بلومبيرغ: على عتبة أوروبا.. الغضب الشعبي يتصاعد في الجزائر

رائد صالحة
حجم الخط
33

نيويورك- “القدس العربي”:
يلتقي ثلاثة أصدقاء كل يوم في الجزائر العاصمة، بعد الساعة الثامنة مساء، مع تلاشي حرارة الصيف الحارقة على الرغم من حظر التجول الذي تفرضه الحكومة، ليتحدثوا عن اخبار الجائحة وهم يدخنون.
ولا يشعر هؤلاء الشبان بخوف من الاعتقال على الرغم من القواعد الصارمة المتعلقة بالحركة والتجمعات، فطالما كانت مناطق الطبقة العاملة في العاصمة صعبة على قوات الأمن، إلى درجة أن الدوريات لا تجرؤ على زيارة تلك المناطق بسبب معرفتهم أن الغضب واليأس يمكن أن ينفجر بسهولة هناك، وقد يتحول إلى “أعمال شغب”.

مسيرات الحراك الشعبي  ستعود بقوة في الجزائر مع انحسار الأزمة الصحية

يقول موقع “بلومبيرغ” التي التقطت هذا المشهد ضمن تقرير موسع عن الشأن الجزائري، إن الشبان يعتقدون بأن “الأمر يبدو وكأنهم يرغبون في موتنا”، ولا تبدو هذه التصريحات الكئيبة غريبة في عالم يتزايد فيه القلق أثناء الوباء، في دولة ذات تاريخ من الصراعات على أعتاب أوروبا.
ويضيف التقرير أن الجزائر، قبل هجوم كوفيد- 19، كانت بالفعل موطئاً لاحتجاجات أسبوعية سلمية ضد نظام سياسي لا يزال مليئاً بالمحسوبية بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في العام الماضي، وتدهور الاقتصاد المعتمد على النفط الواقع تحت سيطرة نخبة يقودها العسكر منذ استقلال البلاد عن فرنسا في عام 1962.
وتشير التوقعات إلى أن المسيرات المؤيدة للديمقراطية ستعود حتماً بقوة متجددة مع انحسار الأزمة الصحية، وأن هذه المسيرات هي التي ستحدد الاتجاه الذي ستذهب إليه الجزائر، وما إذا كانت القيادة يمكنها تقديم تنازلات كافية لتجنب تصعيد الاضطرابات المدنية.
وقد تكون المرحلة التالية، حسب ما قاله الدكتور ريكاردو فابياني مدير مشروع شمال أفريقيا بمركز أبحاث كريزيس غروب، هي الإضرابات على مستوى الدولة والمزيد من المظاهرات المنتظمة في الشوارع مشيراً إلى أن الناس يتجهون إلى اتخاذ إجراءات أكثر تطرفاً عندما يشعرون باليأس.

شبان الجزائر يشعرون باليأس إلى درجة أن دوريات الشرطة لا تجرؤ على دخول مناطق الطبقة العاملة خوفاً من الانفجار

وأوضح التقرير أن هذه الاحتجاجات التي لا يوجد فيها زعيم ومعروفة باسم “الحراك” قد تم تشكيلها من قبل السكان الشباب الذين لا يشعرون بالثقة من الطبقة الحاكمة، وتضم الاحتجاجات طيف رائع من مختلف النماذج العلمانية والدينية والمجموعات الإثنية في عرض غير مسبوق للوحدة الوطنية.
وحرص المتظاهرون على تجنب العنف في المسيرات، وغالباً ما يتم سماع هتافاتهم وهي تردد “سلمية.. سلمية”، ولكن هذا الحرص لا يعني بأنهم لا يرغبون في تطوير الحراك، وعلى حد تعبير أحد المتظاهرين فإن هناك حاجة لتغيير الاستراتيجية، وإذا لم يحدث ذلك فسيكون الأمر وكأنك تعزف الموسيقى لشخص أصم”.
ومن الجانب الآخر، استبعد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون (74 عاماً) اتباع نهج عدد متزايد من الدول العربية والإفريقية في التخلص من محرمات الاقتراض من صندوق النقد الدولي، بحجة أن ذلك سيحد من قدرة الجزائر على اتباع سياسة خارجية مستقلة، ولكنه ترك الباب مفتوحاً للاقتراض من الصين وطلب المساعدة.

الجيش الجزائري ينقسم إلى معسكرين: الأول يريد القمع والقوة والثاني يريد الحوار ولكن مع نشطاء أقل راديكالية

وعلى حد تعبير شبكة “بلومبيرغ” في تقرير سلط الضوء على الشأن الجزائري، فإن النظام الجزائري لا يزال في حالة من عدم اليقين بشأن الخطوة اللاحقة بعد ذلك لأنه قد يواجه غضباً لا يزول ولا يمكن شراؤه، ويرجع ذلك إلى حد كبير بسبب انقسام الجيش إلى معسكرين كما نقل الموقع عن الكاتب الجزائري القاضي إحسان، حيث يريد المعسكر الأول استخدام القوة والقمع، وهي أساليب تم تجنبها في العام الماضي إلى حد ما، والمعسكر الثاني يريد الحوار، ولكن فقط مع نشطاء أقل راديكالية.
وقال إن هذين الاتجاهين المتضاربين يساعدان في تفسير سبب تذبذب النظام بين الحوار والقمع، ففي أوائل يناير/ كانون الثاني، تم الإفراج عن 58 من سجناء الرأي فقط من أصل 173 سجيناً خلال فترة الإغلاق.
وأشار التقرير إلى أن مزاج الجزائريين كان مبتهجاً خلال الأيام الأولى من الاحتجاجات، وسارع الجزائريون خارج البلاد للمساعدة في بناء وطن يخلو من سوء الإدارة الاقتصادية والفساد والقمع، وعندما اتضح أن النظام لن يستسلم بسهولة، استؤنفت عمليات العبور غير القانونية إلى الشواطئ الأوروبية واستمرت هجرة العقول.
ووصف التقرير أحد المشاهد المألوفة في الجزائر العاصمة، حيث كان الشبان ينظرون إلى هواتفهم والسجائر معلقة من أفواههم، وهم يفكرون في مستقبل غامض، ولكن إجابتهم كانت واضحة وقطعية بأنهم سيشاركون في المسيرات الاحتجاجية القادمة من أجل فرض “تغيير جذري”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول منصور الكبير - الجزائر -:

