بلومبيرغ: زيارة ترامب لبغداد خطوة جيدة ولكنها لن تصلح ضرر سحب القوات من سوريا

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن – “القدس العربي”:
قالت ميغان أوسليفان المعلقة في موقع “بلومبيرغ نيوز” إن زيارة الرئيس دونالد ترامب، الأولى له للجنود الأمريكيين في محور حرب لن تصلح الضرر الذي أحدثه قراره الأسبوع الماضي وهو سحب القوات الأمريكية من سوريا.

بلومبيرغ::زيارة الرئيس ترامب إلى بغداد يوم الأربعاء هي خطوة صغيرة ولكنها جيدة وسط قرارات كارثية.

وناقشت أن قراره سيضعف أجندته الساعية للضغط على إيران في المنطقة. وقالت إن زيارة الرئيس ترامب إلى بغداد يوم الأربعاء هي خطوة صغيرة ولكنها جيدة وسط قرارات كارثية. وسيركز الإعلام على الوقت الذي سيقضيه ترامب مع القوات. ولكن المهم في الزيارة هو منح الدعم للحكومة العراقية وتقوية ثقتها بالولايات المتحدة ،خاصة أن المسؤولين العراقيين هم في قائمة المسؤولين الذين شعروا بالصدمة من قرارات الرئيس الأخيرة. وربما اكتشف الرئيس خطأ ما قام به، وأن هناك عمل كبير أمام الإدارة من أجل منع استفادة إيران من قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان. وتقول إن الشرق الأوسط منطقة معقدة حيث كافحت أجيال من الرؤساء الأمريكيين وصناع السياسية لمنح أولوية للمصالح المتنافسة إلا أن تحركات وتصريحات ترامب-على الأقل حتى الأسبوع الماضي-أن اولويته كانت تقوم على احتواء ومعاقبة إيران بسبب تحركاتها في المنطقة وإجبارها على التفاوض من جديد على اتفاقية نووية لصالح الولايات المتحدة وعن الدور التخريبي الذي تمارسه في المنطقة. كما وعانت أولويات الإدارة الأمريكية الأخرى مثل جعل السعودية حليفا، في محاولات احتواء إيران، مما عنى غض الطرف عن تصرفات غير مقبولة في الوضع الطبيعي مثل اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي والحرب في اليمن-حتى قرار الكونغرس التدخل وتوبيخ الرئيس لموقفه من الأمرين. وأكثر من هذا فقد وضع التركيز على إيران، الحكومة العراقية في وضع حرج مع أنه من المفترض أن تعمل الولايات المتحدة على دعمها والتأكد من نجاحها. ففي موضوع استيراد الغاز الطبيعي من إيران، والذي تستخدمه الحكومة العراقية في توليد ثلث الطاقة الكهربائية وافقت إدارة ترامب وعلى مضض اعفاء العراق من العقوبات المفروضة على الآخرين للتعامل مع إيران. ومع أن البعض قد يخالف الرئيس في حكمة جعل إيران مركزا لسياساته الخارجية في الشرق الأوسط. خاصة أن الرئيس في تصريحاته الأخيرة اتخذ خطوات تعمل ضد أهدافه المعلنة مع إيران وبدون مكاسب في مناطق أخرى ولعدة أسباب. أولا، يعني سحب القوات من سوريا إزالة القيد عن نشاطات إيران الخبيثة بالمنطقة. فوجود القوات الأمريكية في سوريا وإن كان بعدد قليل من الجنود ساهم في الحد من نشاطات إيران وحلفائها وأحبط محاولاتها لبناء ممر برى من طهران إلى البحر المتوسط. وبزوال القيد عنها فستكون إيران حرة لبناء قواعد تأثير لها في المنطقة العربية. وبزوال الخطر الأمريكي فستكون القوات الموالية لها في وضع لمنافسة القوات التي دعمتها الولايات المتحدة على الأرض، أما حزب الله فسيكون قادرا على الوقوف أمام إسرائيل. ثانيا، ستجد الولايات المتحدة صعوبة في تحقيق أي من المطالب الـ 12 التي وضعها وزير الخارجية مايك بومبيو والتي تشمل سحب القوات الإيرانية من سوريا. فبعد خسارة أمريكا ورقة نفوذها فمن الصعب دفع إيران للخروج علاوة على موافقتها التفاوض على صيغة جديدة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي. وتضيف الكاتبة أن الوضع مشابه في أفغانستان، فسحب القوات يعني استجابة لمطالب حركة طالبان وقبل أن تبدأ المفاوضات معها.

