قمة الغاز تنتهي بإعلان الجزائر: تعزيز سيادة الدول على مواردها واعتبار الغاز طاقة صديقة للبيئة- (صور وفيديوهات)

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”:

أكد إعلان الجزائر الصادر عن قمة منتدى الدول المصدرة للغاز التي احتضنتها البلاد، على ضرورة تعزيز سيادة الدول على مواردها الطبيعية وترقية مكانة ودور الغاز في الانتقال الطاقوي وتقليل انبعاثات الكربون في الجو.

وفي مضمونه، كرّس إعلان الجزائر الذي توّج أشغال القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، تسعة توافقات كبرى. وأبرز الإعلان الموسوم “الغاز الطبيعي من أجل مستقبل طاقة آمن ومستدام”، تأكيد قادة دول المنتدى على إرادتهم المشتركة في “ترقية الغاز الطبيعي كمصدر طاقة وفير ومتاح ومرن وموثوق، إلى جانب تسخير وتطوير تكنولوجيات خاصة بالغاز الطبيعي تكون أكثر صداقة للبيئة وفعالية واستدامة”.

كما تضمن الإعلان “المرافعة من أجل استخدام أوسع للغاز الطبيعي في الأسواق المحلية والدولية، كأداة استراتيجية على وجه الخصوص، لمكافحة الفقر الطاقوي وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بما في ذلك إعطاء الغاز الطبيعي مكان الريادة كمصدر محوري للطاقة لمستقبل عادل وشامل ومزدهر، مع ضمان عدم تخلف أي أحد عن الركب”.

وفي الشق البيئي، تعهد الموقعون على إعلان الجزائر بالمساهمة في إدراج الغاز الطبيعي كمورد طبيعي مستدام بيئيا في مكافحة تغير المناخ والتنظيمات المتعلقة بالاستثمار والجباية والنظام البنكي الدولي والتجارة العالمية. ودعوا لتعزيز الاستخدام المتزايد للغاز الطبيعي في وسائل النقل البحري والبري، وتطوير البنى التحتية الضرورية لتوفيره بصفة فعالة ومجدية التكلفة لجميع المستهلكين.

وفي الجانب التجاري، أكد الإعلان دعم الدور الأساسي لعقود الغاز الطبيعي طويلة الأمد بالإضافة لتسعير الغاز الطبيعي استنادا إلى مؤشر البترول والمنتجات البترولية لضمان ثبات الاستثمارات في تطوير موارد الغاز الطبيعي. كما أبرز تعزيز مكانة منتدى الدول المصدرة للغاز من خلال الترويج لحضوره دولياً، واستقطاب أعضاء جدد وتشجيع الشراكات وتيسير الحوار بين المنتجين والمستهلكين وتوسيع التعاون مع المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة.

وفي السياق، تحدث الإعلان عن دعم مواصلة تطوير خبرات المنتدى وآلياته في المشاريع المشتركة، قصد تعزيز دور منتدى الدول المصدرة للغاز كمنصة رائدة للحوار والتعاون في شؤون الغاز الطبيعي، والاستفادة من معهد البحث في الغاز التابع لمنتدى الدول المصدرة للغاز لتوسيع التعاون في جملة من الأمور من بينها تكنولوجيات الغاز الطبيعي والأبحاث الموجهة علمياً، وبناء القدرات الموجهة للابتكار.

كما أكد على الأهمية الحاسمة للحفاظ على المنشآت الغازية الطبيعية الحساسة، بما فيها البنى التحتية العابرة للحدود لضمان موثوقيتها وقابليتها للصمود، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي في الحد من المخاطر والوقاية والحماية من الكوارث الطبيعية والحوادث التكنولوجية والتهديدات الناجمة عن الإنسان بما فيها الهجمات المتعمدة والاستعمال الماكر لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات بما يقتضيه الوضع.

وفي الجانب السيادي، حرص رؤساء دول وحكومات منتدى الدول الأعضاء المصدرة للغاز، على تأكيد الحقوق السيادية المطلقة والدائمة للدول الأعضاء على مواردها من الغاز الطبيعي، والتزامهم بأهداف منتدى الدول المصدرة للغاز وعزمهم على تعزيز دور المنتدى بالتركيز على مساهمته من أمن وعدالة واستدامة الطاقة في العالم. وأبدوا سعيهم الحثيث للتسيير الفعال والتشجيع على استعمال موارد الغاز الطبيعي للدول الأعضاء، بهدف تعزيز التنمية المستدامة التي تعود بالفائدة على المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

كما ركّز إعلان الجزائر على أهمية التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء لتطوير البحث والابتكار ونقل المعارف والتكنولوجيات المتعلقة بالغاز الطبيعي، إلى جانب تبادل أفضل ممارسات وبناء القدرات. وأبرز “دعم تفعيل حوار قوي وهادف بين المنتجين والمستهلكين والأطراف المعنية الأخرى ذات الصلة، قصد ضمان تأمين كل من العرض والطلب وتعزيز استقرار السوق والدفاع من أجل أن تكون أسواق الغاز الطبيعي منفتحة وشفافة وخالية من العوائق ودون تمييز”.

