بكين: تبادلت الصين والفلبين السبت الاتهامات بالتسبب بتصادم متعمد بين اثنتين من سفنهما التابعة لخفر السواحل قرب منطقة شعاب متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، بعد سلسلة حوادث مشابهة في المنطقة.
وتطالب الصين بالسيادة على معظم مساحة الممر المائي الحيوي للاقتصاد، رغم مطالب مشابهة لدول مجاورة وصدور قرار من محكمة دولية عام 2016 نص على رفض مطالب بكين.
وقال متحدث باسم خفر السواحل الصينيين إن حادثة السبت وقعت قبالة شعاب سابينا كول المرجانية التي باتت نقطة توتر جديدة في المواجهات البحرية المتواصلة بين مانيلا وبكين.
وتقع هذه الشعاب على بعد 140 كيلومترا من السواحل الفلبينية و1200 كيلومتر من جزيرة هاينان الصينية.
ونقلت قناة “سي سي تي في” الصينية الرسمية عن المتحدث باسم حرس السواحل ليو ديغون قوله إن بُعيد الظهيرة (4,00 ت غ) اصطدمت سفينة فلبينية “عمدا” بسفينة صينية قرب الشعاب المرجانية المعروفة في الصين باسم شيانبين.
وأضاف أن “الصين تمارس سيادة لا تقبل الجدل” على هذه المنطقة، منددا بسلوك “غير احترافي وخطير” للسفينة الفلبينية.
غير أن المتحدث باسم خفر السواحل الفلبينيين الكومودور جاي تارييلا قال إن سفينة خفر السواحل الصينية الرقم 5205 هي من “صدم بشكل مباشر ومتعمد” السفينية الفلبينية تيريسا ماغبانوا البالغ طولها 97 مترا.
وترسو السفينة في منطقة سابينا منذ نيسان/ أبريل للتشديد على مطالبة الفلبين بالسيادة على المنطقة.
وأضاف تارييلا أن التصادم حصل ثلاث مرات وطال ثلاثة أجزاء من السفينة ما ألحق بها بعض الأضرار.
ولم يصب أي من أفراد الطاقم في الحادثة. وعثر على ثقب في السفينة.
وقال تارييلا لصحافيين “من المهم أن نعي أن هذا التصادم حصل رغم … سلوكنا ووجودنا غير الاستفزازي في شعاب إسكودا شول”، مستخدما التسمية الفلبينية لسابينا شول.
والتصادم هو الحادثة الخامسة مع سفن فلبينية هذا الشهر، وفق تارييلا.
وقال المتحدث باسم المجلس الوطني للملاحة ألكسندر لوبيز إن تقريرا بشأن الحادثة الأخيرة سيُحال على دائرة الشؤون الخارجية الفلبينية للاطلاع واتخاذ القرار المناسب.
وأكد لوبيز “نتعامل مع هذا الأمر بقلق شديد”.
وأضاف “نحن موجودون هناك على أساس قانوني لأنها (المنطقة) لنا، لا نحتاج الى طلب إذن في منطقتنا الخاصة. لنكن واضحين جدا بهذا الشأن”.
تصادمت سفن فلبينية وصينية قرب شعاب سابينا المرجانية مرتين هذا الشهر، ويقول محللون إن بكين تحاول الدخول لمسافة أكثر عمقا في المنطقة الاقتصادية الخالصة لمانيلا وتطبيع السيطرة الصينية على المنطقة.
وأثار العثور على أكوام من المرجان المكسّر هذا العام في الشعاب، شكوك مانيلا في أن تكون بكين تخطط لبناء قاعدة دائمة أخرى هناك، ستكون أقرب نقطة لها من أرخبيل الفلبين.
وجرت مواجهات مؤخرا بين سفن فلبينية وصينية في محيط جزيرة سكند توماس شول في أرخبيل سبراتلي.
وفقد بحار إبهامه في اشتباك هناك في حزيران/ يونيو عندما أحبط عناصر من خفر السواحل الصينيين كانوا يحملون سكاكين وعصيا وفأسا محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد حامية صغيرة.
وتعد شعاب سابينا المرجانية نقطة التقاء للفلبين لمهمات إمداد الحامية في سكند توماس شول.
ودفعت المواجهات المتكررة بمانيلا للقول في مؤتمر للدفاع في وقت سابق هذا الشهر إن الصين هي “أكبر معطّل” للسلام في جنوب شرق آسيا.
وانتقدت الولايات المتحدة، وهي حليف قوي لمانيلا، الصين بسبب تصرفاتها “الخطرة والتصعيدية” قرب سابينا شول. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان إن واشنطن دعت الصين إلى “الكف عن السلوك الخطر والمزعزع للاستقرار”.
(أ ف ب)