    من حين لآخر تطلع علينا وكالة بلومبرغ الإعلامية المملوكة لرجل الأعمال الأمريكي ذو الأصول اليهودية بأخبار غريبة عن الجزائر و مفاجئة لا علاقة لها بالواقع المعاش وأغلب الظن أن هذا المقال يدخل ضمن تجنيد الأقلام المأجورة .. لعل وعسى يستطيع تحريك الشارع من جديد ، لكن من يكون وراء هذه المحاولات البائسة يا ترى ؟!،، ربما هي بقايا الدولة العميقة للنظام السابق ومليارديرات المال الفاسد التي خسرت كل شيء تحاول التخلص من قبضة العدالة الجزائرية التي عقدت عزمها على محاسبة المفسدين وإعادة أموال الشعب المنهوبة ،،وكما جاء في المقال أن الشبان الجزائريون بصدد العودة إلى المسيرات بعد نهاية كورونا ،، .. أين هم أولئك الشبان ؟ ولماذا لم نسمع بهم ؟ بلومبرغ تحدثت بإسهاب عن ثلاثة شبان أصدقاء يجتمعون بعد الساعة الثامنة ليلًا..! هل من أجل ثلاثة شبان يتجاذبون أطراف الحديث حدثت هذه الضجة ؟!،، بئس وكالة بلومبرغ هذه ،، عيد مبارك للجميع ، ولكل الشباب الجزائري .

  2. يقول عفاف عنيبة:

    الجزائر بألف خير و وزارة الخارجية الأمريكية أعطت 10/10 للأجهزة الأمنية الجزائرية التي ضمنت أمن البلاد ضد الإرهاب طوال عام الحراك الوطني لعام 2019 فكيف بحالنا اليوم نحن نعيش فرحة عيد الأضحي المبارك و لا صدي لدسائس الحساد من بلومبرغ إلي…

  3. يقول م/ب اولادبراهيم:

    الاسبوع الماضي الطلعت علينا مجلة انديبدات الانجليزية المملوكة للصهيوني من اصول روسية باخبار زائفة لاأساس لها من الصحة استغربنا منها نحن الجزائريين ؛ وبعضنا تساءل من اين التقط صاحب المقالة توصيفه لاحداث لاوجود لها .. واليوم تتطلعنا هذه الوكالة الاعلامية المملوكة ايضا لصهيوني بهذه الاخبار المزيفة..

  4. يقول لشمط محمد:

    موقع ملومبلغ صهيوني يريد خلق الفوضي في الجزاير خدمة للصهاينة و عنلاء فرنسا و الخونة و الايكين و غيرهم

  5. يقول عبد الوهاب عليوات:

    نشرت بلومبيرغ مقالا تحليليا عن المحسود الأوحد فضحت فيه ما فضحت و توقعت صراحة اندلاع احتجاجات شعبية ضخمة بسبب الوضع الاقتصادي المزري وكشفت القبصة الامنية الحديدية الت تحاول منع ذلك..
    لكن مثل هذه المقالات لا تستحق الترجمة.. مادام ان هناك مقال عن الجزائر..
    الفارق هو ما يبديه ابناء،الجزائر من رد قعل يكذب زيف الصورة النمطية التي يراد نسويقها منذ انطلاقدالحراك.. لسبكتشف العالم كل مرة انه مجرد اماني يحطمها الشعب الجزائري في كل مرة لتبقى الجزائر عصية في وجه كل المؤامرات..

  6. يقول Mostafa El:

    بدعم غربي و سعودي قام العسكر بمجازر ضد الحاضنة الشعبية التي صوتت ضد الأفلان حزب العسكر و الانقلاب العسكري الدموي على المسلسل الديمقراطي…و ها نحن نعيش عواقبه و لكن هؤلاء الجنرالات قادرين عن إنتاج سيناريو جديد لإبادة الحراك تحت مسميات جديدة
    والايام بيننا…!

    1. يقول عبد الوهاب عليوات:

      اسطوانة مشروخة.. العسكر حارب ارهابا تكفيريا وانقذ الجزائر من السقوط في مستنقع النسخة الاولى لداعش..
      بالطبع حاملوا الفكر التكفيري يروجون للاكاذبب من اجل التغطية على فشلهم رغم جرائمهم المروعة ضد كل فئات الشعب ووالفيديوهات التي توثق فكرهم التكفيري واجرامهم موحودة وموثقة..
      كما ان جرائم سنوات الرصاص موجودة وموثقة.. لكن حقد البعض،يعمبه عن ابسط الحقائق

  7. يقول ميساء:

    ببساطة إنهم يكذبون بلومبرغ أنت كاذبة جدا جدا

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية