الرباط ـ «القدس العربي» وصف رئيس الحكومة المغربية مساءلته حول علاقته وحزبه مع تنظيم داعش والمخابرات الاسرائيلية بأنه جنون ويعبر عن درجة من السوء في الخطاب السياسي المغربي لم يعد يحتمل.
وقال عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المغربية والامين العام لحزب العدالة والتنمية، ذاي المرجعية الاسلامية، إنه لم يتخيل أن تصل اتهامات احزاب المعارضة له، إلى «حد مساءلته عن علاقته بالمخابرات الاسرائيلية وداعش في هذا الوقت، وهو الأمر لن يقبله مجنون فبالأحرى عاقل».
وقال في جلسة عامة مشتركة لمجلسي البرلمان عقدت امس الاربعاء وخصصت للاستماع لرد رئيس الحكومة على مداخلات الفرق والمجموعات البرلمانية حول الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة «تخيلت أن تكون الانتقادات لاذعة وقوية ولكن لم أتصور أن يصل الكلام إلى هذه الدرجة من السوء، ويختلط بالكذب والبهتان والأمور المضحكة والتي لا يمكن أن يصدقها مجنون وبالأحرى عاقل، وتأسفت على بلادي لأن أحزاب يترأسها من يكذب ويشكك في رئيس الحكومة وتسائله عن علاقته بالمخابرات الاسرائيلية في هذا الوقت ويا للاسف الشديد».
واتهم حميد شباط الامين العام لحزب الاستقلال المعارض يوم الاثنين الماضي عبد الاله بن كيران بعلاقة غامضة مع تنظيم داعش بالعراق وسوريا وجبهة النصرة والمخابرات الاسرائيلية الموساد وطلب منه توضيح هذه العلاقة.
وقال بن كيران إن هناك طلبات ونصائح بالحفاظ على الهدوء ما أمكن، وان الحياء هو الذي يلجمه بعدم الرد، وانه «لم يتصور أن يصل الكلام إلى الكذب ونحن في رمضان بالبهتان والأمور المضحكة والمخجلة، ولا يمكن أن يصدقها مجنون فبالأحرى عاقل».
وقال ردا على حميد شباط وقادة احزاب المعارضة بأن المعارضة لم تجد ما تقولوه أو ليس لديها ما تقوله، حيث لم يسأل على عدم إيصال الدعم المباشر للفئات الهشة، ولم يسأل عن مؤسسة محمد السادس للغة العربية، لأن طرح ذلك سيدعم الحكومة أكثر. واضاف أن بعض أحزاب المعارضة تريد فقط إسقاط الحكومة إلا أنها لن تصل إلى هذا الأمر لأنها لم تقدر على دفع الناس على الاحتجاج.
ونفى بن كيران اتهامات المعارضة له بابتزاز الدولة والمجتمع بفضله على المغاربة بضمان استقرارهم، وقال «لم ندع الفضل في الاستقرار، لكن الحكومة ساهمت في هذا الأمر، وما قامت به يندرج في إطار التراكم الذي حققه المغرب ملكا وشعبا وأحزاب وطنية».
وأوضح أن تشكيلة الحكومة الحالية جاءت بعد مشاورات واسعة، وغير مطعون فيها، وقال «من لم يزن فليرمها بحجر» واستطرد ضاحكا «إلى مافهامش شي واحد (اذا كان هناك احدات لم يفهم) من بعد أونشرح ليه» وقال أن بعض المنتقدين يخرجون الشيء من لا شيء، وهو يريدون أن يسقطوا الحكومة وأن ينسفوها، ولكن لا يستطيعون الوصول إلى ذلك.
وتطرق بن كيران الى إمكانية «إسقاط الحكومة من داخل المؤسسات، وخارجها بالمظاهرات» وخاطب المعارضة «الشارع لم يتبعكم لحدود الآن رغم استعانتكم بمخلوقات غريبة عن التظاهر،» في إشارة لاستعانة حزب الاستقلال بالحمير في مسيرته الشهيرة.
واثنى على انسجام مكونات الأغلبية، منوها بتدخلاتها في ردها على عرضه حول الحصيلة المرحلية للحكومة كدليل على «انسجامها ووفائها وانخراطها المسؤول في دعم الاصلاحات ومساندة الحكومة،» وفي إطار «تحملها مسؤوليتها في تثمين الحصيلة، رغم المحاولات المستميتة لاشاعة التوتر بين مكوناتها والتحريض على الصراع بينها».
