بمشاركة عربية واسعة: النسخة السادسة من مهرجان المسرح العربي تحط الرحال في الشارقة

حجم الخط
2

الشارقة ـ من عبد الجبار خُمران: أي متتبع للمشهد المسرحي العربي من ماء الخليج إلى ماء المحيط لا يمكنه إلا ان يسجل بارتياح وتفاؤل هذا الحراك الدؤوب المكثف للهيئة العربية للمسرح منذ تأسيسها في أكتوبر2007 وحتى الآن.
ابتداء من دعم الفرق والمهرجانات العربية وإقامة الوُرش والملتقيات الفكرية والندوات والمعارض والإصدارات ومسابقة التأليف المسرحي وإطلاق تعاونية الاعلام الإلكتروني المسرحي العربي وليس انتهاءً إلى فعاليات مهرجان المسرح العربي المتنقل الذي دأبت الهيئة على تنظيمه منذ 2009.
المهرجان الذي استطاع أن يستقطب العديد من التجارب والأسماء المهمة في المشهد المسرحي العربي من مختلف الأجيال. ذلك أنه صار يمثل أهم ملتقى مسرحي عربي منذ أن شهدت القاهرة ولادة نسخته الأولى. ليتوالى رمي فعاليات دوراته المتعاقبة للحجر تلو الحجر في بِرَكِ الفعل المسرحي، وهي تتنقل من (تونس) إلى بيروت ثم عمّان فالدوحة. وهاهي امارة الشارقة ستحتضن فعاليات نسخته السادسة من العاشر كانون الثاني/يناير إلى غاية السادس عشر منه (2014).
مهرجان المسرح العربي تَعزز منذ دورته الرابعة في عمان بتضمينه عروض المرحلة النهائية من التنافس على نيل جائزة الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي. وقد ذهبت جائزة أفضل عرض مسرحي في دورة عمان 2012 إلى مسرحية زهايمر للتونسية مريم بوسالمي. فيما تُوجت مسرحية الديكتاتور بإخراج اللبنانية لينا أبيض كأفضل عرض في دورة الدوحة 2013.
العمل على تطوير الدورات على مستوى التنظيم والفعالية واكب مسيرة المهرجان منذ نشأته. وكما أشارت الهيئة العربية للمسرح في بيان الاعلان عن الدورة السادسة فقد تصاعد عدد المتنافسين على المشاركة في المرحلة النهائية بشكل مطرد دورة بعد أخرى. حيث تنافس ما يزيد على مائة فرقة في نسخة السنة الماضية فيما ازداد عدد الفرق ليصل إلى أكثر من مئة و خمسين فرقة هذه السنة.
ووضح البيان أن العديدة من اللجان تابعت العروض المسرحية في بلادها من خلال المواسم والمهرجانات على مدار العام 2013، إضافة إلى مَنح المسرحيين فرصة التقديم الحر، لتشكل في النهاية لجنة من خبراء مسرحيين عرب، فرزت من كل ما رشح وعلى مرحلتين تسعة عروض للتنافس على الجائزة وعرضين ضمن فعاليات المهرجان خارج المسابقة.
والملاحظ أن كل العروض التي تأهلت إلى المشاركة في مهرجان المسرح العربي دورة الشارقة، أنجز إخراجها مسرحيا من طرف مخرجين شباب :
‘الجميلات’ تأليف نجاة طيبوني، إخراج صونيا، الجزائر/’ريتشارد الثالث’ تأليف محفوظ غزال، إخراج جعفر القاسمي، تونس /’حلم بلاستيك’ تأليف و إخراج شادي الدالي، مصر/ ’80 درجة’ تأليف رندة الخالدي، إخراج علية الخالدي، لبنان /’ع الخشب’ تأليف وإخراج زيد خليل مصطفى، الأردن /’عربانة’ تأليف حامد المالكي، إخراج عماد محمد، العراق/ ‘نهارات علول’ تاليف مرعي الحليان، إخراج حسن رجب، الإمارات /’دومينو’ تأليف طلال محمود، إخراج مروان عبد الله صالح، الإمارات /’عندما صمت عبد الله الحكواتي’ تأليف و إخراج حسين خليل، البحرين.
