بعد معارضة جيمس بيكر لقرار ترامب.. المغرب أمام تحدي إقناع بايدن بأهمية الاعتراف بمغربية الصحراء

حسين مجدوبي
حجم الخط
46

لندن- “القدس العربي”:

بدأت أصوات أمريكية ترتفع ضد قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية مقابل استئناف العلاقات مع إسرائيل، وإن كان فقط على مستوى مكاتب الاتصال، وأبرز هذه الأصوات وزير الخارجية الأمريكي الأسبق والمبعوث الخاص للأمين العام في نزاع الصحراء جيمس بيكر. ويوجد المغرب أمام تحد حقيقي، وهو كيف سيقنع إدارة بايدن الجديدة بأهمية الاستمرار بالاعتراف كآلية للاستقرار.

 

بيكر: قرار ضد توجه واشنطن

وكتب جيمس بيكر مقال رأي في جريدة واشنطن بوست أمس الخميس بعنوان “اعتراف ترامب بمغربية الصحراء الغربية ضربة للقانون الدولي والدبلوماسية”، وهو قوي المضمون. ويقول في بداية المقال “إن إعلان الرئيس ترامب الأخير بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية يعد تراجعا مذهلا عن مبادئ القانون الدولي والدبلوماسية التي تبنتها الولايات المتحدة واحترامها لسنوات عديدة”. في الوقت ذاته “يحذّر من تأثيرها السلبي على الحل النهائي للنزاع” وينبه إلى أن “القرار يهدد بتعقيد علاقاتنا مع الجزائر، شريك استراتيجي مهم، وله عواقب سلبية على الوضع العام في شمال إفريقيا”.

ويُثني بيكر على الاتفاقيات التي رعتها الولايات المتحدة للتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، ولكنه يتوقف عند الحالة المغربية، ويؤكد: “لكن أي نجاح في هذا الجهد لا ينبغي أن يأتي على حساب التخلي عن التزام الولايات المتحدة بتقرير المصير، وهو المبدأ الأساسي الذي تأسست عليه بلادنا والتي يجب أن تظل وفية له”، ويطالب بالمقابل بعدم التخلي عن ساكنة الصحراء كورقة مقايضة.

وشدد على موقف الحياد الذي تبنته الإدارات الأمريكية السابقة سواء الديمقراطية أو الجمهورية، ودعمها لمساعي الأمم المتحدة، وشدد على انتقاد تصور إدارة ترامب التي قامت بخلط ما يسمى باتفاقيات أبراهام مع قضية مثل نزاع الصحراء.

ويستعرض بيكر مخاطر القرار من خلال تصعيد في المواجهات بين المغرب وجبهة البوليساريو، بل ومواجهة بين الجزائر والمغرب علاوة على التشكيك الدولي في قرارات الولايات المتحدة في النزاعات، إضافة الى احتمال تدهور العلاقات الأمريكية الجزائرية في المجال التجاري والتعاون العسكري. ويطالب في خاتمة المقال بضرورة تراجع إدارة الرئيس المقبل جو بايدن عن هذا القرار الذي لم يعتبره قرارا حكيما.

وبدأت أصوات وازنة في واشنطن تطالب بضرورة التراجع عن القرار، ومنها جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق لدونالد ترامب، والآن جيمس بيكر وزير الخارجية السابق في عهد جورج بوش الأب، والذي شغل منصب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء ما بين 1996 إلى 2004، وقدّم وقتها ما يعرف بمقترح جيمس بيكر في نسختيه، الأولى تتجلى في الحكم الذاتي، ثم المقترح الثاني وهو الحكم الذاتي لمدة أربع أو خمس سنوات ثم الانتقال الى استفتاء تقرير المصير.

 

المغرب أمام مهمة إقناع بايدن

ويستمر السؤال معلقا: ماذا سيفعل الرئيس المقبل جو بايدن بشأن اعتراف ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. ويوجد رأيان، الأول يعتقد في إلغائه كما سيلغي الكثير من قرارات ترامب السابقة مثل الانسحاب من اتفاقية المناخ، ومنع مواطني بعض الدول الإسلامية من الدخول إلى الولايات المتحدة. ورأي ثان وهو الراجح يميل إلى احتمال وضع شروط قوية على المغرب، وهي ضرورة التقدم بحكم ذاتي مقنع والانفتاح الديمقراطي.

وفي حالة عدم تطبيق المغرب الحل الثاني، أي دمقرطة حقيقية، قد يعمل بايدن على تجميد القرار دون إلغائه، أي عدم فتح القنصلية الأمريكية في مدينة الداخلة جنوبي الصحراء، وتجميد الاستثمارات الأمريكية.

ويعد هذا من الامتحانات الصعبة للدبلوماسية المغربية، وهو الحفاظ على موقف ترامب، حيث ستكون أمام تحدي إقناع الإدارة الأمريكية بأهمية الاستمرار في الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء على استقرار منطقة شمال إفريقيا وغربها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فريد:

    مرسوم الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية في الصحراء تم نشره بالجريدة الرسمية و تم تبليغه لمجلس الأمن. وأميركا دولة مؤسسات وقانون وليست جمعية. ولكن يمكن للذين يكرهون المغرب أن يحلموا بما شاؤوا.

