بلومبيرغ نيوز: مرتزقة “طباخ بوتين” سيشاركون في الهجوم على إدلب

حجم الخط
0

لندن – “القدس العربي”: نشر موقع “بلومبيرغ نيوز” تقريرا تحت عنوان “طباخ بوتين يحضر الجنود للهجوم على آخر معقل للمعارضة في سوريا”، وأعده كل من ستيبان كرافنشكو وهنري ماير، وتحدثا فيه عن استخدام روسيا للمرتزقة في المعركة الأخيرة على إدلب.

وجاء في التقرير أن روسيا تقوم بدمج مرتزقة استأجرهم حليف ثري للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستخدامهم في الهجوم على مدينة إدلب، آخر معاقل المعارضة لنظام بشار الأسد. ويتجمع مئات من المقاتلين بالأجرة (المرتزقة) الذي يتبعون يفغيني بريغوجين، رجل الأعمال المعروف بطباخ بوتين، بسبب عقود توفير الطعام مع الكرملين، قرب مدينة إدلب في شمال غرب سوريا، استعدادا للهجوم الأخير المتوقع في غضون أسابيع.

وتم تنظيم المرتزقة على شكل وحدات مزودة بالمصفحات، تتكون كل منها من 50 مقاتلا ويحظون بغطاء جوي روسي، إذ سيقومون بالعمل مع القوات التابعة للنظام. وستكون مهمتهم بناء ممرات هروب للمدنيين، حسبما قال أحد الأفراد العارفين بالمخطط الروسي. وأضاف هذا الشخص أن المرتزقة سيخوضون بعد تحقيق هذا الهدف معارك شوارع من أجل تنظيف إدلب من المقاتلين الموالين لتنظيم القاعدة الذين يسيطرون على المدينة. وقال إن العملية لو تمت فلن تنتهي إلا بعد شهور عدة.

ويقول الموقع إن بريغوجين لم يرد على رسالة بالبريد الإلكتروني للتعليق. أما المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، قال إن القوات الروسية هي الجهة الوحيدة المخولة بالمشاركة في إدلب، وبناء على اتفاقيات مع الجارة تركيا التي تعد من أكبر النقاد للهجوم المتوقع.

وتعني السيطرة على إدلب استعادة بشار الأسد السيطرة على كل المناطق التي خسرها منذ الحرب عام 2011، باستثناء شمال – شرق البلاد الذي تتحكم به الجماعات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة وتريد إقامة منطقة حكم ذاتي عليها.

ويقول أليكسي مالشينكو، المحلل البارز في مجموعة “حوار الحضارات” في برلين، التي يدعمها حليف لبوتين، إن نهاية الحرب الأهلية تعني السماح بالمصالحة وإعادة الإعمار، و”لو استعاد الأسد السيطرة الكاملة على إدلب فلن يكون هناك حديث عن الإطاحة به”، و”ستكون خطوة مهمة له ولروسيا”.

وبعد دخول موسكو سوريا دعما للأسد عام 2015، استطاع جيشه السيطرة على مناطق سابقة لتنظيم الدولة وأخرى لجماعات حظيت بدعم السعودية ودول الخليج الأخرى وتركيا، ولم يبق منها سوى مدينة إدلب والمناطق المحيطة بها. إلا أن الهجوم عليها توقف بسبب وجود 3 ملايين مدني فيها، بالإضافة لمخاوف تركيا من موجة لجوء جديدة تتدفق نحو أراضيها، بالإضافة للملايين الذين فروا إلى تركيا منذ بداية الحرب. إلا أن قوات النظام السوري كثفت من تقدمها بدعم من الطيران الروسي في الأشهر الأخيرة، مما دعا الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى التحذير من كارثة إنسانية.

وزاد عدد سكان المحافظة أكثر من الضعف منذ بداية النزاع الذي أجبر 5.6 مليون نسمة على النزوح من قراهم ومدنهم. وبحسب الموقع، فقد أصبحت إدلب جزءا محوريا في جهود بوتين لكتابة دستور جديد يهدف لمنح المحافظات السورية نوعا من الاستقلالية وخلق الاستقرار المطلوب، لكي تبدأ عملية الإعمار وجذب اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا والأردن ولبنان إلى العودة.

ولا يعرف إن كان الكرملين يقوم بتنسيق خططه العسكرية لإدلب مع تركيا التي أقامت نقاط مراقبة عسكرية في المنطقة. وبحسب الموقع فتركيا وروسيا وإيران تقوم برعاية عملية إعادة الإعمار بعد الحرب. ووافقت الدول الثلاث على أسماء لجنة كتابة الدستور المكونة من 150 شخصا باستثناء واحد. ومن المتوقع الانتهاء من اللجنة في اللقاء الذي سيعقد في أنقرة يوم 16 أيلول/سبتمبر الحالي.

ويقول الموقع إن وزارة الدفاع الروسية أو الحكومة التركية أو الخارجية الأمريكية وافقت على تقديم تعليق على التطورات في إدلب.

وكان بوتين قال، بعد اجتماع مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إنهما وافقا على “إجراءات” إضافية “لتصفية مراكز الإرهاب” في إدلب من دون تقديم تفاصيل. وهدد أردوغان بدوره بفتح الباب أمام اللاجئين السوريين للمرور إلى أوروبا. وتضع تقديرات عدد القتلى في إدلب منذ هجوم النظام بحوالي 4.100 شخص، منهم ألف مدني. وفي الوقت نفسه، كثف الطيران الروسي غاراته، فيما شنت الولايات المتحدة غارة جوية على موقع قالت إنه للجهاديين. وقد أغضبت الغارة روسيا التي لم تتلق تحذيرا مبكرا، مما دعا إلى مكالمة بين الجنرال الروسي، فاليري جيراسيموف، ونظيره الأمريكي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد، ناقشا فيها طرقا لتجنب الحوادث.

ووصلت العلاقات بين المتنافسين في الحرب الباردة درجة متدنية بعدما قتل الطيران الأمريكي أكثر من 200 مرتزق تابع لبريغوجين كانوا يحاولون التقدم نحو منشأة للنفط يسيطر عليها الأكراد في شرق سوريا. إلا أن مرتزقته وبعضهم من الذين شاركوا في الحرب بشرقي أوكرانيا حققوا نجاحات في سوريا؛ فقد لعبوا دورا في استعادة مدينة تدمر التاريخية من سيطرة تنظيم الدولة.

ويهدف الأسد من محاولات استعادة إدلب إلى فتح الطريق السريع الذي يربط المناطق الزراعية بمدينة حلب، العاصمة التجارية للبلاد، وذلك حسب رأي نهات علي أوزجان، الاستراتيجي في مؤسسة أبحاث السياسة في أنقرة. وبعد ذلك، سيساعد بوتين أردوغان بإعادة تأهيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم حسبما يقول فلاديمير فرولوف، الدبلوماسي السابق، والمحلل السياسي حاليا في موسكو، و”سيستخدم بوتين إعادة اللاجئين من أجل إحراج الأوروبيين، وتحديدا ماكرون، من أجل تقديم الدعم اللازم لإعادة الإعمار”. وكان إيمانويل ماكرون قد أخبر زائره الروسي الشهر الماضي بضرورة وقف القصف على إدلب لأن “الأطفال يموتون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية