل تنظيم الدولة، وبي كا كا/ ب ي د، في العراق وسوريا». وحذر «العالم بأسره وخاصة أصدقاء تركيا الأوروبيين والأمريكيين» من إرهاب «بي كا كا» ومعاداة الإسلام.
وأكد أن من يعكسون أنشطة الإرهابيين في تركيا والمنطقة إلى العالم بشكل يتماشى مع مصالحهم، يتجاهلون الهجمات في الغرب. وشدد على وجوب إنهاء فترة التصرف بتناقض بشأن التنظيمات الإرهابية.
وأضاف أنه من شأن «مساعي إظهار تنظيم الدولة، على أنه سيء، وبي كا كا/ ب ي دعلى أنها لطيفة»، أن تؤدي إلى «تفشي للإرهاب في أماكن غير متوقعة بالعالم مستقبلًا، وإلى المزيد من سلب للأرواح».

اردوغان يساويها بـ«معاداة السامية»… وزير الخارجية النيوزيلندي يؤكد أن السفاح «سيقضي حياته في زنزانة»

وتابع: «كما قضينا على الدولة الإسلامية، فالنقضي بنفس الطريقة على تنظيم بي كا كا، والتنظيمات العنصرية المعادية للإسلام، حينها فقط سيصبح العالم أكثر استقراراً وأمنا لنا جميعا».
وفي كلامه عن الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا، أشار أردوغان، إلى أن مرتكب المذبحة أظهر المدى الذي يمكن أن يصل إليه العداء»، معتبراً أنه «بدا واضحاً أنه لا يمكن لأي منطقة، أو ثقافة، في العالم أن تنجوا من سم الإرهاب».
وعلى غرار العديد من الخطوات التي اتخذها المسؤولين النيوزيلنديين لإبداء التضامن مع المسلمين عقب الهجوم الإرهابي، افتتح وزير خارجية نيوزيلندا، مؤتمره الصحافي في مدينة إسطنبول، بتحية الإسلام، وذلك عقب مشاركته القمة ولقاء ثنائي جمعه مع اردوغان.
وأعلن الوزير أن الإرهابي الذي نفّذ الهجوم على المسجدين «سيقضى بقية حياته في زنزانة انفرادية»، وشدد على أن دولته «تولي أهمية كبيرة للحرية الدينية، والهجوم على المسلمين هجوم علينا جميعًا»، واعتبر أن «لا يمكن لأي عقوبة أن تعادل حجم قبح الجريمة»، واعداً بأن «يبقى المسلمين يشعرون بالأمان في نيوزيلندا».
في السياق ذاته، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، إلى «إقرار تشريعات دولية تجرم الإسلاموفوبيا»، مشيراً إلى وجود مساعي لإنشاء مرصد عالمي يوثق جرائم الكراهية، وأعلن أن وفداً من المنظمة سيتوجه إلى نيوزيلندا نهاية الشهر الجاري للمشاركة في تأبين ضحايا الهجوم الإرهابي.
واعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أن «الإرهاب العنصري المتزايد يقف خلفه خطابات الكراهية والعداء للإسلام والأجانب والمهاجرين»، لافتاً إلى أن «وسائل الإعلام والسياسيين الذين ينشرون خطابات معادية للإسلام والأجانب والمهاجرين يتحملون أيضًا مسؤولية تزايد الإرهاب العنصري، مؤكداً أن «العالم الإسلامي سوف يتحرك»، حيال ذلك.
ورأى أن الهجوم كان «بمثابة رسالة تهديد إلى العالم»، مشدداً على ضرورة عدم اعتباره هجوماً منفرداً، لكنه أعرب في الوقت ذاته عن تقدير تركيا لـ«المواقف النموذجية» التي أبدتها السلطات النيوزيلندية عقب الهجوم.
وحذر العثيمين من أن «الفوضى ستطرق أبواب العالم إذا لم يتم التصدي لخطاب الكراهية والإسلاموفوبيا»، معتبراً أن «خطاب الكراهية القائم على الفكر اليميني المتطرف، لا يستهدف الإسلام والمسلمين فحسب وإنما يستهدف كذلك الأنظمة والدول الغربية الليبرالية الديمقراطية»، وشدد على أن «الإرهاب لا دين ولا عرق له».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية