برلين: مثل الكثير من أثرياء أمريكا اللاتينية، يستعد الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي للانتقال إلى مدينة ميامي الأمريكية.
وعلى النقيض من معظمهم ، فإن ميسي يمكنه العيش في أي مكان ،، ولو كان قرر اللعب في السعودية ، لكان قد أصبح أكثر ثراء بحصوله على مليار دولار ،حسبما ذكرت وكالة (بلومبيرغ) للأنباء في تقرير لها.
وأوضحت بلومبيرغ في تقريرها أن انتقال ميسي للعب في أحد الفرق البعيدة عن صراع المنافسة على لقب الدوري الأمريكي، وفي بلد تحتل فيه كرة القدم المركز الرابع بقائمة أكثر الألعاب شعبية بها في أفضل الأحوال، يبدو أمرا منطقيا للغاية، على الصعيدين الاحترافي والشخصي، وربما حتى المالي أيضا.
فيما يتعلق بالصعيد الاحترافي، فبعد فوزه بكأس العالم مع منتخب الأرجنتين في كانون الأول/ديسمبر الماضي، حقق ميسي كل شيء في كرة القدم: جوائز الكرة الذهبية، الألقاب الأوروبية، ألقاب الدوري المحلية.
سيبلغ ميسي من العمر 36 عامًا في غضون أسبوعين فقط، لكن لا يزال بإمكانه اللعب على المستوى الأعلى لبضع سنوات أخرى.
لم يكن الاستمرار مع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي خيارا بالنسبة لميسي، خاصة مع توتر علاقته مع جماهير الفريق في الفترة الأخيرة، وإطلاق صافرات الاستهجان ضد في كثير من الأوقات.
أما العودة إلى برشلونة، النادي الذي قضى فيه حياته، كان من الممكن أن يسفر عن “الرقصة الأخيرة” التي أرادها جمهوره في إقليم كتالونيا وحول العالم.
لكن رغم ذلك، فإن الوضع المالي المتردي لبرشلونة والسياسات المعقدة جعلت إتمام الصفقة يبدو صعبة.
وأضافت الوكالة أن ذلك ترك “خيارين للمال” على الطاولة أمام ميسي: إنتر ميامي والمملكة العربية السعودية ، حيث قام ميسي ببعض الأعمال كسفير للسياحة هناك.
وعلى الصعيد المادي، فميسي بالفعل واحد من أغنى الرياضيين في العالم، لذلك ربما لا يكون كسب المزيد من المال أولوية بالنسبة له.
ورغم ذلك، فإن الأمر يتطلب بعض الجرأة لرفض العرض المذهل الذي تقدم به الدوري السعودي للظفر بخدمات ميسي والذي ترددت تقارير أنه بقيمة مليار دولار، والذي يأتي بعد الحصول على توقيع غريمه اللدود البرتغالي كريستيانو رونالدو في كانون الثاني/يناير الماضي.
ولم يتم كشف النقاب عن تفاصيل تعاقد ميسي مع إنتر ميامي بشكل رسمي بعد، ولكن تم الإفصاح عن وجود بنود في الصفقة بشأن حصول النجم الأرجنتيني على نسبة من أرباح شركتي (أديداس وآبل)، مما يجعلها أكثر ثراء.
وربما قرر ميسي السير على نهج أسطورة الكرة البرازيلي الراحل بيليه، الذي اختتم مسيرته الرياضية بالولايات المتحدة عقب انضمامه لفريق نيويورك كوزموس الأمريكي عام 1975، حيث راهن على أن “كرة القدم” يمكن أن تنطلق أخيرا في أكبر اقتصاد بالعالم.
وربما فكر ميسي أيضا في النجم الإنكليزي السابق ديفيد بيكهام، الذي رحل للدوري الأمريكي للمحترفين عام 2007، مختتما مشواره الكروي بهدوء في الولايات المتحدة، ولكنه رفع شهرته إلى مستوى جديد و أكثر ربحية .
وفيما يتعلق بالجوانب الشخصية، فهناك أسباب من المحتمل أن تكون دفعت ميسي لاتخاذ قرار الرحيل للولايات المتحدة، فهو “رجل أسرة، مستقر للغاية في حياته الشخصية، لذا فإنه كشخص فهو مختلف تماما عن رونالدو”، كما يقول سيمون تشادويك، أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي في مدرسة سكيما بوسينز في باريس.
ويمتلك اللاعب الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم 7 مرات، شقة بالفعل في ميامي، حيث يحب قضاء العطلات هناك، بحسب بلومبيرغ.
وسبق لميسي أن تحدث عن إمكانية الانتقال لميامي في إحدى المقابلات، حيث قال إنه سيكون هناك نمط حياة مختلف بالنسبة له ولعائلته، “يستمتعون أكثر بكثير يوما بعد يوم”.
وتابعت بلومبيرغ أن ميسي بالطبع لا يزال منافسا – واللعب لأحد الفرق المتواضعة – على المستوى الفني – بالدوري الأمريكي سيكون صعبا.
والسؤال من أين سيحصل ميسي على دوافعه؟ فالإجابة واضحة :أنه مازال قائدا لمنتخب الأرجنتين (بطل العالم).
ويتمتع ميسي الآن بأضواء النجاح بعد سنوات من الهزائم المؤلمة مع منتخب بلاده، ويواجه التحدي الآن للاحتفاظ بلقب كأس أمريكا الجنوبية (كوبا أميركا)، التي ستقام في الولايات المتحدة صيف العام المقبل.
ويمكن للبيئة الأقل كثافة في الدوري الأمريكي أن تطيل مسيرة ميسي الدولية، حيث يعتزم قيادة منتخب بلاده في المونديال القادم، الذي يُقام بالولايات المتحدة والمكسيك وكندا عام 2026 .
واختتمت بلومبيرغ تقريرها بالقول إن ميسي كان بإمكانه كسب المزيد من المال في الرياض بالتأكيد، وكان من الممكن أن يرضى عاطفيا بإنهاء مشواره الحافل مع الساحرة المستديرة في برشلونة، لكن هذا الترتيب قد يسمح لقائد منتخب الأرجنتين بمساعدة منتخب بلاده في الدفاع عن لقب المونديال.
(د ب أ)