الرباط – «القدس العربي» حضرت فلسطين بقوة في افتتاح الدورة الـ21 لمعرض الكتاب في الدار البيضاء الذي افتتح مساء أول أمس الخميس، بحضور رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران الذي حذر من الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وقال عبد الإله بنكيران إن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، يشكل تقليدا وموعدا ثقافيا هاما يحج إليه المغاربة والمهتمون من كل المناطق، لكي يطلعوا على ما تجود به عوالم الكتاب والنشر.
وأكد على الأهمية البالغة التي يكتسبها اختيار دولة فلسطين كضيف شرف بالنسبة لهذه الدورة، مبرزا الروابط التاريخية والروحية والأخوية المتينة التي تجمع الشعبين المغربي والفلسطيني.
وقال بن كيران ان «الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين، يدفع البعض للرد عليه بـ «تفجير نفسه» ليفجر معه «مستقبل الأمة أيضا».
وأضاف رئيس الحكومة المغربية أن «فلسطين لن تضيق بمواطنيها من الديانة اليهودية، كما هو حال المغرب الذي يحرص على حقوق مواطنيه من اليهود»، كما أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه القبول بنظام «الأبارثايد» الذي يفرضه عليه الاحتلال الإسرائيلي.
وقال إن «الفكر الصهيوني الذي يلغي حق الشعب الفلسطيني في العيش، يمثل أحد عناصر خلق الإرهاب والنزاعات المتطرفة التي تعيش على وقعها المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة».
وقال رئيس الحكومة المغربية «نحن ضد الفكر الظلامي مهما كانت مصادره» وأن المعرض الدولي للنشر والكتاب يعتبر مصباحا إلى جانب مصابيح أخرى، لإنارة الطريق وإزاحة الفكر الظلامي، وأضاف «مع العقلاء سوف نهزم الفكر الظلامي، الذي قد تكون له جهات مناصرة ظاهرة وخفية».
وشدد بن كيران على أن الإرهاب لا مستقبل له ولا يهدد زيدا أو عمرو، بل يهدد الحياة، ويشكل خطرا داهما على مستقبل المنطقة، وأكد ان مواجهة «الفكر الظلامي» يكون من خلال «مصباح الثقافة والأفكار المستنيرة» وبلاده «تحاول تقديم نموذج يحتذى به في المنطقة العربية، يقوم على احترام التعددية، وهوية مكوناته الثقافية والدينية والسياسية المختلفة»، حيث استطاع المغرب «أن ينعم بالاستقرار والأمن في ظل جوار إقليمي يشهد أزمات عدة.»
وتستضيف الدورة الـ21 للمعرض الدولي للنشر والكتاب دولة فلسطين ضيف شرف، وقال وزير الثقافة المغربي ان «الاستضافة ليست مناسباتية، بل تأتي لتكريس الروابط الثقافية والحضارية واللغوية التي تجمع بين المغرب وفلسطين، وترسيخ الحوار الثقافي الطويل بين الفعاليات الثقافية بالمغرب ونظيرتها في فلسطين».
وقال محمد أمين الصبيحي ان المعرض «يشكل لحظة ثقافية قوية»، خاصة ان في دورة هذه السنة 57 دارا للنشر، تنتمي إلى 46 دولة، ويصل عدد العارضين إلى 81 عارضا، فيما تصل عدد نسخ الكتب التي ستعرض في أروقته ما بين 13 و 22 من شهر فبراير / شباط الجاري إلى ثلاثة ملايين نسخة.
وشدد على ان ثمة حاجة ماسة إلى ثقافة متنورة «للرد على ثقافة القوة الرامية إلى محو الشخصية»
وحذر الأديب الفلسطيني يحيى يخلف، رئيس الوفد الفلسطيني في المعرض من اتساع رقعة انتشار الفكر الإرهابي والتطرف، وتهديده للدولة الوطنية في العالم العربي، معتبرا أن وجود تنظيمات مسلحة مثل «داعش» و «القاعدة» لا يستثنى وجود أشكال أخرى للتطرف.
وقال إن أكبر تحدٍ يواجهه العالم العربي في الوقت الراهن يتمثل في انتشار الفكر الإرهابي، وأن الثقافة العربية مدعوة إلى مواجهة ثقافة الإرهاب والتكفير، والتصدي للغزو الظلامي، من خلال دور فاعل للمبدعين لنشر ثقافة التنوير والاعتدال والتسامح وإعلاء القيم الإنسانية.
وشدد يخلف على أن «الفكر اليميني الصهيوني، يمارس إرهابا بحق الشعب الفلسطيني، ويرتكب مجازر ترقى لجرائم حرب إبادة، وفي الوقت نفسه تواصل فيه قوات الاحتلال انتهاك المقدسات وتهويد القدس ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وإقامة البنايات الاستيطانية عليها».
ودعا إلى «تشجيع الثقافة ودعم نشرها باعتبارها وعاء يعبر عن أسلوب عيش الشعوب وقوة دافعة للحياة»، مقابل «ثقافة قطع الرؤوس والحرق التي تعصف بالعالم العربي».
محمود معروف