باريس ـ «القدس العربي»: أمام الانتقادات الكثيرة التي تطالها مع الانتشار الكثيف للفئران في شوارع باريس بما في ذلك أحيانًا بالقرب من المعالم التاريخية، قررت عمدة العاصمة الفرنسية آن هيدالغو، هذا الأسبوع، تَشكيلَ مجموعة عمل لدراسة مسألة كيفية «التعايش» مع هذه القوارض: قتلها أم حصرها/تجميعها/ في المجاري؟
وقالت، آن سوريس، نائبة عمدة باريس المسؤولة عن الصحة العامة والعلاقات مع المستشفيات والصحة البيئية، ومكافحة التلوث والحد من المخاطر، أن بلدية باريس تعتبر أن مسألة «التعايش» مع الفئران باتت تطرح نفسها وبقوة، موضحة أن تشكيل هذه اللجنة الهدف منه هو مكافحة انتشار الفئران بشكل فعّال. وقد حظيّ هذا المشروع بالترحيب من قبل جمعية الدفاع عن الحيوانات التي تدعو إلى «أساليب غير مميتة» بمشروع بلدية باريس هذا.
واعتبرت آن سوريس أن الفئران «ليست مشكلة صحية عامة» وأن جامعي القُمامة هم المعنيّون بحالات انتقال داء البريميات عن طريق اللدغة، ويمكنهم الاستفادة من اللقاح، توضح نائبة عمدة باريس المسؤولة عن الصحة العامة.
واستدركت قائلة: «لكن هذا لا يعني أنه يجب ترك الفئران تجوب المدينة» مشيرةً إلى خطة بلدية باريس الموضوعة منذ عام 2017 والمتمثلة في دخولها في معركة ضد 3.8 مليون من الفئران في باريس. وقد ندد منتقدون للخطة، بمن فيهم مدافعون عن حقوق الحيوان، وقتها، بـ«الإبادة الجماعية» للفئران. وجمعت عريضة عبر الإنترنت نحو 26 ألف توقيع للمطالبة بإنهاء عمليات «إبادة الفئران».
وشددت الناشطة البيئية المنتخبة دوشكا ماركوفيتش، التي أثارت جدلاً في عام 2022 من خلال طلب تفضيل مصطلح «فئران صف» أقل ازدراءً في رأيها، على أنها كانت «مفيدة» في نظامها البيئي، وشجبت «خوفًا غير طبيعي وغير مبرر» من الفئران.
وكان عمدة الدائرة 17 لباريس، جيفروي بولار، قد أطلق قبل منذ نحو أربع سنوات حملة لمكافحة الفئران، بما في ذلك «موقع إلكتروني للجوال» للقضاء على القوارض من شوارع بلديته. ويسمح موقعه signalunrat.paris للمارة الذين يرون أحد الفئران في الشارع بالإبلاغ عنه وطلب تدخل الخدمات البلدية. وبالنسبة للمقيمين الذين ليس لديهم إنترنت، فتحت بلدية الدائرة 17 أيضًا خط هاتف يمكن الوصول إليه. كما تم إطلاق حملة ملصقات في الحدائق وعلى لوحات الإعلانات البلدية لتذكير الناس بقواعد النظافة، بما في ذلك جمع والتقاط نفاياتهم، وتجنب الصناديق العامة للتخلص من نفاياتهم المنزلية.