إيران لن تكون سعيدة بالفوضى على حدودها الشرقية إلا أنها سترحب بخروج الأمريكيين، فلطالما اشتكت من حالة الحصار التي عانت منها بعد هجمات 9/11.

فقد كانت ورقة النفوذ الأمريكية هي الوجود الأمريكي هناك. وهذا يعني وللأسف عودة الحرب الأهلية. ومع أن إيران لن تكون سعيدة بالفوضى على حدودها الشرقية إلا أنها سترحب بخروج الأمريكيين، فلطالما اشتكت من حالة الحصار التي عانت منها بعد هجمات 9/11. وتعتقد أن قرار ترامب الأخير لا يمس فقط السياسة الأمريكية ضد إيران بل ويطال الحلفاء في شرق أوروبا والشرق الأوسط وحياة الملايين على الأرض وموقف أمريكا الدولي. وتتساءل والحالة هذه عما يمكن عمله للتخفيف من حدة الكارثة؟
وتقول إن وزير الدفاع جيمس ماتيس والمبعوث الخاص لدول التحالف الدولي بيرت ماكغيرك لم يكونا ليستقيلا لو اعتقدا أن القرار كان سيلغى. ولكنها ترى أن هناك طرق لتخفيف آثاره من ناحية تعريف الانسحاب بأنه سحب للجنود/البساطير على الأرض والحفاظ على الدعم العسكري والقوة الجوية ،بالإضافة لدعم قوات الدول الأخرى الموجودة على الأرض مثل القوات الفرنسية. ويمكن وضع جدول مرحلي للانسحاب وربط كل مرحلة بتحقيق أهداف. وفي كل مرحلة يمكن للولايات المتحدة الطلب من الدول الأخرى مثل تركيا مواصلة ملاحقة بقايا تنظيم الدولة. وفي النهاية على الولايات المتحدة توضيح علاقاتها مع بغداد والتأكيد على استعدادها للحفاظ على القوات في العراق لمدة طويلة، خاصة أنه من الصعب إقناع الحكومة العراقية بأن لا يصحو الرئيس ترامب يوما ما ويقرر سحب القوات من هناك.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عفاف عنيبة:

    بطلب من ديبلوماسي أمريكي قمت بقراءة الخطاب الذي ألقاه الرئيس ترامب في ماي 2017 بالرياض بقمة العالم العربي الإسلامي الأمريكي و شددت علي مسألة مهمة جدا عند قراءتي لخطابه فقرة فقرة و هي : “لا بد أن يفهم الرئيس ترامب من أن الوجود الأمريكي العسكري في الشرق الأوسط مرفوض جملة و تفصيلا و أن يترك للمسلمين و العرب إدارة شؤونهم فيما بينهم بدون تدخل أمريكي، تعرضت للدعم الأمريكي في اليمن و قلت له نزاعات مثل اليمن و السودان هي نزاعات قبلية تحل بالحوار و ليس بالقصف الجوي و أما داعش فهو نتاج تحرير أمريكا المزعوم للعراق و كي نهزم داعش و أخواتها لا بد لنا من إقرار حق الشعوب في تقرير مصيرها فالجهل و الإستبداد السياسي و سياسات القمع هي التي تنتج القاعدة و تنظيم الدولة.”

إشترك في قائمتنا البريدية