أما العرضين خارج المسابقة فهما: مسرحية ‘الدرس’ عن نص يوجين يونسكو، إخراج غازي الزغباني، تونس/ مسرحية ‘ليلي داخلي’ عن نص لغابرييل غارسيا ماركيز، إخراج سامر اسماعيل، سوريا.
وتجدر الإشارة إلى ان فعاليات مهرجان المسرح العربي تصادف احتفالية اليوم العربي للمسرح وهو التقليد الذي أطلقته الهيئة العربية للمسرح ليكون العاشر من كانون الثاني/يناير من كل عام هو اليوم العربي للمسرح، و ذلك اعتباراً من عام 2008. حيث تلقي شخصية مسرحية عربية كلمة بهذه المناسبة.
وقد كان المرحوم المسرحي اللبناني د. يعقوب الشدراوي أول من ألقى رسالة اليوم العربي للمسرح عام 2008، وتلته الفنانة المصرية سميحة أيوب عام 2009، فالكاتب المسرحي التونسي عز الدين المدني عام 2010، والرسالة الرابعة ألقاها المسرحي العراقي يوسف العاني عام 2011، فيما كانت الخامسة للفنانة الكويتية سعاد عبد الله عام 2012. أما السادسة فقد ألقتها الفنانة المغربية ثريا جبران عام 2013.
ومن رسالة اليوم العربي للمسرح التي ألقاها المسرحي العراقي يوسف العاني في بيروت إبان افتتاح مهرجان المسرح العربي في دورته الثالثة، ننقل من الكلمات ما نقلت حلمه إلى المسرحيين العرب وإلى الهيئة العربية للمسرح: (وصار علي أن أنقل حلمي إلى كل المسرحيين العرب.. وإلى الهيئة العربية للمسرح بالذات لتعمل أو تحاول أن تعمل وأقول: تحاول أكثر من مرة لإزالة السدود والحدود.. وأكرر تحاول لكي يتحقق المسرح العربي الواحد: مدرسة وفناً وفكراً.. دون عزلة عن مسارح العالم بل بتميز جدير به وأصالة عريقة فيه بعد أن نتواصل بيننا ونصل إلى أفضل ما يقدمه أشقاؤنا في هذا البلد أو ذاك.. أن نتبادل الرأي ونكتشف الرؤى سواء ماكان جديداً منها أو التي مازالت تبحث عن السبل الخلاقة للمسرح الآتي لنا وأن تظل الصراحة في الطرح أساساً صادقين مع أنفسنا أولاً .. كي نصل مهما طال الزمن إلى سمات وملامح وجذور في الشكل والمضمون ليكون مسرحنا بعد هذا (مصدراً) مسرحياً جديداً لا على صعيد مسارحنا وحدها.. بل على صعيد المسرح العالمي كله).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Hassan:

    مركزية المسرح جعلت منه غريبا في بقية المدن البعيدة عن العاصمة لكل بلد عربي. إنجاز عمل مسرحي ثم التنقل به صيفا حيث الشواطيء البحرية فقط يعتبر احتكارا من قبل بعض المسرحيين. لما لا تعرض أعمال مسرحية في كامل البلاد كما كان سابقا يوم الخميس ليلا في جميع الفصول ما عدى وقت المهرجانات الصيفية. المسرح يحاكي الحياة اليومية للمجتمع وهو نافذة يروح المشاهد به عن نفسه ويتلقى تلقائيا ما يراد تمريره من إصلاح لذلك المجتمع.

  2. يقول ابن رشد:

    كنت اتمنى وبمشاركة عربية واسعة اغاثة لاجئي سوريا وسكان غزة انه عار علينا ان يموت الاطفال من البرد والجوع ويغرق اخواننا في الماء والاوحال ..لماذا لاتكون المشاركة العربية واسعة بامدادات الوقود والغذاء لماذا لا تفتح المعابر الغبية ابوابها لنجدة المحاصرين

إشترك في قائمتنا البريدية