وتساءل عن «السبب وراء انشغال المعارضة حول علاقات الاغلبية في ما بينها ، هل كلفهم احد كمحام؟» داعيا المعارضة عوض ذلك الى «تفعيل أدوارها الدستورية بدل اضاعة الوقت في مناورات فاشلة،» وأن عليها إعطاء الأولوية «لتعزيز ديمقراطيتها الداخلية وتماسكها والحد من صراعاتها».
وقال رئيس الحكومة المغربية انه قد يكون داخل الأغلبية خلاف نظرا لتنوع مكوناتها، موضحا «نسمح لبعضنا بمسافة معينة في بعض المجالات، وروح الحرية الموجودة داخلها لأنها مكونة من أربعة أحزاب (حزب العدالة والتنمية، التجمع الوطني للاحرار، الحركة الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية) ومستقلين لأننا لسنا حزبا ستالينيا بينما تفتقد هذه الحرية داخل المعارضة وأجهزتها».
وقال بن كيران أنه في الوقت الذي يتقدم المغرب نجد بعض الناس مقابلين «التهتريف» (المماحكة السياسية) ودعا احزاب المعارضة للاهتمام بدورها الدستوري واعتماد معارضة بناءة بدل ضياع الوقت في مناورات فاشلة .
وعن انتقادات المعارضة أكثر من مرة لتصريحه «عفا الله عما سلف» في البرلمان حول متابعة المفسدين، برر عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة هذا التصريح بكونه جاء «لوقف النبش في الماضي الذي سيشغلنا عن الحاضر،» متمسكا في نفس الوقت بضرورة آخذ القضاء مجراه في هذه القضايا.
واعترف عبد الإله بن كيران أنه فشل في إصلاح التلفزة وأن القنوات العمومية الرسمية لم تعرف تغييرا وبأنها لم تتحسن إلى المستوى المطلوب، وأن الأمر إشكال عويص.
واعتبر أن إصلاح التلفزة يتطلب تعاون الجميع ،وبأنه اتصل بمدير الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يوم المسيرة التضامنية مع غزة التي عرفتها الرباط وقال له «حشومة بأن التلفزة تبث المسلسلات البايخة والسهرات والناس يموتون».
وقال شاهد يوم الأحد الماضي مسيرة التضامن مع غزة على الشاشة، ثم اتصل بعدها بالمدير العام للشركة الوطنية للتلفزة والإذاعة الوطنية، وانتقده بسبب ما تبثه التلفزة من مسلسلات «بايخة» في الوقت الذي تعيش فيه غزة أجواء التقتيل.
من جهة اخرى أبدى رئيس الحكومة المغربية استعداده لتقديم استقالته في حال ثبوت اي حالة لتوظيف مشبوه تدخل فيها.
محمود معروف
عقابا له على مطالبة الأعلام المغربي بتغطية مجازر غزه
هي اتهامات تابثة و موثقة و تحدث عنها وسائل الاعلام المحايدة- ففي عهد حكومة بنكيران الاسلاموية تضاعفت المبادلات التجارية بين المغرب و اسرائيل و الثمور الاسرائيلية يفطر بها المغاربة هذه السنة، ناهيك عن التعاون الاستخباراتي بين اسرائيل و المغرب- عموما الدول الاسلامية تنافق الفلسطينيين و تجعلهم رهينة و لحما و دما و خرابا و ماسي يتفرج عليها يوميا و كل لحظة حتى لم تعد تثير او لها قيمة و تستعمل قضية فلسطين ليس للدفاع عن قضية بل للتجارة و الانتخابات الخ- اظن انه على الفلسطينيين الوعي بهذه الحقيقة المرة- فالشعوب التي لا تقوى على اغاثة مواطنيها ليست قادرة على مساعدة من هم ابعد منها- الكل يلعب و يتلاعب بالدم الفلسطيني المسفوك منذ 48 – هاهم اشعلوها في ليبيا و سوريا بفضائياهم لكنهم تخلوا عنهم و تركوهم في اقتتال و خراب و ضغائن لن تنتهي لانهم ليسوا سوى بيادق في ايدي الامم الامبريالية الاستعمارية- لا يجب الثقة في العرب او كل من يتشدق و يتظاهر و يتاجر بقضية فلسطين- لا تظنوني معاد للقضية الفلسطينية بل هذه حقيقة مرة و على اهل فلسطين الوعي بها