وفي خطابه بوصفه رئيسا للقمة، دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى تأسيس حوار استراتيجي بين مختلف فاعلي الغاز، حتى يتم مواجهة التحديات ومواكبة التطورات التي يشهدها العالم إقليمياً ودوليا، مبرزاً تطلع الجزائر إلى تعزيز تعاونها الوثيق مع دول منتدى مصدّري الغاز الذي يواصل استقطاب أعضاء جدد للارتقاء بمكانته على الصعيد الدولي، وتحقيق أهدافه الاستراتيجية.

وأكد أنّ القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى البلدان المصدرة للغاز فرصة لرسم رؤية مشتركة للحفاظ على مصالح المنتجين والمستهلكين، وقال إنّ القمة “فرصة لرسم رؤية مشتركة للحفاظ على مصالح المنتجين والمستهلكين للغاز في آنٍ واحد، وتعكس التزامنا بأهداف منتدى الدول المصدرة للغاز وتصميمنا على تعزيز دوره والتأكيد على مساهمته في أمن الطاقة العالمي”، مشيراً إلى أنّ الغاز الطبيعي يلعب “دورا أساسيا في تحقيق التنمية المستدامة وتلبية الاحتياجات العالمية المتزايدة على الطاقة”.

وشدّد تبون على أنّ الجزائر التي “تدرك مع كافة الشركاء أنّ الغاز الطبيعي يعد مصدر طاقة وفيرا وميسور التكلفة وصديقا للبيئة وداعماً لتكامل مصادر الطاقة المتجددة، لطالما أيدت فكرة توسيع دور الغاز الطبيعي في التنمية المستدامة واستخدامه كمصدر نظيف مع الطاقات الجديدة والمتجددة”.

من جانبه، قال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “شاركت اليوم في القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز في الجزائر الشقيقة التي أشكرها على حسن تنظيمها”. وأضاف في تغريدة على منصة إكس: “تداولنا فيها الآفاق والتحديات العالمية لهذا المورد، وسنواصل من خلال إعلان الجزائر والإعلانات السابقة العمل على التطلعات المشتركة لدولنا نحو النمو المستدام لما فيه خير الجميع..”.

وشهدت القمة حضور 10 رؤساء دول، بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والتونسي قيس سعيد والفنزويلي نيكولاس مادورو والبوليفي لويس أرسي والعراقي عبد اللطيف جمال رشيد والموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بالإضافة إلى وزراء الطاقة في الدول الأعضاء.

وانطلقت، اليوم السبت، في العاصمة الجزائرية أشغال القمة بمشاركة رؤساء الدول والحكومات والوفود المشاركة.

وسبق اجتماع القمة التي ترأسها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الاجتماع الوزاري الاستثنائي التحضيري الذي رفع مقترحاته للقمة من أجل المصادقة عليها وإقرار “إعلان الجزائر”.

ووصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم السبت، إلى الجزائر للمشاركة في القمة.

واستقبل الشيخ تميم بمطار الجزائر الدولي من قبل الوزير الأول الجزائري نذير العرباوي، الذي استقبل أيضا رئيس بوليفيا لويس آرسي.

كما وصل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي صباح السبت إلى الجزائر العاصمة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن رئيسي سوف يشارك خلال زيارته التي تستغرق يومين في اجتماع “منتدى الدول المصدّرة للغاز”.

وأشارت الوكالة إلى أنه من المقرر أيضا أن يجري الرئيس الإيراني لقاءً ثنائيا مع الرئيس الجزائري لتبادل وجهات النظر والحوار بخصوص القضايا ذات الاهتمام المشترك على مستوى البلدين.

وقبل مغادرته طهران قال رئيسي: “الجزائر تُشكل سوقاً جيدة جدا للتجار الإيرانيين، ويمكن لإيران الإسلامية، في المقابل، أن تكون بمثابة منصة جيدة للتواصل مع التجار الجزائريين نظرًا لعلاقاتها مع دول الخليج الفارسي وآسيا الوسطى”.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية