بغداد: انتشار واسع لظاهرة تعاطي المخدرات في تواز مع العنف الطائفي
تباع علنا علي الارصفة واحيانا في اسواق الخضرواتبغداد: انتشار واسع لظاهرة تعاطي المخدرات في تواز مع العنف الطائفيبغداد ـ القدس العربي ـ من ضياء السامرائي:انتشار المخدرات واحد من ظواهر غريبة افرزتها مرحلة الاحتلال الامريكي للعراق، وهو البلد الذي كان من اول الدول المتصدية لتجارة المخدرات او تداولها حتي ان عقوبة المتداول بها ابان النظام السابق كانت تصل الي الاعدام. وتوسعت ظاهرة المخدرات والحشيشة والكبسلة في المجتمع العراقي بعد ارتفاع وتيرة العنف الطائفي المقيت. ويقول الدكتور مهند الكبيسي من معهد مكافحة المخدرات ببغداد انتشرت المخدرات والحبوب والكبسولات تلك الحبات الصغيرة واللعينة في اسواق بغداد وشوارعها وأزقتها واسواقها حتي باتت تباع مع الفواكه والخضراوات، وانتشرت معها ايضا (صيدليات الشوارع) وهي عبارة عن باعة الارصفة الذين يتعاطون بيعها وتداولها بشكل علني . ويضيف ان النسبة الكبري من الشباب والمراهقين الذين تقل اعمارهم عن 18 عاما يبحثون عن المتعة والتسلية والخيال والانفصال عن العالم (ذهنيا) من خلال تعاطيهم تلك الحبوب وعندما يقل مفعولها تراهم يزيدون نسبة الجرعات للحصول علي المزيد من النشوة والخيال والطيران في عالم الخيال بلا حدود لفترة وجيزة تبدأ من ساعات الصباح حتي الليل .وتابع ان نحو 200 حالة شهريا تتم معالجتها من قبل اطباء من ذوي الاختصاص، لذلك وجد الاطباء بعد فحص حالات كثيرة وفحوصات لحالات تم ضبطها عند بعض المجرمين عند فحصهم انهم يتناولون الشاي الحلو جدا والدبس والحلويات والعسل بعد تناول الحبوب مباشرة!! وتسمي بـ(التكبيب) ويطلق علي من يتناولها بالكاب . من جهتها تقول الباحثة الاجتماعية سناء الشماع في جامعة بغداد يتم تعاطي تلك الحبوب والكبسولات والحقن والادوية وحتي بعض (خلطات الشاي) اليابس مع (السيكوتين) احد انواع الصمغ هذه (الخلطة العجيبة) مع (المعسل) ويتم استنشاقه بسرعة فائقة ليحصل بعدها المدمن علي نشوة الخيال والطيران مع سوبرمان ويذهب في غيبوبة ذهنية وتسمي في بغداد بـ(الحشاشة) حيث الغيبوبة والهلوسة البصرية والسمعية، ويتخيل البعض منهم مثلا ظهور عقارب بأحجام كبيرة جدا وافاع برأس كبير اشبه بالتنين الاسطوري والبعض الاخر يتخيل سقوطه من بناية عالية جدا . من جانبه يقول الدكتور معد الساري من وزارة الصحة: لقد تم تشخيص عشرات الحالات في مستشفي ابن رشد ببغداد وفي مستشفيات نفسية اخري بعد احتلال العراق وتبين ان بعض المدمنين (المكبسل) يتخيل انه يطارد قطة ويتصورها بحجم (الاسد والنمر) وسرعان ما ينتهي مفعول الخلطة او الحبة فان المدمن يسارع الي زيادة الحبوب من 2 ـ 3 فيجعلها 5 ـ 6 واكثر وهكذا حتي يحصل علي اعلي مستوي من النشوة والانتعاش. وقد تمكن الخبراء والاطباء من كشف مسميات غريبة وعجيبة لحبوب طبية صنعت خصيصا لامراض وحالات خاصة نفسية وجسدية فمثلا حبوب (ألارمين، تربتيزول) تستعمل لحالات (الحساسية) ولكن المدمنين يستعملون من 4 ـ 8 حبات لتعطي أعلي درجات النشوة والخدر لديهم، وأما حبوب (تكريتول ـ باراكيزول ـ ارجكتيل ـ ارتين ستلازين ـ ليبروم لعلاج الصرع وكذلك دواء (لودبوفيل) الأسرع مفعولا او الفاليوم الذي يستخدم لتسكين الآلام كما نعرفها جميعا، ويقول الخبراء والمختصون وحتي صيدليات الشارع اي (الجنابر البسطات) علي الارصفة بان معظم هذه الادوية تأتي من الصيدليات المحلية نتيجة الفساد الاداري، ومن ايران وتنزل الي الشارع بدون رقابة وقد سبق ان ضبطت آلاف الاطنان في عدة محافظات عراقية وخاصة الجنوبية. من جانبه يقول احد باعة هذه المواد المخدرة في منطقة شارع المشجر في منطقة السعدون شارحا انواع الادوية التي تستعمل للإدمان: هناك مثلا حبة (ابو الحاجب) لان عليها صورة حاجب وامواج والعدس وهذه الحبة بحجم العدس في الشكل واللون و(كبسولة) ابو الصليب لانها تحمل علامة (+) وحبة من نفس النوع تقسم الي اربعة اقسام وهذا اخطر الانواع ويستعمله (اللصوص والسراق) (وحتي عناصر الشرطة) لابعاد هاجس الخوف عنهم، لان هذا النوع يدفع بصاحبه الي فعل اشياء مشينة وخطيرة بلا تردد او خوف من اي نتيجة اما حبوب (101) فجاءت تسميتها لأن العلبة الواحدة تحتوي علي 101 حبة وان مفعولها قوي جدا.