  2. يقول هدهد:

    و ما رأي بيكر و بولتن في اعتراف أمريكا بالقدس الفلسطينية المحتلة عاصمة أبدية موحدة للصهاينة. أليس ذلك خرقا للقوانين الدولية و لقرارات الامم المتحدة و للمبادئ الإنسانية و لحقوق الشعب الفلسطيني. لا مصداقية لمثل هؤلاء الساسة المتصهينين.

  3. يقول فؤاد مهاني - المغرب -:

    نقل السفارة الإسرائيلية من تل أبيت إلى القدس من قبل ترامب وتأييده لإسرائيل في ضم الجولان ألا يعتبر ذلك تراجعا مذهلا عن مباديء القانون الدولي والدبلوماسية. فالولايات المتحدة الأمريكية لم تحترم القانون الدولي عند غزوها للعراق بدون تفويض من الأمم المتحدة وغزوها لباناما واختطاف رئيسها نورييغا وسجنه ومحاكمته داخل أمريكا وتدخلها بالفيتنام.
    بيكر حاول أن يمرر خطة كولن باول وزير الدفاع الأمريكي السابق في السودان والتي أدت لتقسيمه لكي يطبقها في جزيء المغرب عندما كان مكلفا بملف الصحراء المغربية من طرف الأمم المتحدة ففشل لأن لهذه المنطقة خصوصيتها ويمكن تفسير انزعاج بيكر وبولتون وكيري صقور الولايات المتحدة بهذا الإعتراف الأمريكي التاريخي هو عزمهم في أن تظل أمريكا على نهجها في إدارة الأزمات وليس حلها من أجل مصالحها وهو ما أكده بيكر في أن هذه المصالح ستتضرر مع الجزائر.

  4. يقول بنادم:

    المغرب يعرف تماما ما يفعل وقبول عرض ترام ما كان دون معرفة موقف بايدن من القضية …المغرب ليس طفل صغير …الذي لا يعرفه أعداء الوحدة الترابية للمغرب أن أمريكا قررت وليس ترام والسبب إقتصادي لن أفصح عن ذلك والذي سيكون كزلزال لهم وسبب آخر بيئي له علاقة بالأعاصير التي تضرب أمريكا والتي تولد في صحراء المغرب و موريتانيا ستعمل أمريكا عل مراقبتها وقتلها في مهدها قبل عبورها الأطلسي

  5. يقول كريم:

    على العموم بيكر وصل سن التسعين. والأفضل له ان يستريح تمهيدا للعبور

  6. يقول علوان:

    جيمس بيكر معروف انه يخدم داءما في اللوبي الموالي لاكبر الشركات النفطية ونحن نعرف ان القانون الدولي لا يساوي الحبر المكتوب به في قرارات أمريكية غيرت العالم بدا بااهجوم على العراق واحتلاله وتحويل القدس عاصمة ابدية لاسراءيل
    مصالح امريكا اولا وتغيرات استراتيجية اتخدتها وزارة الدفاع الامريكيه مع وزارة الخارجيه فلا الجزائر ولا اسبانيا ولا المانيا قادرين على زعزعة القرار الذي اتخذته امريكا
    بايدن سيغير فقط قرار ترامب حول المناخ اما الاتفاق النووي الايراني فلن يمسه وسيشدد العقوبات والايام بيننا

  7. يقول sahraoui wkafi:

    اليس من حق الفلسطينيين بناء دولة مستقلة؟ اليس نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس انتهاك صارخ للقانون الدولي؟ اليس من حق الهنود الحمر الحق في الحياة ؟ نفاق بلا حدود.

  8. يقول اهل الموبارك:

    الحل عند. الله. هو الخبير. الكافي. فقط. الله

  9. يقول هيثم:

    منتهى التناقض: بيكر يتحدث جزافا عن تقرير المصير لمجموعة من الصحراويين موجودين في مخيمات تندوف و يصمت عن تقرير مصير ملايين الفلسطينيين. الآن يتحدث عن القانون الدولي والشرعية الدولية وماذا عن خرقها والضرب بها عرض الحائط عند تدمير العراق و عند نصرة الصهاينة على جرائمهم في فلسطين؟ تلميذه الصهيوني جون بولتون كان في الماضي ينكر أن يوجد قانون دولي و يصرح أن إرادة أمريكا فوق كل القوانين و أنها تطبق ما يخدم مصالحها فقط. ليطمئن الإخوة الذين يحلمون بتراجع إدارة الديموقراطي بايدن عن الاعتراف بمغربية الصحراء، فالدولة المغربية لا تبني سياساتها الداخلية والخارجية على العبث و اللاعقل؛ كل خطواتها محسوبة ومخططة ومدققة و التطورات الحالية كانت محط مفاوضات طويلة بين الأمريكيين و المغاربة و ساهم فيها اليهود المغاربة حاخامات ورجال أعمال و تجارة و حقق فيها المغرب ربحا كبيرا في الصحراء قضيته الوطنية الأولى. أكثر من ذلك الإخوة الذين ينعتون الدولة المغربية بالخيانة والمقايضة والعمالة والهرولة… هل تعتقدون أن اللوبي الصهيوني في أمريكا سيسمح لإدارة بايدن بالتراجع عن قرار الاعتراف وهو إعلان له قوة القانون؟

  10. يقول احويگر:

    لا اعتقد بان قرار”اترامبي” له استمرارية في ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، ان عده التنازلي اصبح يقترب من النهاية، فهو كالسراب للذي يظنه ماءاً.

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية