ليس للمملكة الأردنية قدرة قانونية على إلغاء اتفاق السلام، إلا إذا خرجت إلى حرب مع إسرائيل، هكذا يكتب ألن بيكر، الذي كان شريكاً في صياغة الاتفاق بصفته المستشار القانوني لوزارة الخارجية، ويعمل اليوم باحثاً كبيراً في مركز القدس للشؤون العامة والسياسية. وبتقديره، فإن إلغاء الاتفاق سيكون أيضاً مثابة هدف يسجله الأردنيون في مرماهم.
“علاقات السلام بين الدولتين مفصلة في المادة 2 من معاهدة السلام وتتضمن اعترافاً متبادلاً بالسيادة وبالوحدة الإقليمية وبالاستقلال السياسي لكل واحدة منهما”، يكتب بيكر في وثيقة تصدر عن المركز ويضيف: “ليس لمعاهدة السلام تاريخ انتهاء نفاد، وهي غير قابلة للإلغاء إلا بفعل عدواني أو إعلان حرب من أحد الطرفين”.
“لا مصلحة في الإلغاء”
بتقدير بيكر الذي شغل ضمن مناصب أخرى كمنصب سفير إسرائيل في كندا، فإنه “ثمة شك أن تكون للأردن مصلحة في اتخاذ خطوة كهذه، ولاسيما في ضوء حقيقة أن الخطوة الإسرائيلية أحادية الجانب المتمثلة ببسط السيادة على أجزاء من يهودا والسامرة لا تشكل عملياً عدواناً على سيادة الأردن أو وحدة أراضيه”. فضلاً عن ذلك، لما كان الأردن يسيطر على يهودا والسامرة في الأعوام 48 – 67، كانت هناك مادة في اتفاق السلام توضح بشكل صريح بأنه لا ينطبق على هذه المناطق. “ففي المادة 3 من معاهدة السلام، أخرج الطرفان مكانة مناطق يهودا والسامرة من تلك الأنظمة التي تعنى بترسيم الحدود الإقليمية بين الدولتين. وبالتالي، لا يمكن للأردن بأن يدعي بأن بسط إسرائيل السيادة على يهودا والسامرة سيشكل خرقاً لمعاهدة السلام ومبرراً لإلغائها”.
احتجاج لأغراض داخلية
أما في الجانب السياسي، فيقول بيكر بأن للأردن الكثير مما يخسره من إلغاء الاتفاق. وعملياً، تعد هذه خطوة ضرر ذاتي حقيقي. “عناصر أخرى من علاقات السلام هي عملياً مصالح مركزية وحيوية من ناحية الأردن، مثل: ترتيبات توزيع المياه، والعلاقات الاقتصادية – التجارية، والدور الخاص والتاريخي للأردن في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وحرية الملاحة والوصول إلى موانئ إسرائيل، وحرية الطيران فوق أراضي إسرائيل وصولاً إلى نقاط في أوروبا. وإن إلغاء هذه العناصر سيمس بالمصالح الحيوية للأردن ويضعضع استقرارها”.
ويشدد بيكر على أن الاتفاق يتضمن آلية وبموجبها “يلتزم الطرفان بتسوية النزاعات بشأن تنفيذ أو تفسير المعاهدة، بالمفاوضات، بالتوثيق أو التحكيم”.
وإلى ذلك، يقول مصدر مقرب من الأسرة المالكة الأردنية إن تصريحات الملك حول “الصدام مع إسرائيل” جاءت أساساً لإرضاء الرأي العام في المملكة، الذي أغلبيته فلسطينية. وعلى حد قول هذا المصدر، المطلع على علاقات الدولتين، فإن الجيش الأردني راض عن التعاون طويل السنين مع الجيش الإسرائيلي، على حدود المشتركة، ولا يريد بأي حال أن يرى قوات فلسطينية على الحدود.
بقلم: أرئيل كهانا
إسرائيل اليوم 22/5/2020